وداعا يا وطني
ركبت البحر مرات ومرات هربا من قوم همهم مصالحهم، وفي كل
مرة اعود واقول لعله لا زال هناك في هذا الوطن أمل.
كلما مررت ببلاد جميلة تذكرت وطني وتألمت لشقائه، وكلما
مررت ببلاد تعيسة تذكرت تعاسة وطني وتألمت لحاله.
وطني يؤلمني كل ما غبت عنه ويؤلمني كل ما زرته، ابناؤه
الذين أحبهم وفرش لهم قلبه كي يمرحون فيه يمزقون اركانه.
وطني الذي يعطي ويعطي ويعطي يسرقه ابناؤه، يقطعون
ازهاره، يحرقون اشجاره، ويلوثون سهوله واوكاره.
تثاقلت جراحي بهموم وطني، ولكن اهلي يضيفون كل يوم فوق
الجراح جراحا فحتى متى يطول الصبر على الجراح.
وطني أصبح مرتعا للكلاب تأكل وتنبح، تنبح على القادم
وتنبح على الراحل وتلعق الجراح.
قومي لا يحبون الا الفساد ولا يعرفون ولا يتعارفون الا
بالجهل، تنصحهم يقولون لك موفق، تدعوهم الى خير يقولون لك وفقك الله، تنهاهم عن
منكر يقولون لك بارك الله فيك.
انهم يعشقون ما يفعلون ولا يسمعون مهما صرخت فيهم، صدق
من قال الزاهد في الحق أطرش وعاشق الفساد أعمى.
اصبحت غريبا في وطني، غريبا بين اهلي، غريبا بأفكاري
وغريبا مع طموحي، غريبا مع عشقي لهذا الوطن، فمتى تبحر اول سفينة؟؟؟؟
اخوتي ... اخوتي يا من تحبون الوطن متى تنهضوا... متى تنهضوا؟؟
فلقد مضى علينا زمن، فمتى يعود لنا هذا الوطن.. متى يكون لنا وطن.
No comments:
Post a Comment