Tuesday, December 29, 2015

لماذا اختلفنا

لماذا اختلفنا
لقد اتفق الليبيون على ان نظام القذافي كات فاسدا ويجب التخلص منه ولو سالنا اقرب المقربين منه وهم اولاده لقالوا ان ما كان يحصل يخجل المرء من ذكره وفي هذا حدث ولا حرج.
بعد انتهاء عهد القذافي اختلفنا ومن الايام الاولى ولكن ذلك لم يبرز على السطح لاننا كنا نحلم ولم ننتبه لهذه الحقيقة.
بعضنا كان يحلم بدولة ديمقراطية تعددية مدنية وهذا من حقه ولكنه نسي ان الدول لا تبنى في شهور او سنوات.
بعضنا كان يحلم بدولة الخلافة الراشدة وهذا من حقه ولكنه نسي ان محمد صلى الله عليه وسلم لم يعلن الدولة الا بعد ان نجحت الدعوة وهدى الله الناس للاسلام.
بعضنا كان قريب عهد بالجماهيرية وفرص الكسب السريع والفساد وسهولة الصعود الى المناصب و لكنه نسي ان الشعب قد ثار عليها.
وبعضنا يريد دكتاتورا او حاكم ذا شوكة ليسلم له الامر فهو يريد ان يرميها في راس طاغية او ظالم ويعيش وهم السلبيون.
وبعضنا فقد مزايا وسلف واراضي ومنح وصولجان وهمي وهذا ما يعرف فهو يحاول احياء هذا ويدعو اليه.
وبعضنا يرى مصلحته مع القبيلة او الاقليم او الجهة او الجماعة وكلهم يراها طرق للاصلاح لان هذا ما يعرف ولا يريد ان يناقش احد في هذا الكلام.
وبعضنا لا يثق في احد وكل من خالفه سراق ومتسلق او عميل او مجرم او خاين ويريد شعبا مثل الخراف يتحدث لغة واحدة ويفكر في شيء واحد ويبقى على ما هو عليه.
يا اخوتي اختلفنا لاننا لا نشترك في ثقافة واحدة ولم نفكر في التفاهم للوصول اليها وكلنا يرى في ما يراه الصواب وغيره هو الباطل او الكفر او الجريمة، كلنا يعتقد انه وطني وحريص ويمثل الحق.
علينا ان نصبر على بعضنا البعض ونحسن الظن بالاخرين ونحاول التفاهم مرات ومرات فكل منا له رصيد في هذا الوطن وله حق وعليه واجب.
النجاح في هذا العالم يحتاج لجهد الجميع في تعاون وتنسيق  والاقصاء والانقسام لا يزيدنا الا ضعفا.
الرسول صلى الله عليه وسلم لم يلعن المشركين ولم يدعو عليهم بالفناء ولكنه دعى الله لهم بالهداية وتركهم في خلافهم له لعل الله يخرج من اصلابهم من ينفع الاسلام.
لماذا لا نفكر في بداية جديدة في اصلاح العلاقات والعفو والتسامح ونترك لغة التخوين والطعن والاقصاء ونعطي فرصة للاجيال الجديدة ان تبني مستقبل افضل خالي من عقد الفشل والحقد والعقد.
ما يجمعنا كبير وعميق وقوي وما يفرقنامواقف وافهام قاصرة وقصيرة المدى وفي كل يوم تشرق الشمس لمن يريد ان يحيا ولا تبكي على من لا يريد الحياة، علينا ان نقرر الحياة مع الجميع وبالجميع مع اختلافنا.

Monday, December 21, 2015

عبارات منحوتة في ذاكرتي

عبارات منحوتة في ذاكرتي

من خلال الدراسة ومن خلال المطالعة وخلال الحياة نحتت الايام في ذاكرتي عبارات اثرت حياتي واثرت في حياتي بما حملت في طياتها من معاني لها مفعول السحر في الحياة، انا هنا اذكرها للشباب للاعتبار.
من الشعر الجاهلي
كل شيء مصيره للزوال   غير ربي وصالح الاعمال.
من شعر الشابي
اذا الشعب يوما اراد الحياة. فلابد ان يستجيب القدر
من كلام جبران خليل جبران
اللولوة هيكل بناه الالم حول حبة رمل.
من كلام نابليون بونابرت
من يصمم على النجاح لا يرى في الدنيا مستحيلا.
من تعابير الجهاد
مرحب بالجنة جت تدنى.
من عبر العجايز
كل واحد من صندوقه يلبس.
من كلام المنفلوطي
ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء.
من احكام الوضوء
اذا حضر الماء بطل التيمم.
من حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم
المسلم من سلم الناس من لسانه ويده.
من الكلام الماثور
الدين المعاملة.
من الامثال الشعبية
على قد لحافك مد رجليك.
من كلام عنترة
الشجاعة صبر ساعة.
من كلمات اليا ابوماضي
كن جميلا ترى الوجود جميلا.
من كلام الوعاظ
ما اكثر العبر وما اقل الاعتبار.
من كلام العرب
خير الكلام ما قل ودل.

التصنيف العصري( الشفري) للناس في ليبيا

التصنيف العصري للناس في ليبيا
عرف الليبيون تصنيفات متعددة للناس في ليبيا ففي العهد الملكي كان الناس يصنفون على اساس اقليمي فعرفوا الطرابلسي والبرقاوي والفزاني ثم العرقي عربي اجبالي تباوي وطوارق ويهود وطلاينة. بعد هذا يتم التصنيف بين حضر وبدو، فيتوزع الناس حسب المدينة بين الحضر بينما يتوزع البدو بين القباءل. وبعد الانقلاب الفاسد اضيف الى هذا التصنيف مسمى الرجعي والثوري واعضاء اللجان الثورية و الرفاق، اي دخلت السياسة كوسيلة للتصنيف.
اما بعد ثورة فبراير وعودة العديد من المعارضين من الخارج للمشاركة في القتال في مراحل الثورة الاولى ثم من بعد النصر للمساهمة في بناء دولة ما بعد التحرير،  هنا ابتدع الليبيون تصنيف بالجنسية ودللوا عليها بالشفرة وذلك بوصف العاءدون  من الخارج بدبل شفرة اي مزدوج الجنسية ويمكن توسيع هذا المبدا ليصبح تصنيفا معاصرا للناس في ليبيا حسب ما يتم تداوله في هذا المقال.
من حيث المبدا يمكن ايجاد تماثلية بين المواطن والنقال. فكثير من الناس ينقل الاخبار، وبعضهم ينقل الاشاعات، وبعضهم ينقل العلم وبعضهم ينقل المعرفة، وبعضهم ينقل العدوى بين الناس والمناطق، وبعضهم ينقل السلاح، وبعضهم ينقل الدمار بين المدن وينقل القنابل والمتفجرات جوا وبرا وبحرا، وبعضهم ينقل الفساد الاداري والمالي والسياسي. اذا هناك قدرات غير محدودةللنقل للناس وبالتالي يمكننا تفهم التصنيف على اساس الشفرات.
ليبي بدون
وهذا تصنيف لعدد كبير من الليبيين الذين لا يحملون شفرة لا وطنية و لا مكتسبة وهم اناس يسحبون مصادر الوطن ولا يقدمون خدمة بالمقابل. هم سلبيون في السياسة وفي العمل وفي الحياة ولا ينشطون الا في نقل الاشاعات و نشر الفتن.
ليبي بشفرة واحدة
وهذا التصنيف يشمل ثلاثة اصناف وهي؛
شفرة وطنية صالحة وتشمل كل  وطني، وخاصة من شارك في الثورة او التف حول الثورة اوسار معها، ولكنها يمكن ان تكون خارج نطاق التغطية او ان يكون الهاتف مغلق اذا اصر صاحبها على رايه فقط.
شفرة وطنية بدون رصيد وتشمل كل من لم يشارك في الثورة ولم يعاديها.
شفرة وطنية مزورة وهي تشمل كل من يشتري اوراق من خلال منظومة الفساد او الجهوية او القبلية.
شفرة وطنية محروقة وتشمل كل من حارب الثورة او ارتد عنها وعاد لمعسكر اعداء الثورة ويمكن لصاحبها تفعيلها بالعودة الى حضن الوطن.
ليبي دبل شفرة
وهو من يملك شفرة اصلية والثانية مكتسبة  و قد تطغى احداهما على الاخرى تحت بعض الظروف.
او من يملك شفرتين واحدة وطنية والثانية اما قبلية او جهوية و تطغى احداهما على الاخرى.
وتسري على  كل شفرة احكام الشفرات المذكورة اعلاه؛
شفرة صالحة وقد تكون بدون رصيد او خارج نطاق التغطية
شفرة محروقة او مجمدة او ملغية او مصدر الطاقة فيها بالخارج
اما من يقرر العودة للوطن فان الشفرة المكتسبة تكون في حكم المجمدة لانها خارج نطاق التغطية الا اذا كانت اسرته تعيش في الخارج او جميع استثماراته في الخارج.
واذا طغت المكتسبة فانه ينحاز لمصالحه ولا يعرف الوطن الا عند الحلب، فهو يدرس على حساب الشعب ثم يفيد شعب اخر وينتمي له وكثير من هولاء ينتهي اتصاله بالوطن.
ليبي متعدد الشفرات
وهذا حدث مع اقطاب المعارضة في الخارج حيث كان يحمل بعضهم خمسة جوازات سفر بعضها مزور.

الوطنية في الدم
زارني خلال الصيف الماضي في طرابلس سبطي وهو ولد ابنتي. عمره سبعة سنوات ويدرس في احدى المدارس الامريكية بمدينة ميامي بولاية فلوريدا. لا يتكلم العربية بطلاقة فهو يعيش في امريكا منذ ولادته. شهد معنا صيام رمضان وذهب معي لبعض من صلاة التراويح وصلاة العيد وصلاة الجمعة. تعرف على الجيران وقضى معهم وقت ممتع وراى لمة الاهل والاقارب وفرحة العيد وبساطة العيش.
عندما اقترب موعد العودة لامريكا بدا يردد:
I do not want to go to America, I do not like America
وترجمتها: انا لا اريد الذهاب لامريكا، انا لا احب امريكا.
حاولت اقناعه لكي لا يسبب لنا مشكلة فقلت له
Your school is there
مدرستك هناك، محاولا تذكيره باصحابه، فقال
I hate school
فرد: انا اكره المدرسة، فقلت 
Your family is there
اسرتك هناك بمعنى امه وابيه، فرد علي
I wish I had a family
كم كنت اتمنى ان لي اسرة، وهو يقصد الاسرة الكبيرة بالجدود والاهل والاقارب. فقلت له
Your home is there
بيتكم. هناك، اعني بيت الاسرة، فقال لي
It is fake home
انه بيت مزيف، فهو لا يشعر بالانتماء اليه
هذا الطفل لم يحكي له احد عن الوطن والوطنية ولا يفهم الاغاني العربية وبحكم مولده هو امريكي الجنسية وحتى الان ليس له رقم وطني ولم يتم تسجيله في كتيب العيلة وليس له جواز سفر ليبي ولكنه مسجل مع والدته. كما انه يحمل الجنسية الايرلندية التي اكتسبتها والدته بالاقامة في ايرلندة قبل ولادته. ولقد اوردت حديثنا بالانجليزية لتوضيح قوة العبارات التي استخدمها.
هذا الطفل البريء يحب ليبيا ويحب اهلها ويبكي بالدمع على فراقها، وكل يوم هو يعد الايام متى سيعود اليها في الصيف القادم وصدق من قال: الوطنية تجري فينا مجرى الدم.

 من خلال هذا العرض السريع يتضح ان الوطنية لا تكتسب ولا يمنحها احد ولا يشتريها احد انما هي قضية انتماء بالدرجة الاولى لهذا الشعب وهذه الارض و هذا الشعور نحمله في صدورنا في الداخل والخارج وحتى في السجون، ولقد راينا كيف اتى شباب لا يتكلمون العربية للمشاركة في الثورة الليبية بحكم الارث الوطني الذي يحملونه ولقد شاهدنا المظاهرات التي ملات عواصم العالم تاييدا للثورة.