الهوية
الليبية
استوقفني نقاش اخي وزميلي ا د نجيب الحصادي
في برنامج مرئي على قناة الوسط في حديثه عن الهوية الليبية حيث قال: كليبيون تجمعنا
اللغة والدين والتاريخ والجغرافيا واشار الى انها جوامع سلفية تتحدث عن الماضي اي
أنها لا تمثل واقعا أو إنجازا حضاريا معاصرا، وهنا يقع مربط الفرس. فاللغة نتحدثها
كل يوم ونعبر من خلالها عن مشاعرنا وامالنا وطموحاتنا ونكتب بها تاريخنا فهي أذن
حية وليست من الماضي علما بأن الماضي يثريها وشعرنا الشعبي يرسم انماط حياتنا في
السلم والحرب ويصور مشاعر الحب، والغزل، والمدح، والهجاء.
وكذلك
ديننا الحنيف نمارسه كل لحظة في حياتنا ونضيف بذلك الى رصيدنا كما نطوره من خلال
اجتهاد علمائنا، وديننا هو ذخيرتنا في دفاعنا عن وطننا. اما التاريخ فهو يصل
ماضينا بحاضرنا وفيه العبرة والدروس ولولاه لما عرفنا مقولات شبابنا "نحن
احفاد المختار ننتصر او نموت"، و "مرحب بالجنة جت تدنى". والجغرافيا
أي جغرافية ليبيا بجبالها وصحاريها ساهمت في الصلابة ورباطة الجأش والصمود كما
مهدت لأخلاق الكرم والمروءة وحسن الجوار.
كل هذه العوامل لو تفاعلت في جو
طبيعي إيجابي لرسمت أسمى معاني الروح الوطنية للهوية الليبية، لكن الخمسة عقود
العجاف السابقة ساهمت في تدمير الصورة الجميلة التي ارتسمت على محيا ليبيا خلال سني
العهد الملكي المحدودة. ولو اشتركت المدارس والجوامع والجامعات وأجهزة الإعلام في
المستقبل القريب في إحياء الموروث الوطني الليبي لأعادت الى اهلها جمال هويتهم، ولأشترك
جميع هذه العناصر في رسم معالم المستقبل الذي نتطلع اليه.
تمر بي لحظات اشعر وكأن بعض فلاسفة بلادنا
والدارسين للعوم الإنسانية يعيشون في واقع غريب ويحاولون مجاراة الشعوب التائهة
والتي بنت كل حياتها على الجوانب المادية وأهملت الدين ودوره في الحياة وخاصة في
تشكيل النفوس الإنسانية السوية، ويبرز هذا الشعور خاصة في تكرار الحديث عن الهوية
في أوساط مفرغة من الروح الإسلامية.
No comments:
Post a Comment