عقدة الحزبية
د فتحي رجب العكاري
لقد زرع القذافي عقدة الخوف من الحزبية في
الشعب الليبي لكي ينفرد بالسلطة، وكان ذلك من خلال مقولة" من تحزب خان"
الشهيرة وكوّن لنفسه حزبا مسلحا اشتهر باللجان الثورية وتلا ذلك بسجن كل السياسيين
وعلق بعضهم على اعواد المشانق وهذا الأسلوب الإرهابي كان كفيلا بزرع عقدة الخوف من
العمل الحزبي او السياسي.
ثم بعد 2011
بالغ بعض قدماء الحزبيين القادمين من المهجر في حجم وجودهم وقدراتهم وتركوا
المبادئ وركزوا على حب السيطرة والمصالح الحزبية والشخصية سواء في المجلس
الانتقالي أو المؤتمر الوطني.
الان نرى الكثير من الاخوة يصبون جام غضبهم وحقدهم على الأحزاب
بسبب حفنة بسيطة من ادعياء الحزبية وبسبب عدم الالمام بفكرة الأحزاب اصلا. فالحزب
السياسي في أصله هو مجموعة من النخب ترغب في اصلاح الوطن وإعادة بنائه على أسس ديمقراطية
وليس للتحكم فيه، ولكن لأجل بناء دولة عصرية مدنية يعمها الرخاء. ونحتاج الى توعية،
ثم توعية، ثم توعية لكي نعرف كيف نختار في الانتخابات القادمة من خلال المفاضلة
بين المشاريع التي تطرحها الأحزاب المختلفة. يجب علينا ان نبتعد عن عقلية الفزعة
والصداقات والقرابة وننظر الى المصلحة العامة للوطن عند اختيارنا لاي حزب نؤيده او
ننتخبه ونترك عقد القبلية والجهوية والجنسية وننظر الى الرجال والنساء ونقيمهم على
أساس قدراتهم ومشاريعهم وتاريخهم.
No comments:
Post a Comment