هجانة من التبو
قبائل التبو الليبية فصيل ليبي وطني أصلي وأصيل، سكنوا ليبيا منذ آلاف
السنين؛ وذكرهم المؤرخون والرحالة الذين كتبوا عن ليبيا. وهم من ضمن القبائل
الليبية القديمة التي ذكرها هيرودوت مع التحنو والليبو والمشواش والناسميون، وهناك
من يرجع اصولهم إلى جزيرة العرب بسبب استخدامهم للحروف الهيروغليقية ولأن لهجتهم
هي إحدى اللهجات التي كانت موجودة بشبه الجزيرة العربية قديما.
ثوار من التبو 2011م
ومما يذكر في مجال الوطنية الصادقة
والعفوية للتبو دورهم التاريخي في احداث ثورة 17 فبراير حيث برهن التبو على صدق
الانتنماء الوطني من خلال خيارهم التاريخي بأن كانوا مع الشعب وضد الطاغية؛
وبالتالي زلزلوا مؤخرة معسكرات الكتائب في الجنوب وساهموا في تسريع النصر بتحرير
الجنوب الليبي بدون قيد أو شرط إلا أن يعاملوا معاملة أبناء الوطن الواحد مثل ما
دفعوا الثمن الغالي في التضحيات.
تلاحم ثوار التبو مع ثوار الجبل الأخضر
يُعرف التبو بسكنى الجبال وهناك من
فسر اسمهم عليها أي أن كلمة التبو تعنى
سكان الجبال، وكذلك كلمة توتعني دنيا و بو
تعني كبيرة أي أن التبو تعني الدنيا الكبيرة أو الفسيحة والواسعة.
مهرجانات التبو جوهرها الإبل
وهم في الغالب قوم رحل؛ يعشقون
العيش في الصحاري وفي جبال تبستي ويحبون الحرية ويجيدون السفر في الصحراء ويمتازون
بحدة البصر والسرعة الفائقة في الجري، والتباوي لا ياكل إلا ما يسد رمقه ويعتبر
كثرة الأكل دليل على قلة الحياء أوالرجولة.
صقور التبو
وهذه الصفات مكنتهم من قهر الصحراء
حيث تعتمد تجارة القوافل على خبراتهم وقدراتهم، وللإبل مكانة خاصة لديهم حيث تعرف إبلهم بالسرعة الفائقة وهم يحسنون
تربيتها والاعتناء بها.
جانب من أهمية الإبل لدى التبو
وهم فرسان أشاوس عرفوا بالشجاعة
والصبر على أهوال المعارك ومما يذكر عن إحدى النساء وأظنها تباوية قولها عن زوجها
وهي تدير رحاها وتخاطب إبنها:
"يا لندرة سيدك زغب وجاب بعاير، والا قعد
سيدك عشاء للطاير" فالغزو كان ولا يزال شائعا لديهم.
اعتنق التبو الإسلام وشكلوا حلقة
وصل بين شمال وجنوب الصحراء الكبرى ولعبوا دورا هاما في نشر الإسلام في هذه
المناطق وتعاونوا وتكاملوا مع العرب المسلمين في هذا الشأن وساعدهم على هذا انتشار
قبائل التبو عبر الحدود الدولية للصحراء الكبرى.
حلي التبو
حاليا تنتشر قبائل التبو
الليبية في في الكفرة والقطرون ومرزق وأم الأرانب وجبال تبستي، ولها امتدادات من
بقية قبائل التبو في كانم وبرنو وبركو وإنيدي وفايا وبحر الغزال وغيرها من مناطق
الصحراء الكبرى.
أواني التبو
وتتمثل الحكومة لدى التبو في القبيلة، فهي تجير المظلوم وتردع الظالم،
وجميع أفراد القبيلة من الذكور يشكلون قواتها وهم المسؤولون عن الدفاع عنها. وكل
قبيلة لها شيخ يطلق عليه بوقيدي ولكل قبيلة مجلس يتألف من كبار القوم وزعماء
العشائر والبطون يتخذون فيه القرارات الحاسمة مع الشيخ.
عروس تباوية في كرمودها
يعطي التبو مكانة عالية للمرأة التباوية ويستمع لرأيها شيوخ التبو ومجلس
كبار القبيلة؛ وتشير عليهم في السلم والحرب. والمرأة التباوية تمتطي المهاري وتحمل
السيف والرمح وتقاتل الأعداء.
جانب من أثاث الخيمة
في الماضي عرف التبو تعدد الزوجات
ولكنهم مؤخرا يكتفون بواحدة مع تقدم أنماط الحياة، والتباوي لا يتزوج من اقاربه
وهذه العادة هي التي جعلت أبناء المجتمع التباوي أصحاء وذوي بنية جسمانية صحيحة.
جانب من أسلحة التبو
ويتصف التبو بالكرم الحاتمي وينحرون لضيوفهم ومدة الضيافة لديهم قد تزيد
على شهر، كما عرفوا بإغاثة المظلوم والذود عن حماهم. وتتكون أسلحتهم التقليدية من
أربعة رماح صغيرة ورمح كبير وخنجر يوضع في الذراع ولكنهم أخيرا تسلحوا بالأسلحة
النارية. والتباوي يضع لثاما على رأسه ويغطي كل وجهه باستثناء العينين ويعتبرون
الأكل بدون لثام عورة، ولكنهم تركوا بعض هذه العادات في المدن.
أدوات منزلية تقليدية
كانت هذه محاولة متواضعة لتسليط الضوء على جوانب من معالم أحد مكونات
النسيج الوطني الليبي ألا وهم التبو، وهم إخوتنا في الدين والدار ورفقاؤنا في
السلاح ولهم ما لنا وعليهم ما علينا كمواطنين متساوين في الحقوق والواجبات في دولة
ديمقراطية ثرية بتنوع عاداتها وتقاليدها وآمنة بفضل شجاعة رجالها. وعلينا أن نفصل
بين حقوق أبناء الوطن الواحد وما يجمعنا بإخوتنا في الدين أو جيراننا في الدول
المجاورة.
Dank den Themen .... Ich hoffe, mehr von den Themen
ReplyDeleteGreat Article… May Allah Reward you and thank you very much for your efforts.
ReplyDeleteجبهة إنقاذ التبو وجبهة تحرير أزواد وجهان لعملة واحدة
ReplyDeleteمركز الناطور للدراسات والابحاث
العناصر:
1.تفاعلات التطورات في منطقة شمال مالي مع الأحداث في منطقتي الكفرة وسبها.
2.جبهة تحرير التبو والكشف عن أجندتها الانفصالية.
3.البعد الإسرائيلي للأحداث في الكفرة وسبها.
4.دور تشاد وقوى دولية في هذه الأحداث.
5.العلاقة بين الكفرة في ليبيا وإقليم أزواد في مالي.
جبهة إنقاذ التبو وجبهة تحرير أزواد وجهان لعملة واحدة
القوى الإقليمية والدولية والداعمة لأجندتهما التقسيمية
التطورات التي شهدتها منطقة شمال مالي بعد سيطرة الجبهة الوطنية لتحرير أزواد عليها وإعلان الاستقلال أفرزت تفاعلات في منطقة الكفرة وسبها في ليبيا.
هذه التفاعلات بدت تجلياتها في أكثر من مشهد:
1.أن جبهة التبو كشفت وأفصحت عن أجندتها التقسيمية والانفصالية، ومن أبرز عناوين هذه الأجندة التقسيمية ما أعلنه عيسى عبد المجيد منصور الذي يدعي أنه زعيم الجبهة عن تغيير اسم الجبهة من جبهة إنقاذ التبو إلى جبهة إنقاذ قبائل التبو ثم جبهة تحرير التبو، عيسى ذهب إلى أبعد من هذا حين كشف وبشكل سافر عن مشروع انفصالي يقوم على أساس إقامة دولة لقبائل التبو تمتد من جبال تيبستي التابعة لتشاد حتى واحة أوجلا الليبية.
2.أن عيسى عبد المجيد واسمه الحقيقي عيسى ماينا أنجري درستو هو تشادي الأصل ويحمل جنسية نرويجية، وقد أعلن عن تشكيل جبهة إنقاذ التبو في عام 2007 في النرويج، الجبهة تضم 20 شخصا يلاحظ عند استعراض أسمائهم أنهم ليسوا ليبيين وإنما تشاديين ومن دول إفريقية أخرى.
3.أن عيسى عبد المجيد منصور وخلال ظهوره أمام العديد من وسائل الإعلام فضائيات (العربية والجزيرة) ووسائل إعلام فرنسية يحرص على التأكيد على أن ما يحدث في الكفرة ومنذ عام 2008 وحتى الاشتباكات الدائرة حاليا في سبها وفي الكفرة هي حركة تمرد تخوضها قبائل التبو الإفريقية ضد الهيمنة العربية ممثلة في قبيلة الزوية، وهدد بتصعيد هذا التمرد حتى يحقق أهدافه أي في إقامة دولة التبو.
4.هددت جبهة تحرير التبو عبر زعيمها عيسى عبد المجيد منصور بالسيطرة على آبار النفط في الكفرة والسرير ومساومة الخارج على هذه الآبار نفط مقابل دعم من أجل انفصال واستقلال هذا الإقليم عن ليبيا.
البعد الإسرائيلي للأحداث في الكفرة وسبها
أخطأت التقارير والتحليلات التي تناولت الاشتباكات في سبها والكفرة عندما اعتبرتها مجرد اشتباكات قبلية دون أن يكلف معدو هذه التقارير أو التحليلات أنفسهم عناء التأمل والتعمق في فهم حقائق ما يحدث ويجري، بالرجوع إلى خلفية هذه الاشتباكات وعلى الأخص عام 2007 ثم 2011 يتضح أن ولادة ما يسمى بجبهة إنقاذ التبو هي نتاج مشروع قوى دولية وإقليمية.
أهم القوى الإقليمية المتداخلة في تخليق وتوليد هذه الجهة:
1.أن إسرائيل شاركت في الاجتماع التأسيسي للجبهة في أوسلو عام 2007 ثم في عام 2010، في المرة الأولى شاركت وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيفي ليفني وفي الدورة الثانية داني أيلون نائب وزير الخارجية والذي يتولى إدارة ملف شمال إفريقيا في وزارة الخارجية الإسرائيلية.
عيسى عبد المجيد التقى بعدد من المسؤولين في المنظومة الاستخباراتية الإسرائيلية (الموساد) والاستخبارات العسكرية (أمان) في باريس وبروكسل وفي برلين وكوبنهاجن ودول إفريقية.
وأثناء الحرب التي شهدتها ليبيا عام 2011 التقى عيسى عبد المجيد بقيادات أمنية إسرائيلية عاملة في إفريقيا وكذلك قيادات سياسية تدير مؤسسات أمنية، حيث التقى مع كل من:
- شلومو بن عامي وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق وأحد العاملين في مؤسسة الاستشارات الأمنية المتغلغلة في أكثر من 15 دولة إفريقية.
- نسيم زويلي سفير إسرائيل الأسبق في فرنسا ومستشار للرئيس السنغالي السابق عبد الله واد والمسؤول عن إدارة النشاط السياسي لمؤسسة جلوبال التي يملكها الملياردير الإسرائيلي بيني شتاينمتس.
- داني ياتوم رئيس الموساد الأسبق والذي يعمل في مؤسسة جلوبال كرئيس لطاقم المستشارين الأمنيين في الشركة.
الجنرال يسرائيل زئيف رئيس شعبة العمليات السابق في الأركان العامة التابعة للجيش الإسرائيلي ومدير شركة جلوبال.
هذه اللقاءات تجري بشكل منتظم منذ بداية العام الحالي في عدة عواصم إفريقية منها نجامينا وكناكري وأبيدجان وداكار.
لكن أهم هذه اللقاءات وأخطرها تمت في عاصمة جنوب السودان جوبا عندما التقى وللمرة الثالثة بنائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيلون مع عيسى عبد المجيد في بداية شهر فبراير لنقل إليه رسالة من وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان تتضمن تعهدا إسرائيليا بدعم جبهة التبو على كافة الأصعدة.
شكرا دكتور فتحي على هذه المعلومات القيمة والتي يفتقر اليها الكثيرون رغم انتمائي الى هذه القبيلة فان هذه المعلومات لايمتلكها الا القلة القليلة حتى من ابناء القبيلة وان دل هذا على شئ انما يدل على الوعى والبحث العميق الذي تتميز به صدقا لم التقي بك ولكني كنت من متتبعي صحيفة جيل ليبيا عندما كنت ادرس بالهند وكثيرا ماكنت اتابع كتاباتك المثرية واشكرك اخيرا واتمنى ان يكتب لي الزمان يوما والتقيك ....والسلام عليكم ورحمة الله
ReplyDelete