Wednesday, February 22, 2012

الفراغ الديني في ليبيا وأخطار التطرف السلفي

المعلومات الواردة في هذا المقال مهمة ، و الأمر خطير إذا كان الكاتب غير صادق، وإما إذا كان صادقا فالأمر أخطر

معلوم أن التعليم الديني كان من الأهداف التي حرص العهد المنهار على نسفها ، فأدى ذلك إلى عدة نتائج خطيرة منها:-
1.   إلغاء الجامعة الإسلامية ، وتقليص كلياتها لتتحول إلى كلية تابعة لجامعة بنغازي ، ثم ألغيت هذه الكلية وتوزع أساتذتها على عدد من أقسام اللغة العربية في بنغازي وطرابلس .
2.      محاربة تدريس السنة النبوية طوال العهد السابق ومهاجمتها واضطهاد كل من يدافع عنها.
3.   انعدام وجود خرجين متخصصين في العلوم الشرعية ليتولوا مهام الإفتاء والإمامة والخطابة والوعظ ، الأمر الذي أوجد فراغا رهيبا ، فأضطر كثير من شبابنا إلى اللجوء إلى ثقافة الأشرطة والكتب والمطويات السعودية ، واضطر بعضهم إلى الهروب إلى السعودية لتلقي علوم الدين من خلال الفهم الوهابي والسلفي المتطرف في كثير من المسائل والقضايا.
4.   شيوع ظاهرة الجهل بين معظم مواطنينا بحقائق التوحيد وأحكام الشريعة وحدوث فتن حول رؤية الهلال ومواعيد الصيام والفطر والوقوف بعرفة .. الخ .
5.   بروز بعض ظواهر الغلو والتطرف لدى بعض شبابنا ، فهم يبدعون المخالفين لهم ، بل بعضهم يكفر كل السنة الآشاعرة ، كما يكفر الأمازيغ وينعتهم بالخوارج الواجب القضاء عليهم ، وقد وصل ببعضهم تكفير بعض أهل العلم البارزين لدينا  بتهم ثلاث وهي أنه : أشعري ومالكي وأزهري ، وبلغ الأمر بأحدهم أنه صارح أباه مواجهة بالكفر لكونه أشعريا، كما طالب شاب آخر أباه بأن يفارق زوجته التي هي أم الشاب نفسه ؛ لأنه في نظره كافر.هذا كله إضافة إلى تكفير الدولة وتحريم العمل في دواوينها والامتناع عن الدراسة في مؤسساتها التعليمية , ومقاطعة الأقرباء والجيران ومن ليسوا على الاعتقاد الذي استوردوه من السعودية واليمن .
6.   ظل معظم شباب هذه الطائفة وفتياتها طوال مرحلة ثورة 17 فبراير ملتزمين جانب الحياد، فلم يكونوا مع الثوار ،ولو تعاطفا ، كما لم يكونوا ضدهم ، استنادا إلى اعتقادهم بأهلية ولي الأمر وضرورة طاعته مهما كان الأمر .وكانوا ينظرون إلى حركة التحرير على أنها فتنة بكل المقاييس ،وأن من الدين التزام السلبية حتى يقضي الله أمر كان مفعولا .وبدافع هذا الفهم السلبي تطوع أفراد منهم فنشطوا يدافعون عن شرعية النظام القذافي بتقديم برامج مسموعة ومرئية وتولوا الخطابة الجمعية إلى أن تحررت طرابلس.
    والآن وقد تحررت البلاد، ورفعت كل ألوان الرقابة والقمع التي كانت تتصدى لشباب الصحوة الإسلامية بغض النظر عن اتجاهاتهم ، انطلقت فئات السلفيين معتدلين ومتطرفين للعمل ليل نهار بكل الوسائل المتاحة ،ويمكن رصد نشاطاتهم المتنوعة التي تستغل غياب مراقبة الحكومة الجديدة وتمارس استغلال الحرية استغلالا منحرفا، في الملاحظات الآتية:
1.      تكوين جمعيات دعوية وعلمية توحد جهودهم وتمكنهم من التخطيط والتشاور وتنفيذ برامجهم المقترحة.
2.   إدخالهم موسوعات وكتبا وكتيبات ومطويات وربما أشرطة وأقراصا ممغنطة ذات اتجاه وهابي وسلفي عام ؛ من بينها كتب ربيع المدخلي الداعية السلفي المعروف.
3.   تنظيمهم محاضرات ودروساً منتظمة يتولاها عدد ممن درس في اليمن والسعودية كالمدعــو( أبو مصعب مجدي حفالة) الذي يقال إنه أقام في اليمن عشر سنوات ، تتلمذ فيها على الشيخ مقبل الوادعي ،وقيل إنه يشرف الآن على بعض المدارس في تاجوراء وسوق الجمعة وغيرها، تعلم الناشئة دينهم على فهم وهابي سلفي.
4.   تنفير المواطنين من خلال خطب الجمعة من مفاهيم الديمقراطية ومبدأ الانتخاب بحجة أن هذا من فكر الكفار ومنهجهم ، وعندما سئل هذا الخطيب الذي أعلن ذلك على المنبر عن الوسيلة البديلة لذلك، قال : إن ولي الأمر إما أن يختاره الحاكم السابق وهو هنا الطاغية أو أن يترك الشعب يتقاتل ومن يغلب فهو ولي أمر الناس !!!!
5.    ما عليه قناة الأيمان المسموعة في طرابلس التي يبدو عليها سيادة الاتجاه السعودي الواضح . وقد عرفت بتقديمها المتكرر لما يسمى بنونية القحطاني المعروفة بسبها للأشاعرة من أهل السنة ، كما عرفت بندرة ، إن لن يكن انعدام ، تقديمها لقراء القرآن الليبيين .
6.   هناك حركة توجيه مقصودة ، ويبدو والله أعلم أنها تنفذ مخططا مدروسا بين أطراف ليبية وأطراف سعودية ، تتولى الآن اختيار أعداد من الطلاب الليبيين المتميزين الذين تتراوح أعمارهم من 15 إلى 20 سنة ، وإرسالهم لتلقي العلوم الشرعية في السعودية ، بحجة أن ليبيا خلو من الشريعة وأصول الدين وعلوم الحديث ، وبدعوى أن البلد الوحيد المؤهل الآن لتدريس هذه العلوم هي السعودية فقط.
       وبناء على هذه المعطيات المؤسفة والمنذرة بخطر داهم يجتاح بلادنا ويهددنا بإشعال فتن داخلية لم تعرفها بلادنا في سابق عهودها ، صار لزاما على الأخوة المسؤولين في وزارات التعليم العام والجامعي والأوقاف والداخلية والأمن الوطني ، أن يلتفتوا إلى هذه الظواهر المثيرة ويتعاملوا معها بجدية وحزم وذكاء . ويمكن الاستعانة بالمقترحات الآتية :-
1-   تخصيص لجنة تمثل وزارات التعليم والأوقاف والداخلية والأمن الوطني ، تقوم بمتابعة هذه الظاهرة وجمع المعلومات الدقيقة عنها مع رصد تحركاتها واتصالات الخارجية.
2-   العمل على منع إيفاد أبنائنا لدراسة العلوم الإسلامية في الخارج ، وتحديداً في السعودية واليمن ، حيث لا ضامن لنا البتة من عدوى التطرف والغلو.
3-   المسارعة بافتتاح جامعة للعلوم العربية والإسلامية بكل تخصصاتها الدقيقة في طرابلس مبدئيا الآن ثم يكون لها مستقبلاً فروع في كل من زليطن وبنغازي وسبها وغريان.
4-   المسارعة باستقدام أعداداً من الأساتذة الممتازين من بلدان شقيقة كمصر والأردن والمغرب وتونس والسودان ولبنان ومستقبلا من سوريا ، وذلك طبقاً لشروط ومواصفات دقيقة ، وعن طريق لجان تتصف بالأمانة والورع ومعرفة العلوم العربية والإسلامية.
5-   مراقبة ما تقدمه هذه الفئات من الشباب من دروس وخطب ومحاضرات ، وما وضعوه من كتب ومطويات سلفية متطرفة في المساجد وفي محال بيع الكتب والمجلات.
6-      إعادة النظر في قناة الإيمان وفي المسؤولين عن إدارتها وتطهيرها من المتطرفين ومن كل المواد المشبوهة التي تذاع فيها.
7-      التأكد من اتجاهات العاملين مع هيئة الأوقاف في مختلف إداراتها وفروعها واستبعاد من يثبت أو يشك في ميوله للتطرف والغلو.

    وبعد ، فأرجو من أخواتنا السادة الوزراء وغيرهم من المسؤولين في ليبيا الحرة اليوم         أن يكونوا على يقين من الأمور الآتية:-
أولاً: إن ليبيا بلد مسلم لم يعرف في تاريخه ما يتهدده الآن من هذه الاتجاهات المنحرفة الوافدة ، وإن عموم شبابنا ليس لديه الحصانة التي تضمن سلامته من تأثيرات هذه الاتجاهات الوافدة ، وإن كل تأخير في التعامل معها هو تمكين لها في الشيوع والرسوخ.
ثانياً : إن بلادنا على الرغم مما مر بها خلال الاثنين والأربعين سنة مازال بها علماء جيدون ومشهود لهم في كل تخصصات العلوم العربية والإسلامية وخير دليل على هذا أن أساتذة كلية الدعوة في طرابلس كلهم ليبيون ومن أرفع المستويات في تخصصاتهم الدقيقة ، وقد خرج هؤلاء الأساتذة ألاف الطلاب من مختلف الجنسيات الإسلامية ومن أنحاء العالم ، ومنحوا كثيراً منهم درجتي الماجستير والدكتوراه ، وهم يحتلون مناصب مرموقة في بلدانهم.
ثالثاً : إن النظام السعودي تجاهل ثورة الشعب الليبي ضد الطاغية ، وظل حتى الآن فيما أعلم لا يعترف بدولتنا الجديدة. وأعتقد أن حكومتنا الحالية برئاسة الدكتور عبد الرحيم الكيب لن تقبل بأية حال أن تفرط في شبابها الصاعد وتسلمه للفكر السلفي المتطرف الذي عانت من ويلاته السعودية نفسها كما عانى منه المجتمع الإنساني في كثير من أرجاء العالم.
اللهم أني بلغت ، اللهم فاشهد ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مواطن حريص

Tuesday, February 21, 2012

ليبيا تحتضر من حب أبناءها

من ينقدك يا ليبيا من حب أبناءك ، لقد صدق من قال ، ومن الحب ما قتل ، فأنت اليوم يا ليبيا  تئنين تحت وطأة حب أبناءك ، الذين دفعوا الغالي و النفيس من اجلكِ ، فهم اليوم من يحبسون أنفاسكِ  (طبعا بدون قصد) ، و لا يمنحوكِ الفرصة لتلملمي جراحكِ ، ولا يمهلوكِ لتردي لهم الجميل ، فقد استحوذوا على معسكراتكِ و مقراتكِ ، و جعلوا من معداتها و آلياتها غنائم ، و لا يريدوا إرجاعها لكِ لانهم يحبونكِ يا ليبيا ، ومنهم من يتلكأ في الانضمام لمؤسساتك حتى لا تفلتي من قبضتهم  لانهم خائفون عليك  يا ليبيا ، و ها هم عشاقك كذلك من أعضاء المجلس الانتقالي مزجوا بين السلطة التشريعية و المناصب التنفيذية ، و نسوا الشفافية ، و تولى السيد المستشار كامل المسؤولية على طريقة المشيخة العربية ، فكل صغيرة و كبيرة في مجلس قبيلة ليبيا هي اليوم في قبضة الشيخ المستشار، و من ينقدك يا ليبيا من حب المتيم بك رئيس الحكومة و الذي يطبق أعتى أنواع المركزية من شدة خوفه عليك  و أنا على يقين أنه صادق في ذلك ، فلا يترك المجال لمن اختارهم في حقيبته حتى في إتخاذ قرار حك رؤوسهم بدون الرجوع اليه ، لانه ليبي أصيل لا يؤمن بعمل الفريق حتى ولو كان امضى عمره كله خارجك ، فلن يتخلى عن مبدئ الاستفراد والتفرد المتوطن في عقول اهالي ديارك يا ليبيا ، اما قضاتك  يا ليبيا ، و وكلاء نياباتك ، فهم في غفلة من امرهم ، وهائمون في حبك ، لذلك  لم يجدوا الوقت ليحركوا ساكنا ضد ازلام الهالك الذين يمرحون بدون ادنى ملاحقة قانونية ، ونحن جميعا نعلم ان اولئك الازلام يتنعمون اليوم بما سرقوا ، و ربما يتأمرون علينا في الداخل وفي الخارج ، اما وزارة عدلك يا ليبيا ، فأظن ان رئيس حكومتك قد نسى ان يعين لها وزيرا !!؟
 الكل يحبك يا ليبيا ، فها هما محمود جبريل و علي الترهوني تركا جامعتيهما و يجوبان مدنك و قراك ليعيدان تسويق نفسيهما  بكل حرفية و يتملصان بدهاء من مسؤولية إخفاقات المكتب التنفيذي في الداخل إبان حرب التحرير أليس هذا هو قمة التجلي في التعبير عن الحب لك يا ليبيا  !، و كذلك لا تنسي يا ليبيا أبناءك من حداق تولي المناصب الذين استبدلوا لون الجماهيرية بلون حبك في الوقت الاضافي لمعركة التحرير و بذلك حافظوا على مناصبهم الادارية ليخدموك بصدقهم و إخلاصهم المنقطع النظير  يا ليبيا ، أما من وثبوا و وأستحوذوا على مجالسك المحلية فلا يرون ضرورة لإعادة تشكيل المجالس بطرق ديمقراطية لانهم يدعون أن ذلك سوف يزعزع استقرارك ياليبيا، الكل يحبك يا ليبيا فعبدالله ناكر يطلق تصريحاته  في وسائل الاعلام ناطقا بإسمك لانه حامي ديارك يا ليبيا ، ومن اجلك يا ليبيا استثمرت الاموال الرمادية في قنوات تلفزيونية خارج الوطن المحرر وأغرت مذيعيك الوطنيين برغد العيش خارج حدودك فأعذريهم يا ليبيا و اطمئني يا ليبيا  القائد الاخضر يأمن لك مطارك العالمي و نصب نفسه أعلى سلطة في المطار حرصا عليك يا ليبيا  و حتى من جلبهم المقبورفي آواخر أيامه من دول الجوار ومنحهم الجنسية فأصبحوا بقدرة قادر يعشقونك و يقاتلون أبناءك في الجنوب من أجلك يا ليبيا ،  كذلك يا ليبيا من لم يلتحق بعمله و من يقطع أشجار غاباتك و من يستغل انشغالك و يبني على الطرقات العامة فهو يمازحك لانه يحبك و يحب غياب قانونك يا ليبيا و لا تنسي أنك محظوظة يا ليبيا فلولا دهب أحشائك الاسود فلن تستطيعي إرضاء أبناءك فالجميع اليوم نفذ صبرهم رغم انهم صبروا على المقبور عقود وعقود اليوم يريدونك ان تنحني وتحني و تعطي وتحلي مشاكل اربعة عقود في رمشة عين يا ليبيا فكل ما فعله المقبور طيلة أربعة عقود عليك أن تتحمليه وحدك يا خزانة ليبيا و آه كم يحبونك يا ليبيا اولئك الذين تسللوا و اندمجوا مع جرحى ثوارك في علاجهم في الخارج ففي ولائمهم في مطاعم الخمس نجوم و في غسل جواربهم في مغاسل الخمس نجوم يرددون نحن نحبك يا ليبيا أما حب الشركات الوسيطة و سماسرة العلاج لك فحدث و لا حرج فانت محظوظه يا ليبيا لأننا نحن شعبك .
كلنا نحبك يا ليبيا فتركنا أعمالنا و تعليمنا وجلسنا نمدح و نذم  و ننتقد و نتهم  ونغني لك و نغازلك يأحلى ليبيا و اخيرا انا لا أشكك في وطنية و صدق حب كل من ذكرت و من لم اذكر و لكن علينا تصحيح طرق حبنا لهذا الوطن  ونقتدي في حبنا  بجنود ليبيا المجهولين في قطاعي الكهرباء و النفط الذين استطاعوا بسواعدهم المعطأة أن يصنعوا المستحيل ويفاجئوا العالم بما انجزوا في وقت قياسي فلكم الشكر يا من عرفتم كيف تحبون ليبيا .


د . العارف عكعك

Tuesday, February 14, 2012

تجريم فكر معمر مطلب وطني

الحمد لله الذي أسقط ألقذافي  وذهب به إلى غير رجعة، وأسقط أزلامه و غلمانه و راهباته و كل المؤمنين به في مزبلة التاريخ.
 الحمد لله الذي نصر جنده وأعز عباده المضطهدين وكلل جهادهم بالنصر المبين وبهذا فليفرح المؤمنون و ليستبشروا بالخير العميم من الله رب العالمين.
 لقد انتهى عهد الظلم و الظلام و أشرقت شمس الحرية على بلادنا ولكن الطريق لازال محفوفا بالمخاطر وليبيا لا زالت في خطر.
 ليبيا لا زالت في خطر من الداخل بسبب ضعاف النفوس وأصحاب المصالح الشخصية أو الخاصة أو الجهوية  أو القبلية الذين يتاجرون بدماء الشهداء و الذين يحتكرون قوت الفقراء والذين يستغلون كرم البسطاء والذين يكنزون أموال الشعب والذين يهددون أمن الآمنين في كل ليلة.
 كما أن ليبيا لا زالت في خطر من الخارج بسبب أطماع الطامعين في خيراتها و الذين ينتظرون الاضطراب و عدم الاستقرار ليبرر لهم التدخل في شؤونها الداخلية، أو حقد بعض الجيران الذين لا يؤمن شرهم من أصدقاء الطاغية والذين تستخدم ديارهم في التحريض على بلادنا.
وفي ظل هذا الخطر علينا كأبناء ليبيا الأحرار أن نستعد للمواجهة في الداخل بتحصين أفكارنا و تحريرها من آثار الطاغية و أزلامه و أول خطوة على هذا الطريق تبدأ بتجريم أفكار الطاغوت وطرقه وأساليبه فكرا وقولا وعملا.
 علينا كوطنيين شرفاء التخلص من أزلام ألقذافي وأصنامه في كل المواقع فهم يمثلون خطرا على الحرية و على مستقبل البلد وقد مردوا على النفاق والسرقة والخيانة والتلاعب بالقرارات.
علينا أن نتخلص من عملاء ألقذافي في مواقع القرار في دواليب الدولة من وزارات و إدارات و مؤسسات و في السفارات التي لا زالت مكاتب شعبية يديرها جماعة كحيلة وفي مواقع بناء الإنسان مثل المدارس و الجامعات و المعاهد العليا و المساجد التي توظف للمهاترات والمجالس المختلفة التي تصر على الاستعانة بالمتسلقين.
 علينا كمواطنين و كناخبين أن نستصدر قانونا يجرم فكر معمر و رفع رايته و المناداة بعهده أو الاستمرار في ممارسة أساليبه من زحف وتصعيد و غوغائية أو المعاداة للثورة الليبية أو إهانة شعاراتها أو رايتها أو إهانة رموزها، ففي هذه الأعمال تهديد لمستقبل ليبيا الحرة ويجب أن توضع عقوبات رادعة لكل من يقوم بها.
 وعلينا كثوار ومناضلين من أجل الحرية أن نستخدم القوة إذا لزم الأمر وبعنف ضد كل من تسول له نفسه الاعتداء على مكتسبات الثورة، فلا معنى للتحالفات القبلية أو الجهوية إذا أضرت بمستقبل ليبيا ووحدتها.
على جميع مؤسسات المجتمع المدني تبني سياسة الحراك المستمر من أجل تنظيف شوارع المدن و الجامعات و المعاهد من آثار حقبة ألقذافي ومظاهر التسلح وأصوات الأعيرة النارية حتى في الأفراح، عليها تنظيم الاعتصام و رفع الشعارات المناهضة للعنف فكل مظاهر العنف مرتبطة في أذهان أطفالنا بعهد الظلم والظلام.
إن فكر معمر وأسلوبه وأزلامه لا يقل خطورة على ليبيا من خطورة النازية في ألمانيا، أو معاداة السامية علي أوروبا، أو الفاشية علي إيطاليا أو الماركسية و الشيوعية على سعادة الشعوب أو الإلحادية على الأديان السماوية، أو الجاهلية على الإسلام.
 إن الخطر عظيم ولا مكان للتسامح أو التساهل مع من خان الشعب أو إنحاز إلى جانب أعدائه.

Monday, February 6, 2012

هل يأتي الجشع على التضحيات؟

على مدى عام من التطورات على الساحات الليبية خلال تفجر الثورة الليبية المباركة رأينا كيف طفت أسمى المعاني على السطح و ضحى الليبيون بالغالي و النفيس من أجل الحرية، ولقد صدق أبن الزاوية في كلمته المشهورة: نحن مطلبنا الحرية.
 وأصبح نبض الشوارع الليبية يتناغم مع الأماني العظيمة و التضحيات الكبيرة وامتزج الدم بالدموع و الفن مع مشاعر المواطنين وتخضبت شوارعنا بلوحات فنية وكأنها طوابع البريد على رسائل الشارع الليبي في لوحات معبرة بصدق عن روح الثورة وصدق الثوار.
وارتفعت أصوات المساجد بالتكبير والتهليل والتحميد شكرا لله على عونه ودفعه للضرر عن البلاد والعباد، وعرف الناس أجمل صور الإيثار والجود والكرم في المدن والبوادي والأرياف. ثم علت الفرحة الوجوه بالانتصار على الطاغية وجنده و سقط ألقذافي في سرت لآخر مرة مهزوما مدحورا مذموما.
 ورفع الشباب عاليا شعار : ارفع راسك فوق أنت ليبي حر. وبدأ العديد من الثوار الصادقين في العودة إلى أعمالهم في مدنهم وقراهم، ومع النصر وانعدام الحاجة إلى التضحيات برز إلى السطح العديد من المتسلقين والنفعيين و أشباه الثوار وتمترسوا بالسلاح في شوارع المدن لجني ثمار النصر الذي حققه الشهداء والجرحى، بل برز بين قوائم الجرحى العديد من مرضى النفوس و الباحثين عن المغانم والأعداد المتراكمة في دول العالم خير دليل على ما أقول.
 فهل ننتظر حتى يأتي الجشع على التضحيات؟
 وخرجت من بين الأطلال وبرك الدماء والدموع حكومة وطنية انتقالية هدفها الأول أن تنتقل بالمجتمع من الثورة بما حملت في طياتها من صراع إلى الدولة التي تمثل الاستقرار و النماء واستمرار الحياة. ومشكلة هذه الحكومة أنها ترفع القانون شعارا لها ولكنها تفتقر إلى أدوات تحقيق العدالة بين الناس من محاكم وشرطة وسجون. قد يقول البعض لماذا لا تنادي وزارة الداخلية على الشرطة لتؤدى دورها وهي تملك ما لا يقل عن مئة ألف رجل أو يزيد. لماذا يجلس كل هؤلاء في بيوتهم ويتلقون رواتبهم ويتركون الحبل على الغارب.
 هل يتسلط المجرمون والانتهازيون على البلاد باسم الثورية أو كثورجية ويبقى رجال الشرطة في بيوتهم.
 وهل ننتظر حتى يأتي الجشع على التضحيات؟
على الجانب الآخر تنتهك سيادة الوطن من خلال حدوده المترامية الأطراف في غياب الجيش الوطني وانشغال البعض بحصد المكاسب والمناصب والرتب ويتولى مهمة الدفاع كتائب وسرايا الثوار التي ما فتئت تقع في الأخطاء وترفع سقف مطالبها التي عمقت الجهوية و القبلية وقد تهدد مستقبل الوحدة الوطنية لو بقى الحال على ما هو عليه.  قد يقول البعض أين الجيش الوطني وأين الوطنيون في الجيش الليبي وأين وزارة الدفاع وعلى من تدافع وزارة الدفاع، أسئلة كثيرة والإجابة عليها صعبة ومحرجة في كثير من الأحيان.
 فهل ننتظر حتى يأتي الجشع على التضحيات؟
وباسم الديمقراطية تقفل  إدارة الجامعات أو الكليات والمعاهد و يقتحم بعض المتعاونين في قطاع التدريس الجامعي من حملة الماجستير مبنى وزارة التعليم العالي  بعنف وتكسر الأبواب ويهدد العاملون فيها و يرفع البعض شعارات إقصائية أو جهوية وادعاءات باطلة، بل يتآمر بعض من له مصالح خاصة ويخطط لزعزعة الاستقرار من أجل مصالحه. ووصل الأمر إلى رجم تلاميذ إحدى المدارس الابتدائية لمديرهم وأصبح الاعتصام و المسيرات أسلوبا لابتزاز المسئولين وإجبارهم على التنازل عن اللوائح والقوانين.
 فهل ننتظر حتى يأتي الجشع على التضحيات؟
ومن أجل الديمقراطية يصاغ قانون الانتخابات و يعطى المواطنون فرصة لإبداء الرأي فيه فيعدل ثم يعدله أصحاب القرار السيادي خلال يوم واحد دون اعتبار لرأي المواطنين في أكبر عملية اغتيال للديمقراطية. وكأن المعركة بين بعض أعضاء المجلس والإسلاميين، ومهما كانت القوانين فالشعب لا يقبل إلا بمن يخاف الله ممثلا عنه، ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين.
 فهل ننتظر حتى يأتي الجشع على التضحيات؟
هناك بيننا من يتصور أن الثورة أعطته الحق في كل شيء بالمجان، فيمكن إلغاء الامتحانات و يمكن التجاوز في اللوائح لتعيين من لا يملك المؤهلات المطلوبة و يمكن استخدام أساليب الزحف و التصعيد القديمة تحت جلابية الديمقراطية و حرية الرأي. بل وصل الأمر بالبعض إلى المطالبة بالنجاح بدون امتحانات أو حرمان بعض الفئات من دخول الامتحان. فهل ننتظر حتى يأتي الجشع على التضحيات؟
الكل يعرف أن طريقنا نحو مستقبل أفضل يمر عبر بوابة الاستقرار والأمن والأمان فكل رصاصة تطلق في السماء تؤخر التنمية و النهضة و النماء أسبوع. فكل السفارات الأجنبية تؤجل مواعيد عودة مواطنيها وشركاتهم ومكاتبهم أسبوع كل ما سمعوا أعيرة نارية في سماء طرابلس يطلقها من يريد مزايا بلا مقابل في كثير من الأحيان.
 فهل ننتظر حتى يأتي الجشع على التضحيات؟
أما عن قنوات الأعلام فحدث ولا حرج، فمن اجل جلب القراء و المشاهدين يتم فبركة الأخبار و استخدام وسائل استفزازية في اللقاءات بعيدا عن الأساليب الحضارية في نشر المعلومات و الوعي السليم. فالكثير من الصحف تفضل الإعلان على الإعلام رغبة في دخل أعلى، و كثير من القنوات تفضل التشهير بالناس على الإشهار و نشر الفضيلة بعيدا عن دور الإعلام الوطني الهادف المسئول.
 فهل ننتظر حتى يأتي الجشع على التضحيات؟
في هذه الأيام التاريخية و نحن نقترب من العيد الأول لانطلاق الثورة الليبية علينا أن نثمن عاليا تضحيات أبناء و بنات ليبيا الأبرار، علينا أن نقف صفا واحدا في وجه الجشع والطمع والبلطجة ومراكز النفوذ وبقايا العهد السابق من المتسلقين ورجال الطابور الخامس أو الطابور الخائن. علينا جميعا يقع دين ودم الشهداء ويجب أن لا نتركه يضيع هباء. علينا أن نشمر عن سواعدنا ونسعى للعلا وطلب المجد وتحقيق العدالة والمساواة وتوفير الأمان لأولادنا و أحفادنا.
 علينا أن نلتف حول دولة القانون ودولة الحق فلا أمان بدون سيادة القانون و لا نماء ولا تنمية في غياب الأمن والاستقرار. ولنجعل من الانتخابات القادمة بداية عصر الديمقراطية و عصر الخير فننتخب الأفاضل و الفضليات من بيننا ونؤسس لدولة الدستور التي ستحقق السعادة للأجيال القادمة. هذا ما ينبغي علينا أن نفعله إلا إذا أردنا أن يأتي الجشع على التضحيات.


Thursday, February 2, 2012

هل ليبيا دولة غنية..؟؟

نحن اليوم في أمس الحاجة لمعرفة واقعنا الاقتصادي و المالي بطرق علمية تعتمد على أسانيد  و إحصائيات رقمية  بدلا من التخمين و التقديرات الجزافية البعيدة عن الواقع في معظم الأحيان و المثال على هذا الاعتقاد   السائد عند الكثير منا  أن ليبيا دولة فاحشة الثراء و جرت العادة أن نسمع هذا الوهم من المتصلين  بالبرامج  التلفزيونية المفتوحة و الغريب في الأمر أن بعض من المسئولين و رجال الإعلام يؤكدون صحة ذلك و كذلك نسمع هذا الوهم في جلسات حوار المناسبات الاجتماعية و اغلبهم يقارن بين ثراء ليبيا و دول الخليج مثل الكويت و الإمارات ، إن هذا الاعتقاد في الواقع  غير صحيح بل هو الوهم بعينه و لنوضح الصورة يجب أن نقارن الناتج الوطني الإجمالي لهذه الدول النفطية مع الاخد في الاعتبار عدد السكان و المساحة وللعلم  أن المساحة الشاسعة المقفرة هي عيب وليست ميزة و خصوصا عندما يتناثر السكان بكثافة منخفضة أفقيا على هذه المساحة ، ثم بعد ذلك يجب  ألا ننسى ما وصلت إليه تلك الدول من بنية تحتية خلال العقود الفائتة عندما كانت ليبيا في غيبوبة جماهيرية الهالك المقبور و يجب أن نذكر هنا كذلك ما تمتلكه هذه الدول من استثمارات في صناديقها السيادية فمثلا الصناديق السيادية الإماراتية تبلغ أصولها اكتر من 750 مليار دولار كذلك نضيف للمقارنة فقط دولتين لا تمتلكان  ثروات طبيعية و لكنهما تملكان قوى عاملة منتجة.

أسم الدولة
     عدد السكان
      المساحة
 الناتج الوطني الإجمالي 2010
 البنك الدولي  01/07/2011
الإمارات
947,000 نسمه
83,600 كم مربع
230    بليون دولار
الكويت
1,038,00 نسمه
17,818 كم مربع
148    بليون دولار
 ليبيا
6,000,000 نسمه تقريبا
1,757,000  كم مربع
62     بليون دولار تقريبا
سنغافوره
3,700,000 نسمه
712     كم مربع
222    بليون دولار
الدينمارك
5,500,000  نسمه
43000 كم مربع
310    بليون دولار

إذا من الأرقام الواردة بالجدول أعلاه علينا القول أن ليبيا دولة متوسطة الدخل من مواردها  الطبيعية ( النفط و الغاز) الغير دائمة طبعا و برغم من وجود هذه النعمة التي حابانا بها الله عز وجل مند أكثر من خمسة عقود إلا أننا نعاني قصور مؤلم في الخدمات العامة و انعدام شبه كامل للبنية التحتية و السيئ في الأمر أن ليبيا تعتبر دولة ذات مستوى متدني جدا في إنتاجية مواردها البشرية  و التي هي أهم من الموارد الطبيعية حسب وجهة نظري و ذلك  بسبب  ما عانته  نظمها  التعليمية والتكوينية و الإدارية  طيلة حكم الطاغية من تسيب و إهمال  و أضف إلى ذلك تدهور القيم الأخلاقية المهنية للقطاعين العام و الخاص الناتج عن اختلال في التنشئة  السلوكية المهنية للقوى العاملة من حيث عدم احترامها لقدسية الوظيفة و المهنة و اللامبالاة في إتقان العمل  وتغليب المصلحة الشخصية و الربحية الآنية و غيرها من الانحرافات الوظيفية و المهنية   و  أدى هذا  بدوره إلى ضعف شديد في  إنتاجية الدولة بوجه عام سوى كانت في صورة خدمة  او سلعة  ومن حيث الكم و الكيف و بسبب ذلك أصبحت ليبيا دولة مستوردة تقريبا لكل شي  و تعتمد اعتمادا كبير على الأيادي الأجنبية في عمل كل صغيرة و كبيرة و في الوقت نفسه نحن نعاني من بطالة مخيفة بين الشباب و الذي اغلبهم لم يؤهل  ذهنيا و مهنيا بالشكل الصحيح.
فعلي السلطات الليبية الجديدة  التريث في الإنفاق حتى تدرس بدقة قدرات ليبيا المالية وكذلك دراسة أولويات أوجه الإنفاق حيث بناء قدرات الإنسان الليبي يجب أن تنال الأولوية  و ثم علينا التأكد من المقدرة الفنية في آليات عملية الصرف و الإنفاق فما نراه مثلا من فوضى و هدر في ملف العلاج بالخارج إلا دليل على القصور الإداري الفني الذي نعانيه في إداراتنا الليبية ،  ثم لماذا لا نسأل أنفسنا نحن الليبيون كيف  نلح بشدة و نطالب بكل شي من هذا الوطن و في نفس الوقت نحن لا نؤدي واجبنا الوظيفي بأكمل وجه و نتهرب و نتغيب و نمارس السلبية في كل شي يخص خدمة الوطن .
لماذا لم نسأل أنفسنا ماذا نستطيع نحن تقديمه لهذا الوطن؟ لماذا لا نبادر ذاتيا و نتعلم كيف نرفع قدراتنا و نزيد مهاراتنا حتى نرفع من إنتاجيتنا و بالتالي إنتاجية الوطن و لماذا لا نقارن أنفسنا بمن دفع دمه و روحه من اجل هذا الوطن ؟  لماذا لا نتعلم من غيرنا من الأمم كيف هم يحبون و يعطون و يبنون  أوطانهم بعرقهم رغم افتقار أوطانهم لأي ثروات طبيعية ( دافعي الضرائب في اغلب دول العالم هم من يتحملون وزر الميزانية العامة) و قد قال الرئيس الأمريكي الراحل جون كندي مقولة شهيرة في هذا ( لا تسأل ماذا أعطاك وطنك بل إسأل ماذا قدمت أنت لوطنك..؟؟ )

د. العارف عكعك