Wednesday, February 23, 2011

قراءة في خطاب جربوع القيادة المتهاوية

خرج علينا ألقذافي المفجوع في شكل منهار و مضطرب بين بقايا بيته المحطم كإيذان بنهاية أيامه. و خطب في أشباح لا يراها إلا هو، بل كان يطلب منها أن توقف الرمي أي إطلاق الرصاص كي يسمع الناس حديثه. كان يتحرك بفعل أقراص خاصة به و من كثرة ارتباطه بها أخذت نصف حديثه. فهو ما فتئ يتحدث عنها و كأنها وسيلته الوحيدة في الحياة.
أولا: شكله كان مقفرا للغاية بالرغم من التلميع و كان يرتدى ملابس مضادة للرصاص بالرغم من أنه كان وحيدا في المكان، و ذلك لعلمه أن الموت قادم و لو من أقرب الأقارب. حتى عمامته كانت مضادة للرصاص و لكن الله لن يرحمه و يمنحه راحة الموت. و كان كمن يطلب النجدة في المقابر، و من يفعل هذا غير السحرة و المشعوذين.

ثانيا: و حيث أنه غيب القوانين من بلادنا الحبيبة فأنه عاد ليذكرنا بأحكام القانون الليبي زمن المملكة و الملك و هنا كذلك أصدر الحكم على نفسه فهو من خرج على النظام و قام بجميع الجرائم التي ذكرها و التي تستوجب حكم الإعدام في حقه هو، أي أنه ارتكب هذه الجرائم و على الشعب أن يقيم عليه الحد.

ثالثا: هدد بالقتل و الانتقام و كرجل عسكري هو يعرف أن هذه هي لغة الجبناء عند الهزيمة. فالقائد الشجاع و القادر و المعتمد على سند قانوني يضرب قبل أن يتكلم، أما المهزوم فهو الذي يتوعد و هو يفر من الميدان و الحروب السابقة خير دليل على كلامي.

رابعا: كان يريد إشعال الفتن و لكن الله جعل كيده في نحره فانقلب السحر على الساحر، و لعب بأعصابه الأخوة في بنغازي حين ما أشاعوا إصابة أحد كبار الضباط ثم خرج هذا الضابط لينضم للشعب. و هذا يدل على أنه ليس لديه معلومات و كالعادة هؤلاء القوم الجهلة لا يعرفون إلا المكر. و يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين.

خامسا: لم يذكر إلا أولاده فيبدو لي أن الكل قد تخلوا عنه. و الحمد لله أنه لم يربيهم فنشئوا أسوء منه. فهو عاش حياة ضياع فضيع حتى أولاده و أسرته و كل من كان حوله و هذه سنة الله في جميع الفراعنة.

سادسا: كان يرغي و يتوعد كجمل هرم و نظراته كلها حقد و كراهية و يشتم منها رائحة الموتة العفنة التي تنتظره في القريب العاجل.


 وفي الختام لا أرى في هذا المشهد إلا صكة الموت و لا أقول رقصة المذبوح و سوف يسمعه الذين حوله حين ما يعوي عواء الكلب المسعور قبل أن يموت بإذن الله. فكما وصف الشرفاء بالكلاب الضالة فإنه سيموت كالكلب المسعور. و اعتبر ما قاله في هذا الخطاب على أنه البيان الأخير في حياته و حياة من تبعه من المرضى و سراق أموال الشعب الليبي، و سوف يرى الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

No comments:

Post a Comment