لماذا اختلفنا
لقد اتفق الليبيون على ان نظام القذافي كات فاسدا ويجب التخلص منه ولو سالنا اقرب المقربين منه وهم اولاده لقالوا ان ما كان يحصل يخجل المرء من ذكره وفي هذا حدث ولا حرج.
بعد انتهاء عهد القذافي اختلفنا ومن الايام الاولى ولكن ذلك لم يبرز على السطح لاننا كنا نحلم ولم ننتبه لهذه الحقيقة.
بعضنا كان يحلم بدولة ديمقراطية تعددية مدنية وهذا من حقه ولكنه نسي ان الدول لا تبنى في شهور او سنوات.
بعضنا كان يحلم بدولة الخلافة الراشدة وهذا من حقه ولكنه نسي ان محمد صلى الله عليه وسلم لم يعلن الدولة الا بعد ان نجحت الدعوة وهدى الله الناس للاسلام.
بعضنا كان قريب عهد بالجماهيرية وفرص الكسب السريع والفساد وسهولة الصعود الى المناصب و لكنه نسي ان الشعب قد ثار عليها.
وبعضنا يريد دكتاتورا او حاكم ذا شوكة ليسلم له الامر فهو يريد ان يرميها في راس طاغية او ظالم ويعيش وهم السلبيون.
وبعضنا فقد مزايا وسلف واراضي ومنح وصولجان وهمي وهذا ما يعرف فهو يحاول احياء هذا ويدعو اليه.
وبعضنا يرى مصلحته مع القبيلة او الاقليم او الجهة او الجماعة وكلهم يراها طرق للاصلاح لان هذا ما يعرف ولا يريد ان يناقش احد في هذا الكلام.
وبعضنا لا يثق في احد وكل من خالفه سراق ومتسلق او عميل او مجرم او خاين ويريد شعبا مثل الخراف يتحدث لغة واحدة ويفكر في شيء واحد ويبقى على ما هو عليه.
يا اخوتي اختلفنا لاننا لا نشترك في ثقافة واحدة ولم نفكر في التفاهم للوصول اليها وكلنا يرى في ما يراه الصواب وغيره هو الباطل او الكفر او الجريمة، كلنا يعتقد انه وطني وحريص ويمثل الحق.
علينا ان نصبر على بعضنا البعض ونحسن الظن بالاخرين ونحاول التفاهم مرات ومرات فكل منا له رصيد في هذا الوطن وله حق وعليه واجب.
النجاح في هذا العالم يحتاج لجهد الجميع في تعاون وتنسيق والاقصاء والانقسام لا يزيدنا الا ضعفا.
الرسول صلى الله عليه وسلم لم يلعن المشركين ولم يدعو عليهم بالفناء ولكنه دعى الله لهم بالهداية وتركهم في خلافهم له لعل الله يخرج من اصلابهم من ينفع الاسلام.
لماذا لا نفكر في بداية جديدة في اصلاح العلاقات والعفو والتسامح ونترك لغة التخوين والطعن والاقصاء ونعطي فرصة للاجيال الجديدة ان تبني مستقبل افضل خالي من عقد الفشل والحقد والعقد.
ما يجمعنا كبير وعميق وقوي وما يفرقنامواقف وافهام قاصرة وقصيرة المدى وفي كل يوم تشرق الشمس لمن يريد ان يحيا ولا تبكي على من لا يريد الحياة، علينا ان نقرر الحياة مع الجميع وبالجميع مع اختلافنا.
No comments:
Post a Comment