كما يترك الإنسان بصمته أين ما تحرك ترتسم على جدران الشوارع في ليبيا نبضات المارة وهي تضع بصمتها في شكل عفوي فني بديع. بعضها ينبض بالحكمة و بعضها يرفض الماضي البغيض وبعضها يتطلع للمستقبل المنشود، وقد سجلت هذه النبضات بعدسة الكاميرا لكي أنقل القارئ إلى عين المكان. خلال زيارة تفقدية لجامعة مصراته تعرفت من قريب على المشاكل التي تواجه الطلاب و الجامعة واطلعت عن قرب على عمق الصمود في أهالي مصراته من خلال تمسكهم بطلب العلم و مواصلة الدراسة في مبان اخترقتها
قذائف الطاغية وأزلامه من كتائب الشيطان.
إيجابية الطلاب فوق آثار الرصاص
وهنا يتضح معنى الحضور الطلابي، فالطالب في مصراته قاتل ببسالة وقت القتال وعاد مسرعا لقاعة المحاضرات، وهنا لا ينسى
مرارة تلاعب أزلام الطاغية ومتاجرتهم في عقود الأساتذة، خاصة من لا يفهمون منه بسبب اللغة أو المستوى العلمي.
الطالب يريد أن يفهم
وكذلك الأساتذة شاركوا في القتال وعادوا للنضال من أجل البناء. وكان دورهم محوري في عودة الدراسة ومعالجة المشاكل المترتبة على معارك التحرير من هدم في المباني وإصابات في النفوس وفقد لعدد من الطلبة والأقارب و العاملين ناهيك عن التحسس و التوجس من العائدين وأنصار الطاغية المنشقين في الساعات الأخيرة.
جانب من مباني جامعة مصراته بعد التحرير
هذا مكتب سكرتيرة كلية في مصراته
هكذا أصبح مكتب العميد
ولا يغيب عنا دور العاملين والعاملات في صمت في مكاتب الإدارة والأقسام فدورهم لاينتسى وكذلك كل من يساهم في حراسة المنشآت و المباني التعليمية. ولقد عقدت لقاءات مع الجميع ودارت مناقشات طويلة وصريحة وشاقة ولكنها تعززت بنتائج طيبة عملنا من خلالها على حل المشاكل وتيسير طلب العلم للطلاب في مصراته، ولقد كان الجميع كما عهدناهم أهل المعرفة وطلب العلم فهنيئا لمصراته برجالها و نسائها وشبابها و فتياتها أهل الجد والاجتهاد على مر الزمان وفي هذا الزمان بالذات.
إعادة إعمار الجامعة (التعليم) يعني إعادة إعمار لليبيا
ReplyDelete