مسجد قديم في تمزدة
تقع مدينة تمزدة في وسط جبل نفوسة و تتميز بسهولها الخصبة و الغنية بأشجار الزيتون و إنتاج القمح و الشعير، و قد سكنها الليبيون القدماء من قديم الزمان و توجد بها بعض الآثار الرومانية و معظم سكانها الآن هم من الأمازيغ و العرب. و هي تقع على بعد حوالي ستة كيلومتر إلى الغرب من جادو، و هي تتمتع بتحصين طبيعي من خلال توسطها للجبل فهو يحميها من جهة الشمال الشرقي و الشمال الغربي. و مبانيها و عمارتها لا تختلف كثيرا عن بقية مدن الجبل الغربي مع استخدام البيوت المنحوتة في الهضاب الحصوية.
عينات من مساكن تمزدة
خلال زيارتنا لها في الأسبوع الأول من يناير 2011م تمكنا من الإطلاع على أحد البيوت المحفورة في الهضبة و هو لا يزال صالح للاستعمال و يعود لعائلة الكردي الغالي. و الأسرة الآن تقيم في البيت العلوي بينما تستخدم البيت الجبلي للتخزين أو عند المناسبات. و جلي لمن يرى هذه المقالة حاجة المدينة إلى تنمية متكاملة تحقق للمواطن العيش الكريم الذي يتناسب مع هذا العصر.
مدخل البيت العلوي و مدخل البيت الجبلي أسفل الصورة
مدخل البيت الجبلي من الداخل و في هذه المنطقة ينام الجمل
و في هذا البيت عدة حجرات متفرعة من المركز تستخدم الآن للتخزين أو إيواء الأغنام.
مدخل جانبي أخر يطل على منور
غرفة تستخدم للتخزين تظهر بساطة العيش الليبية
و مباني المدينة مجمعة حول بعضها و الكثير منها شبه مهجور الآن، بالرغم من وجود العديد من السكان.
منظر عام لمدينة تمزدة في يناير 2011م
و من المواقع الأثرية في المدينة و يسمى عش بو علاق و هو عش من الزيتون الفرعوني يقع في سهل تتجمع فيه مياه الأمطار. و يجتمع أهالي المدينة تحت هذا العش في المواعيد القبلية عند ما يجتمع أعيان القرى المجاورة لمناقشة الخطوب و حل المشاكل وكذلك في الزرادي و اللقاءات العامة أو سباق الخيل. و هذه أضخم زيتونة فرعونية مررت بها حتى الآن في جبل نفوسة.
عش بو علاق و قد بدت عليه آثار سنوات الجفاف
و قد مررنا على العديد من المباني القديمة و تظهر في مجملها الملامح المعمارية العامة لها مع خصوصية المنحوت منها تحت الأرض.
في هذه الحجرة يخزن زيت الزيتون لعشرات السنين و يستعمل لأغراض طبية
مسجد قديم مهجور
حجرة منحوتة تحت الأرض في أحد المنازل
تقاسيم داخل حجرة قديمة
أحد الأبواب لا زال صامدا
محراب في مسجد
الآثار الدينية
توجد بعض الآثار الدينية في شكل معابد أو كنائس قديمة تم تحويلها إلى مساجد بعد اعتناق سكان الجبل للإسلام. و تقع هذه المباني على بعد حوالي ثلاثة كيلومتر من تمزدة و يدخل في بنائها بعض الأحجار و الأعمدة الرومانية و يسميها الناس جامع كنيسة الحواريين الداخلية و جامع كنيسة الحواريين الخارجية و هما لا تفصلهما مسافة كبيرة و ربما كانت المنطقة في السابق دير من أديرة النصارى ثم تحولت إلى مساجد. و هما الآن يقعان في منطقة مزارع زيتون و لا يوجد بجوارهما بيوت أو سكان، و قد قام الباحثون عن الذخائر أو الكنوز القديمة بحفر معظم أرضية المسجدين بشكل رهيب.
منظر خارجي عام لجامع الحواريين الداخلي
منظر داخلي لنفس المسجد و يظهر أثر الحفر
محراب المسجد مع آثار الحفر
بقايا سور روماني خارج المسجد
مسجد الحواريين الخارجي
المسجد من الداخل
بعض الكتابات و الزخارف على سقف المسجد من الداخل
و في هذه الزيارة كما في كل مدينة ليبية نرى العمق التاريخي و الإهمال المفرط في آثار بلادنا و أنا أدعو جميع الشباب للتعرف على كل مدينة في ليبيا لكي نقرب المسافات و نبني جسور التعارف و المودة و التفاهم من أجل مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة. كما أدعو المتخصصين لدراسة الآثار و المحافظة عليها بترميمها و صيانتها و تعريف المواطنين بقيمتها.
السلام عليكم
ReplyDelete" تمزدة" باللسان الأمازيغي يعني مسجد.
تحياتي