آن الأوان و الظرف و المكان، لنطلب من الجميع ما يقدم و يستطيع لثورة الربيع و شهداء الحرية و الوفاء و ارض الكرامة و العطاء.
الفلاح: نعرف انك كنت من قلة الأمطار منهوك و بين المحصول و المصروف مربوك،و خاضعا للإيجار و البنوك،و كنت أيضا تتحيل بالأسمدة و الأدوية المضخمة و المهرمنة...وتتهاون في خلاص الفلاحات و تستفيد من إعانات المحروقات....أما الآن،تريد منك هذه الثورة منتوجا بيولوجيا،فعليا و نظيفا.....وعمالا ينعمون أيضا بالثورة و يساهمون باقتناع في زيادة الإنتاج و فلاحة التنوع و الاندماج.
الموظف: كم كنت متخندقا وراء قضبان التراتيب و القانون و تركب على الرفض و المنع و تهمل مصالح الحرفاء و الحريفات و تحب التجمع و تكره التجمعات.....أما الآن، فلا تكن جبان و تواصل البخل و العصيان لان الثورة سترافقك بنفسك على نفسك و تعدل السلوك العام و الخاص بدون قصاص و تقضي على الرشوة و الارتشاء و تساهم بمؤسستك في التطور و النماء.
العامل:تحررت من استغلال الإخطبوط و ماسكي الخيوط و لم يعد لك مبرر للارتخاء و التقاعس في العطاء،لان الوطن أصبح ملك لك بين يديك تصنع منه ما تشاء و ما يخدم الإنسان و مرضية الله عظيم الشأن.
الطبيب:نتمنى لك الشفاء من أنفلونزا المال و السعال في وجه قسم ابوقراط بالتقسير و بالإفراط و بتجاهل المرض و المريض و الاكتفاء بجمع الأرزاق في منافسة ضاربة بين الرفاق....وتشغيل المضيفات في كل الأوقات على حساب امتيازات الآليات المخصصة للفئات اليائسة من حقهم في العمل و بعض الأمل.....كنت تلامس الشعب بطرف أصابعك و تكلمه بطرف شفاهك و تنهل أموالهم بكلتى يديك .....و تمكنت من سوق الصحة العمومي بتركيز مراصد و أروقة ومزايدات على طاولة العمليات....وهاهي ثورة الشعب العظيم فكونوا في مستوى عظمته و ثورته.
المعلم: قف للمعلم ووفه التبجيل...نعم قد يطول الحديث عنك و عليك و تنظيم الدروس الخصوصية و الساعات الإضافية المدارس الخاصة التي كانت مخصصة أخلاقيا لأصحاب الشهائد العليا و مراحل البورقيبية و البنعلاوية و الترنح بين الاتحادات و الاخوانيات....غير أن الثورة الشعبية لا تشك في انك احد مسانديها و انك ستكون وفي للوطن و الديمقراطية و الحياة الفكرية.....
الشرطي: لن أتحدث معك و إليك إلا بعد ما ترمي سلاحك و عصاك و تكف عن العراك و الرشوة و الافتكاك و خدمة الجبابرة الركاك....إلا بعد أن تعبر عن انتمائك وولائك للشعب بدون وصاية و لا شغب.
العاطل عن العمل: نعتذر لك يا أخا الدين و المدنية و الوطن و سنصلح أخطاء الزمن،من اجل التشغيل و حقك من التقدير و التبجيل.
كبار البحارة: لقد كنت تصطاد بعشوائية لا تحترم الحياة البحرية و مواقيت الصيد و فصوله ووسائله القانونية و تجرف قاع البحر في ضرب من التصحر ألعدمي.....ومقابل ذلك تشتري هذه التجاوزات مقابل عمولات للمركزية الإجرامية في حق الإنسان و الطبيعة و الوطن. إن الثورة سترافق كل من وفر العمل و الإنتاج و احترام أخلاقيات المهنة فوق الأمواج.
العاطل عن العمل: نعتذر لك يا أخا الدين و المدنية و الوطن و سنصلح أخطاء الزمن،من اجل التشغيل و حقك من التقدير و التبجيل.
كبار البحارة: لقد كنت تصطاد بعشوائية لا تحترم الحياة البحرية و مواقيت الصيد و فصوله ووسائله القانونية و تجرف قاع البحر في ضرب من التصحر ألعدمي.....ومقابل ذلك تشتري هذه التجاوزات مقابل عمولات للمركزية الإجرامية في حق الإنسان و الطبيعة و الوطن. إن الثورة سترافق كل من وفر العمل و الإنتاج و احترام أخلاقيات المهنة فوق الأمواج.
التاجر: لقد أدخلت السوق السوداء و أربكت المصانع و المعامل ووردت سلعا منافسة من دول منافسة بدون تحفظ و لا محاصصة و حتى الصناعات التقليدية خضعت للتقليد وقمتم باستيرادها و اعتمادها و ضرب اقتصادنا و مستقبل أولادنا،وهكذا،ما تركه الاستعمار من تصحر ودمار،كمله الزحف الأصفر بتواطؤ بعض التجار...لذلك ستكون ثورة الحرية،حليفة للمنتوج الوطني بدون حمائية و حليفة لكل المشاريع الذكية و المندمجة و المستديمة.
السياحة: منذ السبعينات، انغلقت النزل على نفسها و تنكرت للمحيط البشري و المحلي من الحياة و تمسكت بعلاقة عمودية بين رمال البحر المباشر و الدول الغربية.....ودعوناها إذاك لضرورة الانفتاح على الواقع المباشر و استثمار جزء من الفائض في التأسيس لنسيج اقتصادي موازي و مكمل للسياحة و دعوناكم لخلاص الضرائب و عدم احتكار السائح و تمكينه من الخروج لإحياء الأنشطة الخدماتية و الصناعات التقليدية و نبهناكم من السياحة الكمية و كراء النزل إلى الدول المنافسة التي أصبحت قادرة على تكسير سوقنا السياحية في عقر دارنا،كما نبهناكم العزوف عن صيغة(منه فيه) المجففة لمنابع الرزق و الارتزاق. ...
أما الآن فالثورة سترافقكم بلطف شديد و ترجو منكم استدراك الأخطاء بصفة تدريجية دون إرباكات و لا اعتصامات، و الدخول بهذا القطاع الحيوي إلى مرحلة الازدهار بتقليص العلاقات المشبوهة مع البنوك و المضاربات المغرضة مع الوكالات.
السياحة: منذ السبعينات، انغلقت النزل على نفسها و تنكرت للمحيط البشري و المحلي من الحياة و تمسكت بعلاقة عمودية بين رمال البحر المباشر و الدول الغربية.....ودعوناها إذاك لضرورة الانفتاح على الواقع المباشر و استثمار جزء من الفائض في التأسيس لنسيج اقتصادي موازي و مكمل للسياحة و دعوناكم لخلاص الضرائب و عدم احتكار السائح و تمكينه من الخروج لإحياء الأنشطة الخدماتية و الصناعات التقليدية و نبهناكم من السياحة الكمية و كراء النزل إلى الدول المنافسة التي أصبحت قادرة على تكسير سوقنا السياحية في عقر دارنا،كما نبهناكم العزوف عن صيغة(منه فيه) المجففة لمنابع الرزق و الارتزاق. ...
أما الآن فالثورة سترافقكم بلطف شديد و ترجو منكم استدراك الأخطاء بصفة تدريجية دون إرباكات و لا اعتصامات، و الدخول بهذا القطاع الحيوي إلى مرحلة الازدهار بتقليص العلاقات المشبوهة مع البنوك و المضاربات المغرضة مع الوكالات.
المصنع: كان هناك استغلال للعمال و تهميش للعمل و عدم احترام لمواصفات المنتوج و مكوناته و تركيباته و آجاله، والانعكاسات على الصحة البشرية و البيئة وكنت تجد دائما طريقة للإفلات من دفع الضرائب بالالتفات على القوانين آو دفع أموال لأعوان الأنذال، و ستكون إذا الثورة حليفة الإنتاج السليم و السلوك المستديم. المحامي: لقد خرج بعضكم من جلابيبه القديمة ليدخل ثوب الثورة الجديد و يتناسى كيف انه لم يتناول الدفاع عن المشغل العام و مشاكل الجمهور و هموم البطال و المظلوم كما يجب أن يكون، بينما صمد بعض الأحرار المعروفين أمام زين الظالمين لذلك المطلوب إعادة النظر و الاعتناء بمشاغل الناس و الدفاع عن العدل و القسطاس و عدم غض النظر عن الأراضي المنهوبة و الأملاك المسلوبة و الضيعات المسلوبة.
...... القاضي: سيدي القاضي،لنتفاهم بالتراضي و الحسنى و التغاضي للقطع نهائيا مع السياسة والانطلاق من جديد للعدل و الكياسة....أما نشر الغسيل على حبل طويل، ستطاله حتما ريح الثورة،ريح البناء و التشغيل و قراءة الأولوية قبل التأويل.
الراعي: لقد هجر القطيع الأعشاب و أتى على الزرع و المزارع بدون ردع و لا عقاب، وتركت الذئاب تجز الرقاب و تهرب الثروات بدون حساب....وها انك ألقيت بالعصي وفتحت لك مسلكا عبر الأمواج إلى مدينة الحج و الحجاج.....حج المحبة و السلام تونس الخضراء.
الإقطاعي: لقد ورثت الأرض وما عليها من البايات و الدايات الأحياء منهم و الأموات،فارجع الأرض لأهلها واحترم الفلاح و الفلاحة و عرق الكادحين المظلومين من اجل عيش كريم و خير عميم.
الرأسمالي: لم تكن هنالك رأسمالية،لا وطنية و لا غيرها ماعدا رؤوس الانتهازية الاحتكارية و السرقة الممنهجة،التي برزت في عهد البورقيبية و أصبحت مطية عنكبوتية للبنعلاوية التي استفادت من كل شيء و كل العصور على حساب الوطن المقهور ولازالت بعض البذور ستغربلها الثورة بتلقائية،بالحكمة و المسؤولية.
العسكري: لقد كنت رائعا لأنك هذه المرة لم تكسر الجرة و الثورة مستمرة بدعمك ووطنيتك.....فتحية إجلال ووفاء إلى كل من صمد و كل من استهدفه نظام الفساد. الصحافي: من نصدق و من لا نصدق لم تكن أبدا خارج السرب في السلم و في الحرب و أثناء حكم الدستور و صولات الدكتاتور و بإمكانك المساهمة في الثورة بالصدق في كلامك و استقلالية اهتمامك. الفنان: أغرقتنا الحان و شكرا و امتنان و سجنت الحرية في لوحات زيتية حتى أتت سيدة و غنت للثورة في الميدان و شرفت كل فنان في كل زمان.....
المرأة: أختي الكريمة،نعتذر عن التصنيف،لأنك أنت الثورة و أنت الحياة و أنت المقدسات.
ثورتك معك من اجل حرمتك و حريتك. الإمام: كفى نفخا في الكلمات ومبايعة الوضعيات،الوضعية الوضعية،على حساب روعة العقيدة وروح حب الله والإيمان.....فلتكن منفتحا و متسامح مع الجميع ولا تدعو إلا لحب الله و فعل الخير و التحابب بين الناس من كل الأجناس. الإداري: لم تكن تدير...لان دورك كان مقتصرا على قتل المواهب ووئد المبادرات و إحباط كل ما قد ينفع الناس و البلاد....وكانت الإدارات الجهوية عنق زجاجة لا تمرر شيء نافع في كل الاتجاهات ضروري في إصلاح الإدارة و هياكل الادراة.
المصدر: كنت غالبا ما تصدر مواد و بضائع مخلوطة و مغلوطة و تترك أموالها في الخارج وان كانتجيدة فهي تباع تحت ماركات دول أخرى....وهكذا تساهم في إرباك الاقتصاد في الذهاب و الإياب....فرخص زيت الزيتون و التمور و الليمون و الطماطم المعجون و ضيعنا الأسواق التقليدية
... السياسي: انك تتحمل كافة المسؤولية لان "السياسي" هو الأساسي في تسيير الأمور و تدبير الحلول و المحافظة على الأصول و التوجيهات ورسم البدائل واستشراف العقبات......وحالما خضعت لأهوائك أبعدت كل الصادقين و المثقفين و الوطنيين و انفردت بالرأي و مسؤولية الدمار الاقتصادي الشامل..... المقاول: لقد ولى عهد الابتزاز و الرشوة و الانتهاز و الصفقات المشبوهة و قبول المشاريع على غير شروط و مواصفات الانجاز و التهرب من الضرائب و شراء الضمائر والسير فوق الهمم.....فلنشيد جميعا وطنا جديدا في مستوى ثورة الألفية ثورة المدنية و الحرية.
المواطن: طالما تهكم عليك الجميع،على المسموعة و المرئية وفي كل مسرحية،إضافة إلى الاقصاءات الفعلية،اليومية،لأنك صادق لأنك وفي لنفسك ووطنك،لأنك تحمل الحضارة ،لأنك تحمل روح الدين والرحمة فوق الطقوس والزحمة،لأنك تنتج،لأنك تبني،لأنك تحترم الإنسان و الحيوان،لأنك تنبذ الظلم و الطغيان،لأنك تختزن الحكمة الجماعية،الحكمة الأزلية.....ولذلك عندما فاض ألكاس،خرجت كالمارد الجبار،لاتلوي على شيء،تحتضن كل شيء لتخلق كل شيء من جديد في مستوى حضارتك و إنسانيتك الكونية .
انك لم تقم بهذه الثورة من اجل الأحزاب و الراب و لا من اجل الأديان و الرهبان و لا من اجل إرضاء الأفكار و التصورات الجانبية و لا أي نظرية،لم تقم بها لتخرج ثعابين السياسة لتلتهم المسار و بالكلمات و الصيحات تشعل النار و تتبخر الثورة و يتبخر الوطن و يتبخر الأمل.
لقد قمت بهذه الثورة لأنك إنسان،مجرد،كامل،عملاق لا ينتمي لأحد،سوى حضارة الإنسان و نضج الإنسان من اجل الكرامة و الشغل و الانعتاق....الكرامة و الشغل والانعتاق، الكرامة و الشغل والانعتاق...
فلتعد جحافل الأحزاب و السياسيين إلى مواقع عملها لخلق الثورة بالثورة والإنسان و يلتحق بذلك المواطن الزوالي الحكيم،الجبري ،بوزمنكة،الزكين،بوغميقة.........الذي رجع إلى موقعه فوق ربوة النسور يراقبكم ولينقض ثانية على الرداءة و أعوان الرداءة بما فيها الرداءة الثورية و الرداءة الموروثة.
و هو الذي فتح أبواب الحرية و السلم على مصراعيه لكافة الشعوب و الأمم.
محسن لهيذب
ذاكرة البحر و الإنسان بجرجيس