لكي يحصل التوافق المجتمعي في المجتمع الليبي ويصل إلى حلول لمعظم مشاكله
بدون الحاجة إلى تهديدات أو ضغوط أوخداع أو مناورات وبدون تدخل أو تداخل أجنبي
علينا أن نتفق على بعض الأسس التي تعيننا على ذلك ومنها الآتي:
·
الاختلاف في الرأي
علينا أن نقبل بالاختلاف في الراي؛ فلا يمكن أن نتفق جميعا على رأي واحد
إلا إذا كلن أمرا مسلما وبديهيا ولا يحتاج لنقاش. والاختلاف في الراي أمر سليم
وصحي وطبيعي بين بني البشر ولكن الوصول إلى توافق يحتاج إلى أسلوب وقواعد للحوار
واتخاذ القرار.
·
تأسيس الأمور على
حقائق
لا يجوز أن نبني مواقفنا على شكوك أو ظنون أو معلومات خاطئة، فلا يوجد
شخص وطني أكثر من الآخرين ومهما كانت حصة أحدنا في الوطن صغيرة فهو يرى انها هامة
وكبيرة في حياته وبالتالي مهمة للوطن؛ وعلينا أن نستمع له ونشركه في الحوار وإذا
عرفنا كل الحقائق كان قرارنا صائبا ويمكن أن يتم عليه اجماع.
·
الوطنية
كل انسان يهمه أمر الوطن ويسعى لبناءه مهما اختلف رأيه هو وطني ومواطن
وله الحق في المشاركة وعلينا أن نخرج من آثار وسموم الطاغية في حياتنا في تشويه
صور الناس والطعن فيهم بدون سبب. وأعتقد أن هدف الثورة كان رفع الظلم وتحقيق العدل
والمساواة واحترام حقوق الإنسان وبالتالي ليس بيننا عدو مهما اختلف معنا.
·
الحزبية
الحزبية ليست خيانة بل وسيلة لتنظيم الأراء والجهود على أساس فكري وطني
عام بعيدا عن المصلحية والقبلية والجهوية أو العنصرية وهي في الآخر وسيلة وليست
غاية أو معبود يتقاتل الناس عليه. وللمواطن الحق في الانتماء لأي فكرة يراها واذا
اخفقت تركها لما هو افضل منها.
·
الفيدرالية
الفيدرالية شكل من اشكال نظم الدولة ولا يجب أن نجعلها جريمة أو خروج على
التوافق ويمكن أن تكون مطلب لعدد كبير من الناس وهذا من حقهم ولكن عليهم أن يقنعوا
بقية المواطنين بجدواها بشكل منطقي وسلمي من خلال أساليب ديمقراطية.
·
المواطنة
الجميع متساوون في هذا الوطن ولا يجوز إقصاء أحد بسبب افكاره أو عقيدته
وحتى إن وجد بيننا يهود أو نصارى فلهم حق الأخوة في الوطن ويتساوى الجميع في
الحقوق والواجبات.
·
التدين
الليبيون بصفة عامة كلهم مسلمون وإن اختلفت درجات ممارستهم أو مذاهبهم
وكل الليبيون وسطيون، والاسلام تاريخيا حفظ لليهودية والنصرانية والماجوسية
والبوذية والهندوسية حقها في البقاء فلا اكراه في الدين ولا اكراه في التدين. فلا
يجوز استثناء أحد أو اقصاء احد بسبب ميوله الدينية أو عدمها بل يجب أن نحترم كل
إنسان يحمل فكرة ويدافع عنها فجوهر الانسانية هو الفكر وإلا تساوى الانسان
بالحيوان.
·
الخيانة
الخائن من يخون في أمر تم الاتفاق عليه بما يضر بالمصلحة ويجلب المفسدة
للمجتمع والوطن أما من يختلف معنا أصلا فلا يجوز أن نصفه بالخيانة لمجرد اختلافه
معنا.
·
العمالة
العميل من يعمل لمصلحة دول أخرى أو لمصلحة أعداء الوطن أو ضد مصلحة الوطن
سواء كان بأجر أو بدون أجر. وكل من يتلقى مبالغ مالية من جهات أجنبية فهو سيعمل
لمصلحتها مهما كان موقعه ولن يرفض لها طلبا.
·
الثورية
الثورية قيمة انسانية يضحي من اجلها الناس بحياتهم والثائر انسان يرفض
الظلم ولا يمارسه على غيره وإن كانوا له أعداء، وهو لا يتقاضى أجرا عن مواقفه
الثورية ولكنه قد يتقاضى أجرا نضير خدمات يقدمها للمجتمع.
·
حق الدفاع عن النفس
يجب أن يتفق الجميع على تجريم القتل والاعتداء والاغتصاب وإشاعة الرعب
ونتعامل معه على انه جريمة و يستحق مرتكبها القتل، ومن حق أي مواطن في جميع
الشرائع الدفاع عن نفسه وعرضه وماله وبيته بكل الوسائل بما في ذلك استخدام السلاح
لدفع الضرر ومن يموت أويُقتل معتديا فلا حق له ولا دية لاهله.
·
العيش الكريم
يكفل المجتمع حق العيش الكريم لكل مواطن ويوفر الحد الأدنى من العيش
الكريم لكل مواطن غير قادر على العمل أو لم يحصل على عمل. والكسب المشروع يؤسس على
دخل مشروع أو عمل يقدمه صاحبه ويتقاضى عليه اجرا.
·
المركزية
واللامركزية
المركزية واللامركزية نماذج من اشكال الادارة وكلاهما لا يحقق الهدف في
غياب الامانة والنزاهة والشفافية وأداء الواجب قبل نيل الحقوق. وإذا عم الفساد
فالمركزية ربما تكون اقل ضررا من اللامركزية، ولو تصورنا مقدار الضياع في بالوعة
واحدة مقارنة بستة عشر بالوعة عرفنا السبب. وربما يكون من الانسب أن نتدرج في
الانتقال من المركزية إلى اللامركزية على مراحل من حيث حجم المشروعات وسقف الانفاق
مع تطهير وتطوير اجهزة المتابعة زالمحاسبة والمراقبة.
·
المحاسبة اهم من
العزل
العزل السياسي مصطلح اُريد به إعفاء من أجرم في حق الشعب الليبي طيلة
أربعة عقود ومساواتهم بمن لم يقترف جريمة ممن تولوا نفس المناصب. وليس من العدل مساواة من لم يرتكب الجريمة مع من
ارتكبها والحل السليم والصحيح يكمن في محاسبة ومحاكمة كل من أجرم ومن تبرأه
المحكمة لا نستطيع عزله أو المساس بحقوقه وبهذا سوف نحمي من خدم الوطن باخلاص
ونحقق العدل وليس العزل.
·
أعداء السعادة
المجتمعية
الجهل والفقر والمرض هم أعداء التنمية وأعداء السعادة المجتمعية وأعداء
الوطن في كل وقت؛ وسلاحنا الوحيد ضدهم هو في التعليم ثم التعليم المستدام. والتعليم
على اساس سليم هو وسيلتنا المثلى للقضاء على الجهل ثم الفقر ثم المرض. والثلاثة
يشتركون في الفقر فالاول فقر في المعرفة والثاني فقر في المال والثالث فقر في
الصحة والحياة اللائقة، وإذا اجتمع الثلاثة في مجتمع حل به البؤس والشقاء، اما إذا
توفر العيش في بحبوحة وتوفرت الصحة والسعة عندها يبدا الإبداع وتبرز مكارم الاخلاق
ومعيشة القهر لا تولد إلا حقدا وتطرفا وأمراضا.
لابد ان نتبنى الراي وراي الاخر ...^^
ReplyDelete