معسكر باب العزيزية يتحول إلى سوق شعبي
لقد تحررت ليبيا من جبروت الطاغية معمر القذافي بعد أربعة عقود من الظلم و العسف والسجون ولكنها لم تخرج بعد من هذا الكابوس السياسي، وكما تجبر القذافي قد نرى جبابرة من أنواع أخرى وبأثواب مختلفة تتسلق إلى مواقع السلطة إذا لم نرسي دعائم ديمقراطية ل
لتداول السلمي على السلطة ونكون على أهبة الاستعداد لحمايتها.
وللأسف أقولها وبصراحة إن ما نراه من حراك سياسي وتجمعات حزبية قبيل انتخابات المؤتمر الوطني هي في الواقع في طور الطفولة السياسية، فجلها بني على أسس أو غايات لحظية في غياب فكر سياسي أو برامج عمل مدروسة ولا أتوقع لها أن تصمد شهورا بعد الانتخابات إلا في النادر والقليل. وفي كثير من الأحيان يبدو الإعلان عن تأسيس حزب جديد كمناسبة ليبية تقليدية "عرس ليبي" يتكرر فيه نفس الوجوه الباحثة عن الجاه والحضور السياسي وتقدم فيه المرطبات وينعقد في صالات الأفراح ويخلو من برنامج حزبي حقيقي، والمشكلة الأكبر تكمن في خوف الشارع من معظمها.
ربما تكون لدينا عقدة مع الممارسة الديمقراطية، فالشارع يطالب بمجالس منتخبة ولكن الجالسين في أعلى الهرم يخافون من تحكيم الشعب في مستقبله فهل ستخرج علينا الأيام القادمة بمناورات سياسية للانقلاب على ما تحقق من مكاسب وطنية بفعل الثورة ونعود لحكم الفرد والقبيلة من جديد أو نضطر لحمل السلاح من جديد.
أحد مداخل المعسكر
لقد ادعى القذافي كاذبا أنه صمام الأمان وفي غيابه نهاية للبلاد تماما كما يدعي بعض الساسة الآن، وهو حامي مصالح المسحوقين واتهم من عارضه بأنهم كلاب ضالة وبقدرة قادر تحول قصره المدمر إلى سوق للكلاب أكرمكم الله.
قصر القذافي بعد التحرير
سوق الكلاب أمام قصر معمر
عاش القذافي كذبة كبيرة فكان يستقبل وفوده في خيمة وكأنه فارس من فرسان العرب في أمان في ربعه ولكنه كان يبني الخيمة تحت قبة خرسانية خوفا من رصاصة طائشة ولكن الله دك هذه القبة دكا وجعلها ركاما بعد عين.
القبة التي كانت تأوي الخيمة
كان يتنقل بين المدن في أرتال من الحرس في عربات وحافلات مدرعة لا يخترقها الرصاص هربا من الموت ولكن الله جعلها هباء منثورا.
حافلات العقيد القذافي
في أخر أيامه وصف الثوار بالجرذان فهو كان يعيش معيشة الجرذان يتنقل بين الحفر والسراديب هربا من قدر الله، ولكن الله كتب عليه أن يختبئ في حفر المجاري ومخابئ ألجرذان في آخر موعد له مع الزعامة، فقبض عليه الثوار عندما خرج يزحف على أربع وفي يده مسدس من ذهب فلم تنفعه قبيلة ولا مدينة بناها ولا صعاليك التفوا حوله بضع سنين من هول الخسارة.
سراديب باب العزيزية
السرداب الأخير
عاش القذافي طوال فترة حكمه يتغذى بالهتاف والهتيفة وتكونت في البلاد فرق للهتاف حسب المناسبات فحذاري من التمادي في مسارح الهتيفة ومقاطع الهتاف الرنانة فلقد دفعنا ثمنا باهظا من اجل الحرية وتبقى مهمة المحافظة عليها أصعب من نيلها، فنيلها احتاج لشجاعة وتضحية ساعات وأيام، أما المحافظة عليها فتحتاج إلى يقظة العمر كله فكل يوم يخرج علينا فيه اخطار جديدة.
No comments:
Post a Comment