Sunday, December 2, 2012

تطوير هيكلية التعليم العالي في ليبيا الجديدة


        مؤسسات التعليم العالي من جامعات عامة وخاصة وجامعات تقنية أو معاهد عليا أو كليات محلية تخدم بالأساس عدة أهداف أولها توفير فرصة التعليم العالي المناسب  للشباب لتأهيل الكوادر الفنية لخدمة المجتمع؛ وثانيها حل مشاكل التنمية من خلال الدراسات والبحث والتطوير وذلك باستخدام قدرات خبرائها، ثم ثالثها المساهمة في تطوير المنطقة المحيطة بها من خلال خلق فرص عمل وتثبيت المؤهلين بها وبناء بوتقة حضارية  ثقافية وعلمية تساهم في التنمية المكانية بشكل أفقي.
        
لكي تقوم مؤسسات التعليم العالي بهذه الأدوار نحتاج إلى تطوير هيكليتها وتوزيعها وتخصصاتها وفي نفس الوقت نتغلب على مشاكل المركزية في بعض المناطق، وبالتالي نوفر حلا لعدد من المشاكل ونتيح الفرصة لهذه المؤسسات للانطلاق في دورها في خدمة الوطن. ولو نظرنا إلى توزيع الجامعات على التراب الليبي نلاحظ وجود عدد كبير من الجامعات في المنطقة الممتدة على مساحة مثلث سرت الزاوية سبها حيث توجد جامعات سرت ومصراتة وزليتن والمرقب وطرابلس والزاوية والجبل الغربي والزيتونة وسبها والأكاديمية الليبية بينما لا يوجد في منطقة مثلث اجدابيا طبرق الكفرة إلا جامعة بنغازي وجامعة عمر المختار وهذا سبب خللا في التوزيع الجغرافي لهذه المؤسسات ومركزية مقيتة محليا في المنطقة التعليمية الثانية وساهم في وجود احتقان على مستوى المواطنين.
     
 وقبل الخوض في توزيع الجامعات علينا أن نتحدث عن مستويات التعليم الجامعي في ليبيا والذي يمكن أن تشمل الآتي:

1- المستوى الأول وهي جامعات جامعة لكل التخصصات  وهي في مناطق التجمع الكبرى وتشمل جامعة طرابلس وجامعة بنغازي وجامعة سبها فقط.
2-المستوى الثاني وهي جامعات لا تشتمل على كل التخصصات، فهي لا تشتمل على كليات الطب والأسنان والصيدلة أو البيطرة ويمكن أن تشتمل على بقية التخصصات حسب الإمكانيات والحاجة.
3-المستوى الثالث وهي جامعات تقنية وهي جامعات تشتمل على كليات تقنية ومعاهد تقنية فقط حسب حاجة المنطقة.
4-المستوى الرابع وهي كليات محلية  مدة الدراسة فيها سنتين وتؤهل الخريج للعمل في منطقة تواجده كما يمكنه مواصلة دراسته في إحدى الجامعات بعد التخرج.
   
والأمر الذي سوف يحدد مكان ونوع المؤسسة هو الموقع من حيث الطبيعة ونوع النشاط الإقتصادي السائد 
في المنطقة والإمكانيات المتاحة والكثافة السكانية ويمكن لي اقتراح ما ياتي في هذا الخصوص:

أولا: جامعات من المستوى الثاني
ويمكن أن تشمل مبدئيا كلا من:
 جامعة طبرق
 جامعة درنة
وكلاهما تخدمان منطقة جغرافية كبيرة ويحيط بكل منهما عدد من القرى وتعتبران مركزين حضريين والمسافة بينهما حوالي 165 كيلومتر وفيهما عدد كبير من الكليات التي كانت تتبع جامعة عمر المختار وقد صدر فعلا قرار بإحياء جامعة درنة ونحتاج إلى قرار سريع بتأسيس جامعة طبرق.

ثانيا: جامعات تقنية
ويمكن أن تشمل مبدئيا على:
1- جامعة المرج التقنية وتتخصص في العلوم الزراعية والإنتاج الحيواني والصناعات الغذائية وإدارة الأعمال وتقنية المعلومات.
2-جامعة اجدابيا التقنية وتتخصص في مجالات النفط والغاز والتنقيب وتقنية المعلومات وإدارة الأعمال.
3-جامعة الكفرة التقنية وتتخصص في إدارة الأعمال والتجارة والطاقات المتجددة والزراعة الصحراوية وتنمية الإبل وتنمية الواحات.
4-جامعة الجبل الغربي التقنية ويمكن أن تتخصص في إدارة الأعمال وتنمية الموارد الطبيعية والصناعات التقليدية وتربية المواشي والزراعة البعلية والصحراوية ومكافحة التصحر.

ثالثا: كليات المحلات
هذه الكليات نتوقع لها ان تنتشر في كل المدن والقرى وقد تصل إلى أعدادا كبيرة فهي توفر للطالب فرصة الدراسة في مكان عيشه وتعده للعمل في نفس المنطقة كما يمكن له مواصلة دراسته بالجامعات فيما بعد ذلك ويمكن أن يبدأ هذا المشروع بثلاث كليات وهي
كلية راس لانوف
كلية زوارة
كلية قصر بن غشير
وتم اختيار هذه المواقع لتوفر مقرات جاهزة بها ودعم من الجهات المحلية وسوف يتم التوسع فيها لتشمل كل المدن والقرى.
هذه كانت محاولة شخصية للدفع بمسيرة التعليم العالي نحو آفاق جديدة لخدمة النهضة الوطنية في كل المجالات وكلي أمل في أن تتبنى الحكومة المؤقتة هذه الآراء وتخصص لها ميزانيات.


No comments:

Post a Comment