بعد ما يتأكد انتصار ثورة فبراير الوطنية الكبرى في الأيام القليلة القادمة على كامل التراب الليبي بإذن الله، يجب أن يكون هدفنا الاسمي هو نقل بلادنا إلى مصاف الدول المتقدمة و نقل شعبنا إلى بر السلامة و السلام. و إن كثيرا من الليبيين و أنا منهم نحلم بليبيا متقدمة، الجميع فيها سعيد و قد طوت آلامها و شمرت عن سواعدها للبناء. بالطبع ليس لدينا عصاة موسى و لا حكمة يوسف، لكن من يصمم على النجاح لا يرى في الدنيا مستحيلا . إننا نمتلك الكفاءات و الخبرات و قد حبانا الله سبحانه و تعالى بخيرات لا تعد و لا تحصى ، ونحن نعيش بين إخوة لنا من جميع الجهات. أراضينا واسعة و شعبنا لا يزال تعداده محدود.
لقد علمتنا الحياة أن الفرص لا تأتى إلا لمن يستحقها؛ و أنها قد لا تتكرر، و أن أهم ركائز النمو و التقدم هي الاستقرار الاستمرارية، و إن الحقد و العنف لا ينتج إلا الدمار.
علينا أن نطالب بالمصالحة الشاملة و الإصلاح الوطني و نجادل الجميع بالتي هي أحسن. و أن نحترم الرأي الآخر و نعترف لكل ليبي بحقوقه كاملة بما فيها الاختلاف عن الباقين و نطالب بأن يكون الشعب و القرار الشعبي هو الفيصل في اى أمر كان أو سيكون. و علينا أن نبتعد عن سوء الظن و النوايا السيئة أو الأغراض الشخصية أو عقلية التسلط الأعمى و الإرهاب التي يغلفها البعض بادعاء الحكمة و الغيرة على المبادئ أو الخوف علينا أو على الثورة، لقد سقطت الأقنعة و كل واحد معروف الآن.
إن الرجال في العالم الحي يدوسون على جراحهم من أجل بلادهم و لا يساهمون في تمزيقها في لحظات تجاهلهم للحقيقة. علينا أن نعيش في زماننا هذا و نساهم في صناعة مستقبل أفضل لأحفادنا بدل من أن نقع في أيدي نفس المجموعة السابقة بأسماء جديدة.
ليبيا بعد النصر أو الغد الليبي الذي نحلم به هو الازدهار الاقتصادي، و الازدهار الاجتماعى، و التقدم على جميع المستويات. لا نريد فيها حقدا و لا ظالما و لا مظلوما. نريد فيها الأمل للجميع، الأمل في المستقبل و الأمل في الحياة الكريمة و الأمل في السعادة، نريدها ليبيا الأمل. نريد فيها الأمان للكبار و الصغار، الأمان للنساء و الرجال و الأطفال، نريد ضمانا اجتماعيا يقضى على جذور الخوف في نفوس الجميع. لا نريد أن نرى محتاجا أو مسكينا أو متسولا في شوارع بلادنا. نريد بيتا لكل من يولد و عملا كريما لكل مواطن و مواطنة. نريد مدارسا لجميع الأطفال، و خدمات صحية للجميع و قوانينا تسرى على الجميع فلا سيد و لا مسود بعد هذا الحدث التاريخي . نريد وطنا يساهم فيه الجميع، و يخدمه الجميع بحب و ليس لمصلحة شخصية فقط. وسنبقى نحلم إلى أن يتحقق هذا الهدف و سوف نحلم بأن يدوم عندما يتحقق، و مسيرة الألف ميل تبدأ دائما بخطوة، وكل عمل عظيم يبدأ دائما كفكرة. لكن اى حلم مهما كان صادقا و اى فكرة مهما كانت عظيمة تحتاج لمن يعمل لأجلها و تحتاج لمن يدافع عنها و يحميها.
و لهذا نحن نرحب بكل خطوة إلى الإمام و نؤيد كل من يدعو إلى التقدم من أبناء هذا الوطن ، و ليس لدينا مانع من أن نضحي ببعض حقوقنا أو نتنازل عن بعض مطالبنا من اجل مستقبل أفضل للجميع، من أجل مستقبل أفضل لبلادنا و لكي نبني جسور الثقة بيننا من جديد .
الوطنية و الوطن ليست في الاغانى و الهتاف و الخطب و المقالات فقط ، بل مبادئ تستحق التضحية بالغالي و النفيس. و لكن يجب أن لا يخدعنا أو ينقلب علينا الخونة الذين خانوا الوطن من قبل و الرسول صلى الله عليه و سلم يقول: لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين.
إننا نمتلك الكفاءات و الخبرات و قد حبانا الله سبحانه و تعالى بخيرات لا تعد و لا تحصى ، ونحن نعيش بين إخوة لنا من جميع الجهات. أراضينا واسعة و شعبنا لا يزال تعداده محدود.
ReplyDeleteهل أنت مقتنع بما تكتب يا فتحي, اذا كنت كذلك لماذا تحرمون المئات من الطلاب الليبيين من فرض الدراسة و من الضم الان, هل تعلم ان فرز الملفات في ادارتكم الموقرة استغرق اكثر من ستة اشهر الان؟ لكن الحمد الله الشعب قال كلمته و أنتخب الاشخاص و الذين نتمنى ان يكونوا عند حسن الظن, اما أنتم فنقول لكم شكر الله سعيكم
شكرا