ثراء اللغة العربية
تمتاز اللغة العربية بثراء لا تملكه أي لغة حية أخرى فهي
توفر لمستخدمها عدد كبير من استخدام الحروف الابجدية باستخدام التنوين والتشكيل
وحروف الجر والضم والنصب والشدة؛ وبالتالي نفس الحرف يمكن ان يستخدم ما يقارب من ثماني
استخدامات مختلفة وبمعاني مختلفة. ولو على سبيل المثال نظرنا الى حرف الباء وأدخلنا
عليه أدوات التشكيل لتحصلنا على حوالي تسعة أوضاع مختلفة كما هو موضح بالشكل
المرفق:
ب
بَ بِ بُ
بَّ بِّ
بُّ
بً بٍ
بٌ
بْ
علما باننا لو حاولنا كتابة نفس المنطوق الناتج بلغة أخرى
سنحتاج على الأقل الى كتابة حرفين الى ثلاثة أحرف للوصول لنفس النتيجة. ويكفي
اللغة العربية فخرا انها حوت كتاب الله فحفظته وحفظها وانها استفادت من التطورات
الفنية والتقنية مع تطور العلوم من فنون الكتابة وتطورات الخط العربي ثم مؤخرا الى
الطباعة وأخيرا تقنية المعلومات وستكون هي لغة التوثيق في مستقبل الأيام حيث كلماتها
ومعانيها ثابتة مع الزمن وبالتالي ستكون خير حافظ للتقدم العلمي والتقني في العالم
الحديث.
اما إذا نظرنا الى بلاغة وذكاء الانسان العربي الفطرية فأننا
سنرى العجب العجاب فمثلا في العصر الجاهلي لم يعرف العرب الكتابة فهم كانوا مجتمعا
اميا، كانوا يحفظون الشعر ويقولونه على السليقة ولم تعرف اللغة العربية التنقيط او
أدوات التشكيل المختلفة الا بعد الإسلام وانتشار اللغة العربية بين الشعوب الأخرى
ومع هذا وصلنا الكثير من اخبارهم، وحروبهم وتاريخهم واشعارهم.
ويحضرني بيت شعر
يصف فيه امرؤ القيس حصانه في ساحات الوغى حيث يقول الشاعر:
مِكر مِفر مُقبل مُدبر معا كجلمود صخرٍ حطه السيل من علي
في هذا البيت يصور الشاعر حركة ديناميكية متواصلة باستخدام
عدد محدود من الكلمات ولو صورنا المشهد حاليا لاحتجنا الى شريط سينمائي وبموسيقى
تصويرية لتمثيل المشهد.
No comments:
Post a Comment