Tuesday, March 15, 2011

قراءة في الموقف العسكري العام لمعسكر الطاغوت

بإلقاء نظرة متفحصة على مسرح العمليات العسكرية و من متابعة التطورات على ارض الميدان يمكن القول أن الوضع العام بدأ يميل لصالح الثورة و الثوار بدرجة اكبر من ذي قبل، خاصة بعد تنظيم قوات الثوار و تكامل نشاطها مع المجهود العسكري لقوات الجيش الوطني الليبي. و أنا في هذه القراءة لا أقلل من قدرات معسكر الطاغية في الوقت الحالي لكن أقول مع مرور الوقت و انعدام الإمدادات من الخارج في ظل تمكن الثوار من تطوير و تحسين القدرات و الأسلحة نوعا و كما فإن الكفة ستميل بالتأكيد لصالح معسكر الحق و الحرية و العدالة. و كلما ركزنا جهودنا و قمنا بضربات قاتلة لقوات الإرهاب في نقاط ضعفها تأكد انتصارنا عليها في أسرع وقت و بأقل الخسائر.

نقاط القوة لدى معسكر ألقذافي

    يملك معسكر ألقذافي بعض نقاط القوة المرحلية و لكنها سوف تساهم مع استمرار الصراع في خسارته هو و أذنابه و منها:
أولا: الرهائن المدنيين
إن نظام ألقذافي القمعي قام باختطاف الدولة الليبية و بشكل ممنهج طوال أربعة عقود و تحول الشعب إلى رهائن في يده، و هو لا يختلف عن أي مجرم أو عصابة اختطفت سفينة أو طائرة و تحجز رهائن لضمان سلامة الهروب. و لكن هذه الرهينة قد تقلب الوضع عليه إذا تحرك جميع المختطفين داخل معسكر باب العزيزية و حوله في طرابلس و المدن المجاورة بتنسيق عام، عند ها قد تقع ضحايا و لكن المجرم سوف يهزم. و لنتذكر جميعا أن جميع المدن الشرقية كانت رهائن لديه بما فيها من مدنيين و جنود و ضباط من الجيش و لكن تضحية الشباب فجرت الموقف و انضم الجميع إلى جانب معسكر الحرية. و هذا الرهان مفتوح بالكامل لأهلنا في طرابلس و إخوتنا  داخل معسكر باب العزيزية و في جميع الكتائب التابعة للقذافي.
ثانيا: السبق في التخطيط للمعركة
لقد دأب ألقذافي على الإعداد لهذه الأيام من زمن طويل فقام بإضعاف البنية التحتية للمنطقة الشرقية من جميع الجوانب، حتى قوات الجيش فيها هي أضعف تسليحا و عددا بالإضافة إلى إهمال المنطقة تنمويا. و هو بهذا كان ينوى جر بقية المناطق ضدها بدعوى الانفصالية و التي هي غير واردة إلا في تفكيره المريض. ففي أحد اجتماعات قادة اللجان الثورية منذ عدة سنوات قال لهم: سوف تخرج المنطقة الشرقية من أيدينا و علينا أن نصحح وضعها بالتنمية. و لكنه في حقيقة الأمر في تحليلي كان يعد  أذهانهم لاحتمال الانفصال، و الدليل على ذلك أنه لم يقم بأي شيء منذ ذلك التاريخ. و انقلب هذا العامل ضده عند ما انضم رجاله في المنطقة الشرقية إلى مسيرة الثوار و سوف يتكرر هذا في جميع مناطق ليبيا الحبيبة.
ثالثا: المال و الحرب الإعلامية
منذ عدة سنوات كان يسعى في حركة استباقية للأحداث في شراء الذمم من خلال خلق طبقة ترتبط مصالحها معه من الداخل و الخارج فسهل الرشاوى و العمولات و هي ثابتة لديه و يعلم بها، كما أنفق الملايين على شراء النفوذ في الخارج حتى بين بعض فئات المعرضة التي ارتبطت مصالحها به من خلال صفقات تجارية مغرية. كما قام بتجنيد العديد من أبواق الدعاية لتلميع صورته و صورة أولاده و في نفس الوقت للتأثير على معنويات أهلنا بالداخل و الخارج. و لقد وصل الأمر إلى التحكم في قطاع الاتصالات و تسخيره لصالحه من خلال إرسال رسائل لكل الهواتف المنقولة في ليبيا في شكل دعايات إرهابية للشعب. و لكن الأحداث على ارض الواقع سوف تدحض هذه الدعاية و تجميد الأموال سوف يقضي على دورها في المعركة.

نقاط الضعف في معسكر ألقذافي

مثل ما لديه بعض نقاط القوة مؤقتا فلديه نقاط ضعف مزمنة و يمكن تسخيرها و استغلالها في المعركة في القضاء عليه و منها:
1) معظم المعدات التي يمتلكها قديمة و التدريب عليها ليس جيدا. فعلى سبيل المثال لا يوجد تدريب للقوات الليبية على القتال الليلي و لا يوجد تدريب جدي على فنون الرماية بالأسلحة المختلفة، كما لا يوجد تنسيق كامل بين القطاعات المختلفة.
2) خطوط الإمداد طويلة و لو تحركت بعض المدن مثل زليتن و مصراتة لقطع طرق الإمداد فسوف يتم عزل سرت. كما أن قيام بعض الأفراد ببعض العمليات التخريبية مثل حرق ناقلات أو محطات الوقود سيساهم في إضعاف القدرة القتالية على  محور راس لانوف و سرت.
3) الروح المعنوية لجنوده متدنية جدا، فهم يقاتلون ضد رغباتهم أو تحت تهديد، و قوات المرتزقة يقاتلون من أجل المال و لا يريدون أن يموتوا. و على الثوار إعطائهم الأمان إذا سلموا أنفسهم بأن يترك سبيلهم بعد انتهاء العمليات. و المرتزقة الذين يستخدمهم هم من النوع الفوضوي و الغير محترف و في كل ألأحوال يشهد التاريخ بأن كل من استخدم المرتزقة خسر الرهان.
4) مع امتداد زمن العمليات سوف يحدث نقص في المواد الغذائية و الوقود بمنطقة طرابلس و عند ها لن تستطيع قواته الحركة، و فعلا بدأ تحديد كميات الوقود لكل مواطن من الآن.
5) يستخدم ألقذافي طيارين مرتزقة من سوريا و صربيا و غيرها من الدول و هم لا يريدون الموت في ليبيا، و الحرب النفسية معهم قد تنجح في إقناعهم بالهبوط في المناطق المحررة إذا تخلصوا من ذخائرهم و يعطون الأمان على أنفسهم.
6) ضعف منظومة السيطرة و التوجيه فلا توجد غرف عمليات متكاملة و يتضح ذلك من البيانات الصحفية و تغيير الأشخاص بما يعني فقدان الثقة في النفس و في الأعوان. كما يتضح ذلك من خلال فشل العمليات العسكرية على جميع الجبهات، فلم ينتصر هذا المعسكر في أي موقع إلا بشكل مؤقت ليعود ليخسر. و هو في النهاية خاسر لكل أبناء الشعب الليبي.
7) وجود مقاومة سلبية غير منظمة في المدن المحاصرة و يمكن للثوار الاستفادة منها إلى حد كبير في تقريب نهاية هذا النظام الغاشم. فعلى سبيل المثال لو تكاتف كل الأهالي في وضع أجهزة الراديو في كل البيوت على إذاعة القرآن الكريم من القاهرة على أعلى صوت بحيث تزلزل المدن بالقرآن فسوف يساهم هذا في إنذار كل أتباع النظام بأنهم خاسرون و أن جميع الشعب ضدهم، هذه عملية استفتاء غير مباشر على أهلية النظام للحكم.
          
و في الختام علينا أن نكون على يقين من النصر، و إن نصر الله لقريب فنحن نقاتل من أجل قضية عادلة و هدفنا    هو إقامة دولة عصرية تكفل للجميع العيش الكريم و العدالة و المساواة و الحرية.
 و يجب أن لا نعتمد على أحد سوى تضحياتنا و إيماننا بعدالة قضيتنا و سوف ينحاز لنا كل الشرفاء من العالم بعد ما نصبر و نصر على عدالة مواقفنا. و المثل الليبي يقول : اضرب منقارك ما ينفع زيو.



No comments:

Post a Comment