لقد كان ألقذافي ديكتاتوريا من أول يوم في مسيرته، فسعى إلى تصفية كل من خالفه من الأشهر الأولى ثم بدا يسيطر على أقرب رفاقه و يتخلص من أي رفيق يناقش قراراته أو يحاول أن يكون له دور مستقل عن المسار الذي رسمه له ألقذافي. و من أفضل من حاول تحليل شخصية ألقذافي و تطرق إلى تاريخ مساره بدقة في تقاريره للرئيس جمال عبد الناصر هو فتحي الذيب، أو ذيب ليبيا الذي جلبه ألقذافي كي يرعى رجاله و قواته. و قد سرد العديد من الأحداث في كتابه عبد الناصر و ثورة ليبيا.
و ارفق لكم صفحات من تقريره عن السنة الأولى و بالتحديد في شهر مايو من عام 1970م بعد التخلص من أبرز مجموعة من الضباط الذين سلموا ليبيا للقذلفي. و في اجتماع للذيب مع رفاق ألقذافي في ما كان يعرف بمجلس قيادة الثورة و في غياب ألقذافي صارح الأعضاء فتحي الذيب بما يلاقونه من القذافي في النقاط التالية:
نداء إلى الإخوة في ليبيا الجديدة
ReplyDelete_ اعتبار ثورة 17 فيفري ولادة جديدة لهذا الوطن العريق و رفع التحدي لبناء دولة عظيمة في حجم ليبيا و تاريخها المجيد.
_ الارتكاز على الأصالة و الهوية و التجذّر للمساهمة في الحضارة الإنسانية باقتدار و نديةّ.
_ المحافظة على مقومات الدين الإسلامي السمحة و القطع مع إمكانيات توظيف المعتقد للسياسة والهيمنة.
_ الاعتماد على الذات و الموارد الطبيعية الوطنية للوصول إلى الاكتفاء الذاتي و التحضير لما بعد البترول بالاستثمار في التعليم و المعرفة و البحث العلمي.
_ اعتبار موارد النفط رافد للتنمية لأن مدا خيل الفلاحة و الصيد البحري و السياحة كافية لتنشيط الاقتصاد الليبي.
_ بناء اقتصاد حرّ يعتمد على الإنتاج و التجارة العادلة و يبتعد على المشاريع الاستعراضية الملوثة و المسقطة.
_ الاستفادة القصوى من ما يمكن استصلاحه من العهد السابق و ذلك على مستوى الإنجازات و أصحاب الخبرات و التجربة. _ القطع مع عقلية التواكل و الرخاء و الخضوع للأحداث باسترجاع قيمة الإنسان و قيمة العمل و الانضباط في كل شؤون الحياة العامة و الخاصة .
_ تفكيك تأثيرات و وقع الجهة و القبيلة و العرق على العلاقات البينّية و تحويلها إلى نسيج اجتماعي متماسك و ثقافي متفاعل و متوازن.
_ إعفاء المجتمع الليبي من هيمنة النظريات السياسية و التركيز على المدنّية و الحريّة و التضامن.
_ اعتبار المصالحة الوطنية مبدأ أساسي في ليبيا الحرية مع محاسبة المورّطين وفق القانون و العدالة دون اللجوء إلى الثأر و تصفية الحسابات ألتي لا تنتهي لا قدر الله.
_ الحرص على التخلص، من هنا فصاعدا، من عقد الأسبقية و الأولوية و الأحقية في مابينكم، بعناوين العرق و الجهة و القبيلة و حتى النضالية، لكي لا تتكون من جديد تصنيفات تعطل مسيرة ليبيا الحضارة و الإنسانية.
_ القسم و الوعد على الشرف بالقطع مع الماضي و كل ما يبرر العنف و الكراهية بين الشعوب و اعتماد قيم الإسلام السمحة و الحضارة المحلية في ذلك.
_ الاستثمار في البعدين المغاربي و العربي و الاستئناس بالتآلف التاريخي الرائع و الناجح مع الشعب التونسي.
_ استبدال التعبئة الثورية التقليدية بثورة ثقافية حقيقة تزرع الفن و الإبداع و سعادة الإنسان.
محسن لهيذب 11/09/2011
ذاكرة البحر و الإنسان جرجيس
http://azizi-bouazizi.skyrock.com
بارك الله فيك
ReplyDelete