Monday, March 21, 2011

الروح الوطنية و الوحدة الوطنية على المحك

في هذه اللحظات العصيبة من تاريخ بلادنا و الجراح تسيل من غدر الظالم و أعوانه و مع بزوغ فجر جديد و أمل جديد في مستقبل أفضل نجد أنفسنا في مواجهة عدة مؤامرات  تهدد وحدتنا الوطنية و تتحدى مشاعرنا الوطنية من خلال ألاعيب الشيطان و زمرته من الخونة والمرتزقة و العملاء. إنها فتن سوداء كقطع الليل المظلم تخرج علينا بها برامج الإعلام المضلل و يستمع لها ضعفاء النفوس و يقومون ببثها بين الناس. و نرى التضارب في المواقف و الالتفاف على مجريات الأحداث فمرة يخرج علينا فرعون ليبيا ليقول أنه يقاتل ضد القاعدة في المغرب الإسلامي و تارة يخرج علينا ليقرر الانضمام إلى القاعدة في مواجهة الغزو الصليبي. تارة يهددنا هولاكو ليبيا بالقتل و الدمار و تارة أخرى يبكى على دمار دياره. في الصباح يهددنا بالقبائل و في المساء يؤسس لمسيرة المليون قبائلي لصلح لا أساس له من الصحة إلا عودة دراكولا لامتصاص دماء الليبيين و أموالهم.

و لقد مرت بلادنا بلحظات حالكة في السواد عند ما كانت كتائب ألقذافي الإرهابية تهدد مدينة بنغازي، و قد وصف احد مواطني بنغازي بأن طول الرتل العسكري المتوجه إلى بنغازي كان كيلومتر على الطريق العام. و شرعت هذه القوات الغاشمة برجم بنغازي بالراجمات و المدفعية و قامت بعض الوحدات المتسللة من عدة ايام بين الناس في ملابس مدنية قامت بإطلاق النار على المواطنين العزل و في وجه هذا كله صمدت بنغازي و أصر الثوار على موقفهم الوطني الثابت من اجل تحرير ليبيا كاملة من الطاغوت و أعوانه. كان الناس يدافعون و يصلون و يكبرون و يطلبون العون من الله ثم من كل إنسان له ضمير في العالم. و بالفعل جاء الفرج في شكل تحرك دولي إنساني من أجل إنقاذ الشعب الليبي و بدا قصف القوات المعتدية و المتقدمة إلى بنغازي، ثم هاهي القوات الدولية تواصل ضرباتها النوعية لمراكز القيادة و السيطرة و التحكم لجيوش المرتزقة و عملاء الطاغوت. و كل الصور التي خرج علينا يها عملاء ألقذافي عن المصابين هي تلفيق و بهتان فهم كانوا يجمعون جثث الشهداء  من الشوارع أيام الأحداث وهاهم الآن يخرجونها ليقولوا أنها إصابات من القصف الجوي؛ على جميع الإخوة الانتباه إلى هذه الجريمة النكراء و التي يعبث النظام فيها بجثامين الشهداء و الرائحة المنبعثة من بعضها تدل على أنها لم تحفظ في مكان يليق بأصحابها، إنها جريمة أخرى تضاف لجرائم هذا النظام الفاسد.

 إن الجيش الذي يأتمر بإمرة الخائن ألقذافي ليس جيشا و وطنيا  و كل جندي أو ضابط يتقدم باتجاه مصراتة أو الزاوية أو زواره أو الزنتان أو بنغازي هو خائن و عميل حتى في غياب قوات المرتزقة؛ أما من يستعين بالمرتزقة و يقاتل إلى جانبهم فهو خائن لوطنه و لا يختلف عن أجداده الذين قاتلوا مع الطليان ضد المجاهدين في أيام تحرير ليبيا. و على كل قبيلة أو عائلة ليبية أن تتبرأ إلى الله قبل الشعب من هؤلاء الخونة ثم تنضم إلى جانب الحق ألا و هو جانب الشعب الليبي. و نحن لا نأخذ كلام أزلام ألقذافي ممن يدعون التحدث باسم ورفله من المفسدين في ليبيا على أنه الحقيقة، فورفله لها تاريخ و رجال صنعوا هذا التاريخ و فيها شرفاء نعرف لهم قدرهم و مكانهم في اللحمة الوطنية و ندعوهم للوقوف إلى جانب الشعب الليبي كما عهدناهم دائما.
      
و من الآخر هناك إجماع وطني على إنهاء ألقذافي و زبانيته و على كل الليبيين المشاركة في هذه المعركة الوطنية. و بعيدا عن القبلية و القبائل و أساليب الخداع التي خرج علينا بها سمسار الدعوة الإسلامية أو المواقف المشبوهة لسماسرة الجامعة العربية و تجار القومية الغوغائيين نتوجه بالدعوة إلى جميع المواطنين في مدن غرب ليبيا التي لم تتحرك قبل هذا التاريخ ندعوهم إلى التحرك السلمي و الخروج إلى الشارع و الانضمام إلى مسيرة الثورة الوطنية و ليكن موعد التحرك و اللقاء و التلاقي في طرابلس يوم الجمعة القادمة، و لتكن جمعة الوحدة الوطنية و الخلاص من هذا المجرم.

و على أساتذة و طلاب الجامعات و رجال القضاء و حكماء المدن أن ينحازوا إلى جانب دعوة الحرية، و دعوة الخلاص و دعوة المستقبل الأفضل و دعوة الضمائر الحية و يتقدموا الصفوف من أجل هذا المشروع الوطني. علينا جميعا أن نهب هبة رجل واحد فهذا النظام دمر الحاضر و يسعى لتدمير المستقبل. على جميع الشباب الانخراط في العمل الوطني السياسي من أجل المساهمة في بناء ليبيا الحرة، ليبيا المستقبل السعيد، ليبيا الأمان، ليبيا الجميع.

إن مشروع تقسيم ليبيا قائم في راس المجرم ألقاذفي و أبناءه و مرفوض من كل الشعب الليبي و من كل الشعب العربي. و ليس أدل على خيانة ألقذافي من دعوته هو و ابنه زيف إلى مشاريع التقسيم و التجزئة و خطة قتالهم كانت ترتكز على هذا المشروع فهم يراهنون على الاستمرار في الحكم و لو على أشلاء كل ليبي و ليبية و لو على أي جزء من تراب ليبيا و لكن هيهات و هيهات لهم في هذا أن يتحقق.

    و في الختام أقول لكم إن المعركة هي معركة مصير بالنسبة لكل ليبي و ليبية و لم و لن تنتهي إلا بتأسيس دولة ليبيا الحديثة و الديمقراطية بمجهود كل فرد منا فلا تنتظروا من أحد أن يقرر بالنيابة عنكم، و علينا جميعا خوض المخاض السياسي من اجل عصر جديد ينعم فيه جميع الليبيون و الليبيات بالعدالة و المساواة و الحرية. و ليبيا تنظر إليكم و تنتظر منكم موقفا  وطنيا يزيح عن كاهلها مخاطر التشرذم الوطني في النفوس قبل حدوثه على الأرض فهبوا لنجدة أمكم الحبيبة ليبيا؛ و اعتصموا بحبل الله و لا يفرقنكم الشيطان و أزلامه.

No comments:

Post a Comment