Monday, March 28, 2011

النخبة الوطنية و بناء مستقبل ليبيا الحديثة

          مع انبلاج فجر الحرية و تقهقر نظام التعسف و القهر من على الأرض الليبية ستبرز حاجتنا إلى مشاركة الجميع في صناعة مستقبل بلدنا، و كلنا يأمل في تأسيس نظام ديمقراطي تعددي ينعم فيه جميع أبناء الشعب بالحرية و العدالة و المساواة و لكن رواسب الماضي البغيض و الأمراض التي غرسها في المجتمع ستشكل عائقا كبيرا على الطريق نحو هذه الأهداف السامية. فانعدام النشاط السياسي العام و عدم وجود تنظيمات سياسية يشكل اكبر عقبة على طريق التحول السياسي نحو الديمقراطية، و روح السلبية و العزوف عن التفاعل مع الأحداث حول عامة الناس إلى قائمة الانتظار بدلا من ساحة التغيير. و بقايا العهد الفاسد من مرتشين و سراق لثروة الشعب و مزورين و دمويين من أعضاء حركة اللجان القذافية الثورية سيكونون طابورا خامسا و بؤرا للتآمر على الشعب، بل سيحاولون سرقة ثورة الشعب من خلال ركوب الموجة و شراء الذمم على عادتهم في السابق.
 و قد نجد أنفسنا خلال أسابيع قليلة أمام معضلة تأسيس الدولة و حينها لن يتوفر لنا وقتا إضافيا للمناقشة و التقرير و سوف يقترح علينا البعض بعض الحلول و يطلب منا الجميع السير مع الجماعة و تغليب المصلحة و يتكرر نفس أخطاء الزمان القديم و الحديث و نجد دواليب البلاد تلعب بها الرياح الخارجية و الداخلية؛ خاصة إذا عرفنا أن بعض فئات المجتمع تحتفظ بوصفات سحرية جاهزة للطرح عند الحاجة. و لهذه الأسباب رأيت أن استبق الأحداث و أتناول هذا الموضوع و أطرحه عليكم كي يساهم فيه كل من يرغب في ذلك في متسع من الوقت.

أولا: الطابور الخامس
           
  يتكون الطابور الخامس من كل مسئولي العهد الجاهلي الظالم الذين تلطخت أيديهم بالدماء أو جيوبهم بأموال الليبيين و الذين دافعوا عن الطاغوت أو الذين أثروا من خلال النظام. كل هؤلاء يمثلون خطرا على الشعب إذا تركوا بدون محاسبة و لم تسترجع منهم الأموال و سمحنا لهم بالمشاركة السياسية. و لهذا فإني أرى حرمانهم من جميع حقوق المشاركة السياسية و لمدة عشرة سنوات مع تقديمهم للمحاسبة و تجريدهم من كل ما كسبوا بغير حق، و لو تركنا لهم الفرصة فأنهم سوف يزورون الانتخابات و يشترون الأصوات و يركبون الموجة و يضيع الجمل بما حمل، فهم يملكون القدرة على التحرك السياسي المنظم و موزعون على كامل الوطن و لديهم سابق تجربة في 
السيطرة و التحكم في الجماهير و هنا مكمن الخطورة.

ثانيا: السلبية و عدم التفاعل
          
السلبية و عدم التفاعل مع الأحداث يشكلان أحد أكبر الأخطار على مسيرة التغيير الديمقراطي فهي تفقده الزخم        المطلوب لإفراز أفضل العناصر و الأعداد المطلوبة للتأثير في الأحداث من خلال المسيرات و المظاهرات اللازمة لتصحيح مسار الأمور. و هذه نتاج حقبة الإرهاب الجماعي و تزوير الحقائق و تغييب حرية الرأي و انعدام حرية التعبير في ظل إعلام موجه لخدمة الطاغوت و أسرته. و أهم خطوة على طريق العلاج تكمن في تحرير وسائل الإعلام و تسخيرها لتوعية الشعب بمسئولياته خلال المراحل القادمة من خلال تعددية فكرية تقبل بتعدد الآراء. ثم عقد ندوات عامة و مهرجانات شعبية لمناقشة متطلبات المرحلة القادمة.

ثالثا: تسوية مظالم الشعب

        لقد تراكمت على مدى أربعة عقود العديد من المظالم لفئات مختلفة من الناس بين بعضهم البعض، و بينهم و بين دوائر النظام الفاسد، و هذه المظالم قد تقودنا إلى موجات من تصفيات الحسابات الشخصية و مزيدا من الفوضى و تسيب الأمن. و لكي لا نقع في مطب الركون إلى التصرفات الشخصية أرى أن نلتزم جميعا بالآتي:
1) الرجوع إلى القضاء في جميع القضايا المتعلقة باعتداءات الأفراد سواء بصفة شخصية أو من خلال التشريعات السابقة، على أن تضمن الدولة الليبية جميع حقوق المتضررين إلى أن يصدر فيها الحكم القضائي.
2) تتكفل الدولة بتعويض كل من تضرر بإجراءات حكومية بنيت على التشريعات الظالمة التي أصدرها النظام الفاسد في كل ما يتعلق بالخسائر المادية مع استرجاع الأصول الثابتة من مبان و عقارات و أملاك و أراضي.
3) تقوم الدولة بتعويض كل من أصيب أو تضرر أو فقد حياته من خلال معارضته للنظام الفاسد تعويضا مجزيا مرضيا بما يحقق عيشا كريما له أو لورثته من بعده.

رابعا: التعددية السياسية
     
           التعددية السياسية تعني قبول الاختلاف في وجهات النظر السياسية دون تجريم للمختلف أو التفاف على المبدأ العام في أصول العملية السياسية، بمعنى أنه لا يجوز لطرف إذا ملك الأغلبية أن يلغي حقوق الأقليات في الاختلاف و المشاركة أو إلغاء العملية بالكامل. و على سبيل المثال هناك أحزاب تسعى للوصول إلى السلطة عن طريق الانتخابات ثم تنقلب على العملية و تلغي الأحزاب بحجة أن في ذلك تفريق الأمة و هذا أمر خطير جدا.
و للوصول إلى تعددية سياسية في شكل ديمقراطي سليم أرى ضرورة توفر أسس عامة لهذا النشاط تكفل للجميع 
المشاركة في جو وطني يحافظ على ثوابت المجتمع الليبي. و من هذه الأسس الآتي:
1) علنية النشاط السياسي، فلا يجوز في ظل الحرية الكاملة أن يشتغل حزب أو جماعة تحت الأرض، فهذا يضعف اللحمة الوطنية و يمهد لسيطرة الغوغائيين على مجريات الأمور.
2) سلمية النشاط السياسي، فمن غير المقبول داخل نفس المجتمع و في غياب احتلال أجنبي أن توجد تنظيمات أو أحزاب أو جماعات تستخدم العنف بأي شكل من أشكاله.
3) وطنية القيادات السياسية، فهدف النشاط هو مصالح الوطن و بالتالي ليس من المعقول أن يتبع أي تنظيم أو جماعة أو حزب لقيادة خارجية تحت أي مسمى سواء أممي أو إسلامي أو قومي.
4) وطنية الدعوة الفكرية للحركات السياسية، فليس من المعقول رفع شعارات أو أطروحات تدعو إلى تفريق الشعب أو تقسيمه إلى فئات أو إلى تقسيم الوطن أو إلى تجريد المجتمع من عقيدته أو جعلها مدارا للخلافات السياسية. و بالتالي كل الدعوات أو التجمعات الدينية أو المذهبية أو العرقية أو الجهوية أو الإلحادية تمثل خطرا على ثقافة و مكتسبات المجتمع التقليدية.
5) محلية التمويل، فمن غير الصحي قبول أي تنظيم أو جماعة تمويل أو تبرعات من أية جهة من خارج ليبيا لأن مثل هذا إذا حدث يفرض على المتلقين للدعم تقديم تنازلات و خدمات قد تضر بمصلحة بقية أفراد المجتمع.
6) الالتزام بالشرائع و القوانين المحلية المنظمة للعمل السياسي تحت كل الظروف.
7) الانتشار الأفقي على أرض الوطن، فلا يجوز أن يكون النشاط إقليميا أو جهويا أو قبليا بحيث تتضح فيه ملامح التكامل الوطني، و يتوفر له الحد الأدنى من العدد المطلوب لترخيص النشاط. و هذا يكفل مصداقية التمثيل السياسي و ينقذ البلد من التشرذم السياسي في تنظيمات قزمية.
8) الالتزام بمبادئ فكرية كجوهر لأي تنظيم و الابتعاد عن الشعارات الجوفاء و تكرار التجارب الصنمية و التي تنتهي بسيطرة الأقلية و العائلة ثم الفرد الطاغوت. علينا أن نستوعب الدرس من شعارات الانقلابات العربية و تحويلها إلى مبادئ وهمية وصلنا من خلالها إلى ما نراه الآن.

خامسا: الحكومة الانتقالية الوطنية

        سوف تبرز الحاجة إلى تشكيل حكومة وطنية انتقالية في خلال الأيام القليلة القادمة و هنا يجب التأكيد على أنه
في ليبيا كفاءات ليبية على مستوى عالمي و عالي و لا حاجة للاعتماد على شخصيات ارتبطت بالنظام الفاسد، فكل هؤلاء يمثلون خطرا على التحولات الديمقراطية و تصحيح مسار المجتمع. و لقد دفعنا ثمنا باهظا للوصول إلى هذه النقطة من الزمن فلا تضيعونا.

سادسا: انطلاق العمل السياسي الوطني

        بالرغم من أن الجميع على الساحة الليبية يبدو هادئا الآن، فإنني أعرف أن العديد من التنظيمات السياسية الليبية لديها مشاريع أحزاب سياسية تمت دراستها و إعدادها و لديها أشكال تنظيمية و علاقات تنظيمية و سوف تحاول القفز على الأحداث بمجرد سقوط النظام. بل و أرى لها تحركات منظمة على شاشات القنوات الفضائية للتأكيد على وجودها و إبراز قياداتها و التعريف بها.
 و نحن نحترم الاختلاف في وجهات النظر و لكننا كنخبة وطنية ليبية نحتفظ بحقنا في التحرك على الساحة الليبية من خلال حوار فكري يدعو إلى استحداث تنظيم للنخبة الوطنية في الداخل و الخارج و خاصة بين قطاع الشباب الذي يمثل أغلبية المجتمع في الوقت الحالي. و هدفنا من هذا الطرح هو المشاركة الإيجابية و المساهمة في تشكيل المشهد السياسي الليبي الديمقراطي و كلمة الفصل في النهاية ستكون للشعب في اختيار من يرى فيه القدرة على تحقيق أهدافه بناء على قناعات مشتركة و ليس على مصالح أو مشاعر عاطفية عابرة.
 ولقد قمت بالدعوة إلي تشكيل تجمع سياسي في دعوة وجهتها لحوالي مائتين و خمسين شخصية ليبية في الداخل و الخارج  الذين لدي عناوينهم، و نحن في تشاور بهذا الخصوص و لكنني رأيت أن أفتح الباب لكل من يرغب في المساهمة في هذا المشروع الحضاري وسوف يتم تطوير العمل من خلال النقاش و اعتماد رأي الأغلبية في كل قرار بهذا الخصوص.
 و يمكن لكل من له رغبة الاتصال بنا على العنوان الآتي:
H.watnilibi@gmail.com                           
و نصيحتي لكل من يفكر في ولوج عصر التفاعل السياسي أن يتحلى بالصبر وأن يكون قادرا على إقناع الآخرين بوجهة نظره بشكل أخوي و صادق، و هذه العملية قد تأخذ وقتا طويلا لكي تؤتي ثمارها فنحن نخرج من عهد ظالم و دموي قضى على كل مقومات التفاعل الفكري بيننا. 

Monday, March 21, 2011

The events in Libya


UN Security Council resolution number 1973 has changed the situation in Libya completely. This resolution has saved the lives of hundreds of thousands of people living in Benghazi. A full army battalion was knocking on the city doors when French fighters came to the rescue of Benghazi. Libyans will never forget this favour from France. In addition France is the only country which has given recognition to the Libyan National Council which is leading the efforts to put Kaddafi into history books as a criminal. At this moment I know that Kaddafi’s foreign minister is looking for a country that might give him a refuge with his family. Many poor Libyans who were forced to flee their country because of his crimes: now he is forced to do the same!

Many people wonder how Libyans feel about the international force actions in Libya.  We have to remember that this force came to the rescue in response to the request of the people of Libya. It is a great moment in human history when men and women from several countries risk their lives to save the lives of innocent Libyans. Any reasonable person in Libya should agree to this even if he supported Kaddafi before. The actions of Kaddafi have no equal because no-one has ever murdered his own people before.
The Libyan people are grateful to all the people who stood beside them, but now we urgently need the Irish Government to recognise the Libyan National Council as the only legitimate representatives of the Libyan people.

 As a Libyan living in Ireland, the message I can deliver on behalf of the Libyan people to all Irish people is this “please talk to your representatives that we need not just words but action to support our just stand for democracy and freedom. We need full recognition of the new Libyan democratic state”.
 Ireland is a neutral state and it is very important for us to have strong relations with the democratic regime we hope and expect to be elected in Libya. This will be beneficial for both countries. It will be fruitful for the Irish economy to take part in building a better future for Libya.
---------------------------------
 A letter to the Irish times newspaper

الروح الوطنية و الوحدة الوطنية على المحك

في هذه اللحظات العصيبة من تاريخ بلادنا و الجراح تسيل من غدر الظالم و أعوانه و مع بزوغ فجر جديد و أمل جديد في مستقبل أفضل نجد أنفسنا في مواجهة عدة مؤامرات  تهدد وحدتنا الوطنية و تتحدى مشاعرنا الوطنية من خلال ألاعيب الشيطان و زمرته من الخونة والمرتزقة و العملاء. إنها فتن سوداء كقطع الليل المظلم تخرج علينا بها برامج الإعلام المضلل و يستمع لها ضعفاء النفوس و يقومون ببثها بين الناس. و نرى التضارب في المواقف و الالتفاف على مجريات الأحداث فمرة يخرج علينا فرعون ليبيا ليقول أنه يقاتل ضد القاعدة في المغرب الإسلامي و تارة يخرج علينا ليقرر الانضمام إلى القاعدة في مواجهة الغزو الصليبي. تارة يهددنا هولاكو ليبيا بالقتل و الدمار و تارة أخرى يبكى على دمار دياره. في الصباح يهددنا بالقبائل و في المساء يؤسس لمسيرة المليون قبائلي لصلح لا أساس له من الصحة إلا عودة دراكولا لامتصاص دماء الليبيين و أموالهم.

و لقد مرت بلادنا بلحظات حالكة في السواد عند ما كانت كتائب ألقذافي الإرهابية تهدد مدينة بنغازي، و قد وصف احد مواطني بنغازي بأن طول الرتل العسكري المتوجه إلى بنغازي كان كيلومتر على الطريق العام. و شرعت هذه القوات الغاشمة برجم بنغازي بالراجمات و المدفعية و قامت بعض الوحدات المتسللة من عدة ايام بين الناس في ملابس مدنية قامت بإطلاق النار على المواطنين العزل و في وجه هذا كله صمدت بنغازي و أصر الثوار على موقفهم الوطني الثابت من اجل تحرير ليبيا كاملة من الطاغوت و أعوانه. كان الناس يدافعون و يصلون و يكبرون و يطلبون العون من الله ثم من كل إنسان له ضمير في العالم. و بالفعل جاء الفرج في شكل تحرك دولي إنساني من أجل إنقاذ الشعب الليبي و بدا قصف القوات المعتدية و المتقدمة إلى بنغازي، ثم هاهي القوات الدولية تواصل ضرباتها النوعية لمراكز القيادة و السيطرة و التحكم لجيوش المرتزقة و عملاء الطاغوت. و كل الصور التي خرج علينا يها عملاء ألقذافي عن المصابين هي تلفيق و بهتان فهم كانوا يجمعون جثث الشهداء  من الشوارع أيام الأحداث وهاهم الآن يخرجونها ليقولوا أنها إصابات من القصف الجوي؛ على جميع الإخوة الانتباه إلى هذه الجريمة النكراء و التي يعبث النظام فيها بجثامين الشهداء و الرائحة المنبعثة من بعضها تدل على أنها لم تحفظ في مكان يليق بأصحابها، إنها جريمة أخرى تضاف لجرائم هذا النظام الفاسد.

 إن الجيش الذي يأتمر بإمرة الخائن ألقذافي ليس جيشا و وطنيا  و كل جندي أو ضابط يتقدم باتجاه مصراتة أو الزاوية أو زواره أو الزنتان أو بنغازي هو خائن و عميل حتى في غياب قوات المرتزقة؛ أما من يستعين بالمرتزقة و يقاتل إلى جانبهم فهو خائن لوطنه و لا يختلف عن أجداده الذين قاتلوا مع الطليان ضد المجاهدين في أيام تحرير ليبيا. و على كل قبيلة أو عائلة ليبية أن تتبرأ إلى الله قبل الشعب من هؤلاء الخونة ثم تنضم إلى جانب الحق ألا و هو جانب الشعب الليبي. و نحن لا نأخذ كلام أزلام ألقذافي ممن يدعون التحدث باسم ورفله من المفسدين في ليبيا على أنه الحقيقة، فورفله لها تاريخ و رجال صنعوا هذا التاريخ و فيها شرفاء نعرف لهم قدرهم و مكانهم في اللحمة الوطنية و ندعوهم للوقوف إلى جانب الشعب الليبي كما عهدناهم دائما.
      
و من الآخر هناك إجماع وطني على إنهاء ألقذافي و زبانيته و على كل الليبيين المشاركة في هذه المعركة الوطنية. و بعيدا عن القبلية و القبائل و أساليب الخداع التي خرج علينا بها سمسار الدعوة الإسلامية أو المواقف المشبوهة لسماسرة الجامعة العربية و تجار القومية الغوغائيين نتوجه بالدعوة إلى جميع المواطنين في مدن غرب ليبيا التي لم تتحرك قبل هذا التاريخ ندعوهم إلى التحرك السلمي و الخروج إلى الشارع و الانضمام إلى مسيرة الثورة الوطنية و ليكن موعد التحرك و اللقاء و التلاقي في طرابلس يوم الجمعة القادمة، و لتكن جمعة الوحدة الوطنية و الخلاص من هذا المجرم.

و على أساتذة و طلاب الجامعات و رجال القضاء و حكماء المدن أن ينحازوا إلى جانب دعوة الحرية، و دعوة الخلاص و دعوة المستقبل الأفضل و دعوة الضمائر الحية و يتقدموا الصفوف من أجل هذا المشروع الوطني. علينا جميعا أن نهب هبة رجل واحد فهذا النظام دمر الحاضر و يسعى لتدمير المستقبل. على جميع الشباب الانخراط في العمل الوطني السياسي من أجل المساهمة في بناء ليبيا الحرة، ليبيا المستقبل السعيد، ليبيا الأمان، ليبيا الجميع.

إن مشروع تقسيم ليبيا قائم في راس المجرم ألقاذفي و أبناءه و مرفوض من كل الشعب الليبي و من كل الشعب العربي. و ليس أدل على خيانة ألقذافي من دعوته هو و ابنه زيف إلى مشاريع التقسيم و التجزئة و خطة قتالهم كانت ترتكز على هذا المشروع فهم يراهنون على الاستمرار في الحكم و لو على أشلاء كل ليبي و ليبية و لو على أي جزء من تراب ليبيا و لكن هيهات و هيهات لهم في هذا أن يتحقق.

    و في الختام أقول لكم إن المعركة هي معركة مصير بالنسبة لكل ليبي و ليبية و لم و لن تنتهي إلا بتأسيس دولة ليبيا الحديثة و الديمقراطية بمجهود كل فرد منا فلا تنتظروا من أحد أن يقرر بالنيابة عنكم، و علينا جميعا خوض المخاض السياسي من اجل عصر جديد ينعم فيه جميع الليبيون و الليبيات بالعدالة و المساواة و الحرية. و ليبيا تنظر إليكم و تنتظر منكم موقفا  وطنيا يزيح عن كاهلها مخاطر التشرذم الوطني في النفوس قبل حدوثه على الأرض فهبوا لنجدة أمكم الحبيبة ليبيا؛ و اعتصموا بحبل الله و لا يفرقنكم الشيطان و أزلامه.

Tuesday, March 15, 2011

قراءة في الموقف العسكري العام لمعسكر الطاغوت

بإلقاء نظرة متفحصة على مسرح العمليات العسكرية و من متابعة التطورات على ارض الميدان يمكن القول أن الوضع العام بدأ يميل لصالح الثورة و الثوار بدرجة اكبر من ذي قبل، خاصة بعد تنظيم قوات الثوار و تكامل نشاطها مع المجهود العسكري لقوات الجيش الوطني الليبي. و أنا في هذه القراءة لا أقلل من قدرات معسكر الطاغية في الوقت الحالي لكن أقول مع مرور الوقت و انعدام الإمدادات من الخارج في ظل تمكن الثوار من تطوير و تحسين القدرات و الأسلحة نوعا و كما فإن الكفة ستميل بالتأكيد لصالح معسكر الحق و الحرية و العدالة. و كلما ركزنا جهودنا و قمنا بضربات قاتلة لقوات الإرهاب في نقاط ضعفها تأكد انتصارنا عليها في أسرع وقت و بأقل الخسائر.

نقاط القوة لدى معسكر ألقذافي

    يملك معسكر ألقذافي بعض نقاط القوة المرحلية و لكنها سوف تساهم مع استمرار الصراع في خسارته هو و أذنابه و منها:
أولا: الرهائن المدنيين
إن نظام ألقذافي القمعي قام باختطاف الدولة الليبية و بشكل ممنهج طوال أربعة عقود و تحول الشعب إلى رهائن في يده، و هو لا يختلف عن أي مجرم أو عصابة اختطفت سفينة أو طائرة و تحجز رهائن لضمان سلامة الهروب. و لكن هذه الرهينة قد تقلب الوضع عليه إذا تحرك جميع المختطفين داخل معسكر باب العزيزية و حوله في طرابلس و المدن المجاورة بتنسيق عام، عند ها قد تقع ضحايا و لكن المجرم سوف يهزم. و لنتذكر جميعا أن جميع المدن الشرقية كانت رهائن لديه بما فيها من مدنيين و جنود و ضباط من الجيش و لكن تضحية الشباب فجرت الموقف و انضم الجميع إلى جانب معسكر الحرية. و هذا الرهان مفتوح بالكامل لأهلنا في طرابلس و إخوتنا  داخل معسكر باب العزيزية و في جميع الكتائب التابعة للقذافي.
ثانيا: السبق في التخطيط للمعركة
لقد دأب ألقذافي على الإعداد لهذه الأيام من زمن طويل فقام بإضعاف البنية التحتية للمنطقة الشرقية من جميع الجوانب، حتى قوات الجيش فيها هي أضعف تسليحا و عددا بالإضافة إلى إهمال المنطقة تنمويا. و هو بهذا كان ينوى جر بقية المناطق ضدها بدعوى الانفصالية و التي هي غير واردة إلا في تفكيره المريض. ففي أحد اجتماعات قادة اللجان الثورية منذ عدة سنوات قال لهم: سوف تخرج المنطقة الشرقية من أيدينا و علينا أن نصحح وضعها بالتنمية. و لكنه في حقيقة الأمر في تحليلي كان يعد  أذهانهم لاحتمال الانفصال، و الدليل على ذلك أنه لم يقم بأي شيء منذ ذلك التاريخ. و انقلب هذا العامل ضده عند ما انضم رجاله في المنطقة الشرقية إلى مسيرة الثوار و سوف يتكرر هذا في جميع مناطق ليبيا الحبيبة.
ثالثا: المال و الحرب الإعلامية
منذ عدة سنوات كان يسعى في حركة استباقية للأحداث في شراء الذمم من خلال خلق طبقة ترتبط مصالحها معه من الداخل و الخارج فسهل الرشاوى و العمولات و هي ثابتة لديه و يعلم بها، كما أنفق الملايين على شراء النفوذ في الخارج حتى بين بعض فئات المعرضة التي ارتبطت مصالحها به من خلال صفقات تجارية مغرية. كما قام بتجنيد العديد من أبواق الدعاية لتلميع صورته و صورة أولاده و في نفس الوقت للتأثير على معنويات أهلنا بالداخل و الخارج. و لقد وصل الأمر إلى التحكم في قطاع الاتصالات و تسخيره لصالحه من خلال إرسال رسائل لكل الهواتف المنقولة في ليبيا في شكل دعايات إرهابية للشعب. و لكن الأحداث على ارض الواقع سوف تدحض هذه الدعاية و تجميد الأموال سوف يقضي على دورها في المعركة.

نقاط الضعف في معسكر ألقذافي

مثل ما لديه بعض نقاط القوة مؤقتا فلديه نقاط ضعف مزمنة و يمكن تسخيرها و استغلالها في المعركة في القضاء عليه و منها:
1) معظم المعدات التي يمتلكها قديمة و التدريب عليها ليس جيدا. فعلى سبيل المثال لا يوجد تدريب للقوات الليبية على القتال الليلي و لا يوجد تدريب جدي على فنون الرماية بالأسلحة المختلفة، كما لا يوجد تنسيق كامل بين القطاعات المختلفة.
2) خطوط الإمداد طويلة و لو تحركت بعض المدن مثل زليتن و مصراتة لقطع طرق الإمداد فسوف يتم عزل سرت. كما أن قيام بعض الأفراد ببعض العمليات التخريبية مثل حرق ناقلات أو محطات الوقود سيساهم في إضعاف القدرة القتالية على  محور راس لانوف و سرت.
3) الروح المعنوية لجنوده متدنية جدا، فهم يقاتلون ضد رغباتهم أو تحت تهديد، و قوات المرتزقة يقاتلون من أجل المال و لا يريدون أن يموتوا. و على الثوار إعطائهم الأمان إذا سلموا أنفسهم بأن يترك سبيلهم بعد انتهاء العمليات. و المرتزقة الذين يستخدمهم هم من النوع الفوضوي و الغير محترف و في كل ألأحوال يشهد التاريخ بأن كل من استخدم المرتزقة خسر الرهان.
4) مع امتداد زمن العمليات سوف يحدث نقص في المواد الغذائية و الوقود بمنطقة طرابلس و عند ها لن تستطيع قواته الحركة، و فعلا بدأ تحديد كميات الوقود لكل مواطن من الآن.
5) يستخدم ألقذافي طيارين مرتزقة من سوريا و صربيا و غيرها من الدول و هم لا يريدون الموت في ليبيا، و الحرب النفسية معهم قد تنجح في إقناعهم بالهبوط في المناطق المحررة إذا تخلصوا من ذخائرهم و يعطون الأمان على أنفسهم.
6) ضعف منظومة السيطرة و التوجيه فلا توجد غرف عمليات متكاملة و يتضح ذلك من البيانات الصحفية و تغيير الأشخاص بما يعني فقدان الثقة في النفس و في الأعوان. كما يتضح ذلك من خلال فشل العمليات العسكرية على جميع الجبهات، فلم ينتصر هذا المعسكر في أي موقع إلا بشكل مؤقت ليعود ليخسر. و هو في النهاية خاسر لكل أبناء الشعب الليبي.
7) وجود مقاومة سلبية غير منظمة في المدن المحاصرة و يمكن للثوار الاستفادة منها إلى حد كبير في تقريب نهاية هذا النظام الغاشم. فعلى سبيل المثال لو تكاتف كل الأهالي في وضع أجهزة الراديو في كل البيوت على إذاعة القرآن الكريم من القاهرة على أعلى صوت بحيث تزلزل المدن بالقرآن فسوف يساهم هذا في إنذار كل أتباع النظام بأنهم خاسرون و أن جميع الشعب ضدهم، هذه عملية استفتاء غير مباشر على أهلية النظام للحكم.
          
و في الختام علينا أن نكون على يقين من النصر، و إن نصر الله لقريب فنحن نقاتل من أجل قضية عادلة و هدفنا    هو إقامة دولة عصرية تكفل للجميع العيش الكريم و العدالة و المساواة و الحرية.
 و يجب أن لا نعتمد على أحد سوى تضحياتنا و إيماننا بعدالة قضيتنا و سوف ينحاز لنا كل الشرفاء من العالم بعد ما نصبر و نصر على عدالة مواقفنا. و المثل الليبي يقول : اضرب منقارك ما ينفع زيو.



Friday, March 11, 2011

السلف مردود يا أعداء ليبيا

       يعلم القاصي و الداني عدالة قضية الشعب الليبي و يعلم ظلم النظام الفاسد. القاصي و الداني يعرف حجم القوة التدميرية لقوات الإرهابيين في ليبيا و كلهم يعرف إمكانيات الشعب الليبي المعتمدة على المشاعر الوطنية و إصراره على تقرير مصيره و نيل حريته و تحقيق كرامته. كل العالم تأذى من جرائم ألقذافي و زمرته من القتلة و الإرهابيين و أعداء الحرية و يعرف حجم الأذى و الدمار الذي لحق ببلادنا الحبيبة طوال أربعة عقود من التعسف و الظلم و الظلام، مع كل هذه الحقائق لا زلنا نرى من يقف إلى جانب الطاغية من الداخل و من الخارج. و نحن نقول لهم السلف مردود يا أعداء ليبيا، السلف مردود يا أعداء الشعوب، السلف مردود يا خونة، السلف مردود يا سمسارة.

السلف مردود يا خونة ليبيا

ذات صباح في أيام حصار مدينة درنة خلال حقبة انتفاضة الجماعة المقاتلة فيها و صلت قوى الأمن إلى أحد البيوت لتفتيشه فخرج عليهم رجل طاعن في السن يتكأ على عكازه و قال لهم: السلف مردود ياخوتنا. عندها شعر الضابط بغصة، و لم يعقب عليه و لكنه قال لزميل له بعد رجوعه إلى مدينته: الآن عرفت أن النظام قد لعب بنا. و الحمد لله أننا لم نقتحم بيوتهم لنهتك سترهم و لكننا ندفع الثمن بخيرة شبابنا لتحرير بلادنا و تحريرهم من حكم الطاغوت، و الله أدعو أن يكون هذا الضابط قد انضم للثوار فهو حسب علمي يعيش الآن في الزاوية الصامدة. و أقول لأخوتنا في القوات المسلحة و الأمن عفى الله عما سلف في كل خطأ عام ارتكبتموه قبل 17 فبراير 2011م و لكن من يصر على موقفه الآن لن نرحمه و لن ننسى له هذا و سوف نرد له الصاع صاعين.
و أنا هنا أدعو كل الأخوة في الخارج إلى توثيق المواقف و الخيانات بالصوت و الصورة لكي نحاسب كل من أجرم على قدر جريمته. لا تضيعوا الوقت في السخرية و الازدراء بهم ثبتوا الأحداث يوميا. يجب أن نعرف موقع كل الخونة و مواقفهم، فهم يدافعون عن مال سرقوه أو مناصب استولوا عليها أو كي يخفون جرائم ارتكبوها في حق الشعب و سوف يرحل الطاغية و يتركهم لنا و بين أيدينا.

السلف مردود يا بشار الأسد

إن الموقف الخبيث لحكومة البعث في سوريا و إمدادها للقذافي بالرجال و السلاح لن ينساه شعب ليبيا الذي أمد الجيش السوري بمئات الدبابات و عشرات الطائرات على آمل تحرير الجولان و فلسطين و لكنها ضربت حماة. على مدى عشرات السنين دعمنا المجهود الحربي السوري ليقلب حرابه إلى صدورنا. تبا للبعث و أزلامه، تبا للخونة و العملاء و قتلة الشعب السوري.
 و السلف مردود يا أسد فلن يقف الشعب الليبي مكتوف اليدين إذا هبت رياح التغيير في سوريا النضال، سوريا الرباط.  ومن هنا ندعو الشعب السوري للخروج في مسيرات و مظاهرات لتأييد الشعب الليبي و لنفض الغبار على الحكومة المحنطة في دمشق، حكومة مصاصي دماء الشعب السوري و إلقائها في مزبلة التاريخ كما تستحق ، و سوف يتسابق العالم كله لنصرتكم.

السلف مردود يا بو تفليقة

لم نكن نتصور أن الجزائر سوف تخذلنا و تبعث مقاتلين لإعانة ألقذافي علينا. لم نكن نتصور أن تسمح الجزائر بدخول المقاتلين و تعارض طلب الشعب الليبي في منع الطيران على ليبيا . كل هذا لسبب واحد فهم يخشون من نفس المصير. إنها صدمة لنا من حكومة الجزائر التي نحمل لأهلها حبا خاصا و خالصا في قلوبنا، فكل ليبي كان يتمنى أن يكون جزائريا كي يساهم في تحرير الجزائر. و نقول لجنرالات الجزائر إن موعدكم قريب فعليكم بربط الحقائب و حجز بيوتكم في فرنسا فالشعب الجزائري البطل لا يرضى بما تقومون به وإن غدا لناظره قريب.
 و أدعو الشعب الجزائري للخروج عن بكرة أبيه لتأييد الشعب الليبي و القضاء على الخونة و عملاء الاستعمار.

السلف مردود يا جامعة الدول العربية

لقد عكفت جامعة الدول العربية في كل لقاء لها على التأكيد على احترامها لأمن و سلامة الدولة العبرية و الشعب العبري و لكنها تعجز عن اتخاذ موقف مماثل عند ما يتعلق الأمر بالشعب الليبي. فتتأجل الاجتماعات و تكتفي بمواقف هزيلة. و أنا أطالب هنا بموقف ليبي منها بعد أن تنتهي أزمتنا فنحن لسنا بحاجة لجامعة لدول القمع العربية و لا يشرفنا أن نجلس مع من يقتلون شعوبهم.

السلف مردود يا أفريقيا


يعرف الأفارقة قبل غيرهم كرم و سماحة الشعب الليبي في معاملة الغرباء و دور الليبيين في افريقيا عبر العصور، كانوا دعاة للتوحيد و رحمة لكل الناس و على دول أفريقيا أن تعرف أن الشعب الليبي لن ينسى من خذلوه وقت الشدة من تشاد و مالي و النيجر و كينيا و غيرهم و سوف نسترد كل مليم صرفه الشعب الليبي عليكم.

Tuesday, March 8, 2011

السلبية و الظلامية و دورها في تخلفنا


       لقد كان للسلبية دور قاتل في مجتمعنا خلال العقود الماضية عند ما كان الجميع ينتظرون من مجهول أن يأتي لإنقاذهم، و لقد رأينا كيف كان دور الإيجابية في التفاعل مع الأحداث خلال الأسابيع القليلة الماضية في تغيير مجرى الأحداث في المناطق المحررة أو المدن الصامدة و المجاهدة مثل الزنتان و مصراتة و الزاوية بينما تنتظر بعض المناطق الأخرى الوقت الإضافي كي تدخل إلى جانب الرابح  و تنضم إليه و هي بذلك تخذل الانتفاضة حتى و إن لم تقاتل ضدها. و لا أجد حرجا في أن أقول من أراد الحرية عليه أن يتحرك و يساهم و لا يجلس في بيته و يطلب من المدن الأخرى أن تضحي بشبابها من اجله، كي يعود إلى مكاسبه و استمتاعه بخيرات الوطن.
و أوضح مثال على آثار السلبية القاتلة ما يقوم به الجنود و الضباط الذين يجلسون داخل كتائب  النظام حنى يطلب منهم إطلاق النار على الثوار أو المدنيين العزل فيرفضون طاعة الأوامر و يتم إعدامهم بدم بارد، فهم كانوا يتوقعون أن ينتصر الثوار قبل أن يدخلوا في المواجهة، و يسطرون موقفا جبانا فلا ينضمون لقوى الشعب. و من سيغفر لجنود و ضباط القوات الجوية الذين يحملون الطائرات بالقنابل أو يقصفون المدن، من سيغفر لهم هذه الخيانة. و أنا أتوقع محاكمات بالجملة لكل من خان الأمانة من مدنيين و عسكريين بعد انتهاء الاشتباكات و سقوط النظام.
 و السلبية مثل ما هي قاتلة في مجال العمل الفعلي فهي اقتل في مجال الفكر و متابعة الأحداث و تحليلها، فنجد الكثيرين ممن يتركون شبكة المعلومات للعب الأطفال أو لا يتابعون الأحداث و لا يشاركون برأي بل يخافون من إبداء الآخرين للرأي.
 و لو تمعنا في السلبية قليلا لوجدنا أنها تنبني على ثلاثة أسس، الأول هو النظرة المصلحية أي البحث عن المصالح الشخصية بالدرجة الأولى في أي موقف أو حدث و قد يقول لك احدهم: أنا ليس لدي مصلحة في هذا الكلام بكل صراحة، ثم تراه يركض إلى القنوات الفضائية و يتكلم بمعلومات غير صحيحة.
 ثم يأتي في المرتبة الثانية الخوف على الأقرباء و الأهل أو النفس و هذا أصله الجبن و ضعف الإيمان فالمرء لا يموت إلا في يومه، و أما الثالثة فهي الجهل و الناس أعداء لما جهلوا فتجد المرء يرضى بما يعرف و لو كان فيه ذله بل و يخشى عليه من التغيير.
و مع تطور الأحداث للأفضل بإذن الله فان الجميع مدعوون للمشاركة الايجابية في صنع الأحداث و تغييرها بما يخدم مصلحة الوطن. وفي كل موقع نحتاج لمن يعمل و يتحرك و ينتقد و يسدد القرارات إلى الصواب. و علينا تجنب المزايدة و التخوين و الدفاع الأعمى عن أولي القربة أو أصحاب المصلحة المشتركة.
أما ما هو أسوء من ذلك فيكمن في الروح الظلامية و التي تتمثل في فريق من الناس يلمز و يطعن في الآخرين من وراء نقاب و ليس حجاب. فيضع اسما مستعارا و يهاجم و يسب و يلعن و هو في مأمن من الرد أو حتى معرفة خلفياته التي ينطلق منها و يبني عليها هجومه. و قد نجد عذرا لمن يشارك برأي
سديد و لكنه يخاف على سلامته و لكن عند ما يكون الأمر محاربة و طعن في العديد من الصادقين فإن الأمر يتحول إلى جريمة و الناشر لها مشارك فيها و يتحمل أوزارها مع الفاعل.
و مع انبلاج فجر الحرية و اختراق حواجز الخوف و جدار الصمت فإن الجميع مدعوون للمشاركة العلنية بأسمائهم الفعلية و صورهم و عناوينهم الصحيحة و عندها فقط تظهر المصداقية و يكون للرجال مقال و مقام و مواقف و يحجب السفهاء و يحجر عليهم. علينا أن نطالب بالشفافية و قبل ذلك علينا أن نمارسها، فكيف نطالب بحق نحن لا نؤديه لغيرنا. و إذا أردنا أن نتقدم فعلينا أن نتقبل النقد بصدر رحب و نقبل بالرأي الآخر و عندها سوف نعرف المعنى الحقيقي للحرية و المساواة.
 أما روح الخداع المتمثلة في ترك الحبل على الغارب حتى تحين الفرصة للانقضاض على الأمور فهذه عقلية انقلابية لا نريدها في مجتمعنا. علينا أن نبني كل خطوة نمشيها على الحق و بالحق و العدل فما بني على باطل فهو باطل آيل للزوال و لو بعد حين. و إذا كان الكذب ينجي فالصدق أنجى و أنجى.
        هذا على مستوى الأفراد أما على مستوى المؤسسات فيجب اعتماد الشفافية الكاملة و خاصة في القرارات المصيرية، فلا يعقل أن تدار الأمور في ظل تعتيم إعلامي فلا نعرف من حضر و لا من ناقش و لا من قرر و لا من اعتمد القرار. كيف ترضون بوصاية مجهولة و غير شفافة، و ربما كان هذا مقبولا في المرحلة الأولى لكنه يجب أن لا يستمر. إننا نطالب ببيانات صحفية عامة تشرح المواقف و الإجراءات عند كل حدث لكي يعرف الشعب الحقيقة و لنعلم جميعا أن الثقة العمياء و تغييب الشعب هو الذي قادنا إلى المهالك. كما أنه من حقنا معرفة خلفيات الأحداث و أسباب الأخطاء و التجاوزات و من حقنا محاسبة من يقصر و المطالبة بتنحي من لا يملك ثقتنا بل أقولها بصراحة : إننا سوف نطالب بمحاكمة من ساهم في كبت الحريات من الذين كانوا يكتبون التقارير في الشرفاء من أبناء ليبيا، و لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، و حقوقنا لا تسقط بالتقادم. 

Sunday, March 6, 2011

ثورة فبراير

17 فبراير 2011 م

الشاعر احمد ابراهيم

يوم سيخلد ذكره في صفحة المجد العلية
قد سطٌرت كلماته بدم وأرواح زكيٌة
شعب من الجرذان في جنح الليالي السرمدية
خرجت إلى ملك الملوك لتشتكي ظلما وتفضي بالقضيٌة
وإذا بجيش الشعب يحصدهم بلا أدنى رويٌة
جيش تجمع من بقاع الأرض تدفعهم دولارات سخيٌة
فتسابق الفتيان في ساح الشهادة من سيفضي بالقضيٌة
لم يكتبوها في الصحائف بالمداد ولا الحروف الأبجديٌة
بل اودعوها في الصدور تبثها نفس أبيٌة
حُبست على طول السنين الأربعين الجاهلية
فتفجٌرت من غيظها وتناثرت منها القضيٌة

في ذمة التاريخ نحسبهم من الشهداء لم يرضوا دنيٌة
ويراهم الجلاد جرذانا تحركهم أياد أجنبية
أو هم شباب قد تعاطى فانتشى بالنرجسيٌة
أو هم دراويش تقمٌلت اللحى منهم وهم شرٌ البريٌة
أو هم أصوليٌون يأتمرون للإرهاب والمُثُل الرديٌة
قل لي بربك كيف يحمل هؤلاء جميعهم نفس القضيٌة
كيف التقى الأضداد والفرقاء في كل النقاط المفصليٌة

ماذا أقول لجاهل قد جاء يهذي وهو يختزل القضية
وإذا بجعبته تفيض بما تقادم من هراء مع وعود مخمليٌة
يا ويحه نسي القناع فما ترى الاٌ ذئيبا قد تشبٌث بالضحيٌة
وتراه يعوي زاجرا ومزمجرا بسجيٌة وغريزة همجيٌة
وأتى أبوه مكشٌرا عن نابه بمخالب و بصورة وحشيٌة
يلغ الدماء مهددا ومؤججا نار الأتون بفتنة قبليٌة
متوعدا ليبيا بآخر طلقة ما لم تعد ليبيا إليه مطيٌة

افنيت عمرك يا معمر في الخراب وفي المجازر
وجعلت شعبك مثل فأر للتجارب في المخابر
أهدرت مال الشعب أوردت البلا د الى المخاطر
روعتهم شرٌدتهم وبنيت شعبا تائها في الأرض حائر
وهديتهم سبل النفاق الى الضغينة والتدابر
وجبلتهم بالخوف فرٌقت العباد الى محاور
وبقيت انت المجد، يحيى الشعب، يحيى من ينافق أو يكابر

سخٌرت شعبك للتجارب في مقولات جديدة
وكتبت الوانا من الهذيان في كتب عديدة
كتبٌ ستلقاها امامك في صناديق القمامة يا لها كتب رشيدة
وهناك مثلك سابقون. ستلتقى نيرون يكتب في القصيدة
ما ضرٌ روما حرقها من أحمق وكذا طرابُلْسُ العريقة والعتيدة

يا شعب ليبيا شمروا للجد. خلف البحر شطئان السلامة
قد لاح نور الفجر يجتث الدجى يمحو ظلامه
وغدا ستشرق شمس ليبيا في السماء فلا تغطيها غمامه
وسيُرفع الشهداء للتاريخ يذكرهم الى يوم القيامة
وتُكسٌرُ الأوثان في الطرقات تلقي في القمامة
 والساحر المفتون يسقط شاخصا يهوي ندامة
وستخرج الجرذان من سحر المشعوذ بالسلامة
شمٌ الأُنوف تراهموا رمز المروءة والشهامة
فاسبشري يا ليبيا بالنصر فالشهداء مفتاح الكرامة

يتبع
الشعب ينتصر باذن الله


Saturday, March 5, 2011

ثورة فبراير و تحديات المراحل القادمة

        
            لقد واجهت ثورة فبراير العديد من التحديات في الداخل و استطاعت أن تتغلب عليها بفضل تضافر الجهود و بتوفيق الله سبحانه و تعالى. و سوف تفرض المراحل القادمة على هذه الثورة تحديات أكبر كما و كيفا و تنوعا في الخارج و الداخل و علينا أن نستبق الأحداث و نستشرف الأيام القادمة و نتناول بعض جوانب أبرز هذه التحديات.
أولا: شكل الدولة الليبية
           يوجد شبه إجماع على أن الدولة الليبية يجب أن تكون برلمانية دستورية و يقرر تكوين و استمرارية حكومتها و يحاسبها برلمان منتخب. أما شكل الدولة الليبية فسوف يتأثر بتجارب الشعب الليبي السابقة. فالشعب الليبي عرف ثلاثة تجارب الأولى كانت في دولة الاستقلال الملكية ثم الجمهورية التي تأسست بعد الإطاحة بالنظام الملكي و ما رافقها من استبعاد لجميع القوى الوطنية و تغييب للدستور و أخيرا ما يسمى بالجماهيرية و التي تحولت إلى نظام إقطاعي قبلي متخلف ثار الشعب عليه و لا يمكن الرجوع إليه مهما كان الثمن. و هنا تبرز الحاجة إلى حوار وطني يعقبه استفتاء للشعب الليبي للاختيار بين النظام الملكي أو النظام الجمهوري و تحديد اسم الدولة الرسمي و وضع دستور لها. على أن يتم انتخاب لجنة تأسيسية لوضع الدستور و عرضه على الشعب في استفتاء عام.
ثانيا: الحياة السياسية
 يتطلع الكثير من المثقفين و المثقفات إلى بعث حياة سياسية قانونية و علنية تساهم في دفع عجلة التقدم الاجتماعي و السياسي للدولة الفتية. و يمكن رؤية حراك سياسي خلف الكواليس للتنظيمات التي حاربها النظام المخلوع و لكي لا تنفرد فئات معينة بالميدان يجب على الجميع التفكير في تحديد توجهاتهم السياسية و التأطر في تجمعات يمكن لهم من خلالها المساهمة في الحياة السياسية، و الدستور المرتقب سوف يقوم بتقنين هذا الأمر. كما أن جميع الفئات المهنية مدعوة لإعادة تشكيل أطرها المهنية بشكل حر و مستقل عن تدخلات الدولة كي تشارك في حماية الثورة و تتمكن من حماية حقوقها المهنية.
ثالثا: حرية الإعلام
 مع تحرر الشعب الليبي و تمكنه من مقدراته يجب تحرير الإعلام بالكامل من سيطرة الدولة فيجب أن تختفي من حياتنا الصحف و وسائل الإعلام المملوكة للدولة، و عندها سيبقى في الميدان القادر على تلبية رغبات الشعب و طرح قضاياه بكل صدق و تجرد و تختفي من حياتنا أبواق الدعاية الرسمية، و تُزال عن كاهل المجتمع المبالغ التي تصرف عليها.
رابعا: الحياة الاقتصادية
 لكي تتوفر للدولة أسس الاستقرار و الاستمرارية يجب علينا بعث اقتصاد إنتاجي يشجع على الاستثمار و يحمي حقوق الجميع، و من المهم بمكان في هذا الشأن إعادة القيمة الحقيقية للدينار الليبي بسعر الصرف المعهود قبل ارتكاب ألقذافي لجريمة لوكربي. و عندها سوف تفرج أزمة ارتفاع الأسعار و تتحسن فرص المنافسة الاستثمارية للمواطنين. و هنا كذلك يجب أن ترفع الدولة يدها عن قطاعات الاستثمار و التجارة إلا في ما يخص توفير مخزون استراتيجي للأمن الغذائي. هذا بالإضافة إلى إعادة النظر في مرتبات موظفي الدولة و إعادة تنظيم قطاع الضمان الاجتماعي.
خامسا: تحقيق العدالة و المساواة
أهم سبب في قيام ثورة فبراير هو تحقيق العدالة بين الناس و المساواة بين الناس في كل مناطق ليبيا الحبيبة، و لن يتحقق هذا إلا باستعادة الحقوق المسلوبة أو المهضومة بجميع أنواعها بدءا بالأموال التي سرقها المسئولون السابقون و أقاربهم على جميع مستويات النظام الفاسد، و كذلك الحقوق التي اغتصبها الأفراد في ظل التشريعات الظالمة. ناهيك عن محاسبة من أجرموا في حق المسجونين السياسيين أو الذين خانوا الوطن و انحازوا إلى جانب ألقذافي في مرحلة الثورة أو محاسبة من سرقوا ثروات الشعب و استغنوا بطرق غير مشروعة على أن يتم هذا من خلال مؤسسات قانونية مستقلة و عادلة.
سادسا: إعادة هيكلة الدولة
لقد تعرضت الدولة الليبية خلال العقود المنصرمة لمؤامرة قذرة قضت على معظم مكونات النظام الإداري و حولتها إلى نوع من الهمجية و القرصنة أدى إلى اختطاف المؤسسات و تحويلها إلى شركات خاصة أو مؤسسات قبلية أو عائلية. و إصلاح هذا الأمر يحتاج إلى خبرة و إعادة تأهيل و تدريب للعاملين ثم فصل الإدارة الحكومية عن الحياة السياسية بالكامل في المستقبل. و أول خطوة في هذا المشوار تبدأ باستبعاد العناصر المفسدة من أعضاء اللجان الثورية ألقذافية و رجال الأمن ألقذافي و محاسبتهم على ما اقترفوا من جرائم في حق الشعب الليبي.
ثامنا: حماية الوطن
تحتاج ليبيا في المرحلة القادمة إلى إعادة تأسيس و تدريب و تسليح جميع قطاعات القوات المسلحة و توجيه قدراتها لحماية الوطن و تصحيح عقيدتها القتالية بما يحقق هذا الهدف. كما أن أجهزة الشرطة بحاجة ماسة إلى إعادة تنظيم و إلى تطوير إمكانياتها بما يخدم مصلحة الشعب فعلا من خلال تحديث أساليبها بما يتناسب و دورها الجديد. و هنا كذلك يجب إبعاد جميع العناصر الموالية للقذافي أو التي أجرمت في حق الوطن من المفسدين و أعضاء حركة اللجان الثورية القذافية.
تاسعا: المصالحة الوطنية
المصالحة الوطنية ممارسة حضارية يجب أن نبدأ في ممارستها بعد هذا التغيير الشامل كما أننا سنحتاجها عند الخروج من كل انتخابات عامة، ففي العادة قد تتأثر بعض الفئات بسبب بعض الخسائر التي قد تلحق بها و بالتالي من الضروري بمكان أن نطمئنها أن ما حدث كان ضروريا من أجل المصلحة العامة، و أن كل مواطن له مكانه و مصلحته سوف تراعى. و أن الوطن للجميع.
 كما أنه من المفيد بعد الثورة صرف تعويضات مجزية لكل من تضرر من العهد المباد و يمكن تنظيم هذا من خلال تشريعات خاصة. كما يجب تكريم كل من ساهم في ثورة فبراير المجيدة و رصد تعويضات مجزية لكل من أصيب من خلال مشاركته في هذا العمل التاريخي، بحيث تضمن له و لمن يعول حياة كريمة.




Friday, March 4, 2011

الثورة و الالتزام بالمسئولية

       الثورة حركة ديناميكية و ليست منظومة إدارية تقليدية و خاصة في مراحلها الأولى، و في العادة تحدث أخطاء و تجاوزات بسبب قلة الخبرة و بسبب الظروف المتفجرة على أرض الميدان التي تفرضها عوامل عدة منها مقاومة النظام المستبد و المستفيدين من ورائه، ناهيك عن المندسين من أزلام النظام فعلى سبيل المثال كان تمكين ألساعدي و عبد الله السنوسي من الخروج من بنغازي ضربة خطيرة لموقف القوى الثورية، فهذا الأمر أفقدها ورقة ضغط كبيرة على النظام. و الحمد لله أن النظام كان يتهاوى بنفسه و غير قادر على التحرك بقوة و سلمت البلاد من انتكاسة خلال المراحل الأولى وربما يرجع الفضل فيها إلى تحرك الأخوة في منطقة الزنتان و من تلاها من المناطق.
   
   ثم تلا ذلك دعوات لتشكيل مجلس أو حكومة وطنية و بدا التردد واضحا على في ذلك استعجال فكثير من الناس في الداخل و الخارج تفاجئوا بسرعة النصر للثورة، و بصراحة تأخر الإعلان و جاء مبهما و غير واضح في مرحلة حرجة من تاريخ ليبيا. ثم تشكل المجلس الوطني و المجلس العسكري و يبدو أن كلا منهما لم يبدأ في أعماله بصفة جدية و إلا كيف يتم ترك البريقة بدون حراسات و يتم ترك مخازن الأسلحة هدفا سائغا للقوات الإرهابية. كما يبدو واضحا تأخر المجلس العسكري في التحرك إلى الإمام للاستيلاء على راس لانوف وسرت لإرباك الكتائب الإرهابية، و عليه فالمشهد العسكري بحاجة إلى تقييم دقيق.
    
    و بالأمس خرج المتحدث باسم المجلس الوطني يطلب ضربات نوعية  قبل أن يجتمع المجلس، و لا ندري على أي أساس تم اتخاذ هذا القرار و لكن توالت الانتقادات لهذا التصريح من الداخل و الخارج. و بالنسبة لهذا الأمر استغرب تباطوء المجلس عن الاجتماع إلى يوم السبت فنحن في حالة حرب و استغرب خروج جماعات مختلفة بالاعتراض على تصريح عبد الحفيظ غوقة بدون علم بموازين القوى العسكرية في الداخل. فمع مرور الوقت تزداد قوة النظام الإرهابي و يضعف وضع القوى الثورية في غرب البلاد و هذا تطور خطير و ليس في صالح الثورة. و ربما يكون الإجراء السليم في سرعة التحرك بمفارز مقاتلة باتجاه راس لانوف و سرت لدفع القوات الإرهابية لتوسيع عملياتها في الشرق مما يساعد الأخوة في طرابلس و الغرب عموما.
    
 و في هذه اللحظات الحرجة أطلب من المجلس الوطني و المجلس العسكري الإسراع في التحرك و الاتفاق التام على أي إجراء يتخذ بشكل جماعي مع ضرورة استشارة متخصصين في كل شأن. و في مثل أحوال ليبيا يجب على المجلسين الانعقاد الدائم في بنغازي فالأمر جد خطير و الوضع قابل للتغير في كل ساعة.

كما أطلب من الجميع في الداخل و الخارج الالتزام بقرارات المجلسين فعقلية الفوضى السابقة يجب أن تختفي من ممارساتنا. كما أدعو الجميع في الخارج بالاستعداد للدخول إلى أرض الوطن و المشاركة الميدانية و خاصة الشباب أو الذين ليس لهم التزامات رسمية من خلال أعمالهم تفرض عليهم التأخر في الدخول للبلاد. كما أطلب من الجميع قصر التصريحات للقنوات الفضائية على طلب التأييد العالمي و عدم الخوض في أمور هي من اختصاص المجلس الوطني. علينا أن نمارس الانضباط و أن نحترم المسئولين عن اتخاذ القرارات.

Tuesday, March 1, 2011

الواجب الوطني للمثقفين


          لقد قام أهالينا في المناطق المحررة بالدور الأساسي في هذه الثورة المباركة و تحققت نتائج طيبة على أرضنا الحبيبة و التي تتمثل في خروج معظم المناطق من تحت سيطرة النظام الظالم. و هذا بطبيعة الحال لا يحقق الهدف المنشود في تغيير المفاهيم العامة للناس في الحياة و المعاملات، فالثورة ليست تخلص من سيطرة النظام فقط و لكنها تعني قيم جديدة في الحياة و أنماط جديدة في التعامل. فالهدف السامي هو تحقيق الحريات العامة و الحقوق العامة لكل إنسان و الواجبات المترتبة على كل واحد بعد هذه المرحلة. و هنا يبرز دور المثقفين و المثقفات و المتعلمين و المتعلمات من أبناء و بنات الوطن في توعية جميع المواطنين بمعاني التغيير الذي حدث في حياتنا بهذه الثورة الشعبية الحقيقية. و هذا يمكن أن يحدث من خلال الدورات التدريبية و المحاضرات العامة و الدروس و الوعظ في المساجد ومن خلال البرامج و الأنشطة الثقافية و الاحتفاليات و حملات التعبئة الشعبية من خلال وسائل الإعلام المتوفرة. و يمكن أن تشمل هذه البرامج الآتي:

ولا:  أول خطوة على هذه الطريق هي بفتح المدارس من جديد، فعودة التلاميذ للمدارس تساهم في عودة النمط الحياتي الطبيعي و يمكن أن يساهم هذا في حملات التوعية المطلوبة.

ثانيا: تنظيم دورات تدريبية مكثفة لرجال الشرطة لتوجيه قدراتهم إلى حفظ الأمن و توفير الأمان من خلال تفعيل قيم حقوق الإنسان، و دعم هذا القطاع بنوعيات مثقفة و متعلمة مثل المحالين على القوى العاملة.

ثالثا: تنظيم دورات مكثفة للوعاظ و أئمة المساجد و توعيتهم بدورهم في المجتمع الجديد من خلال تسخير الخطب و الدروس للتوعية و رفع المشاعر الإيمانية و الوطنية لدى المواطنين.

رابعا: تنظيم دورات تدريبية للضباط و الجنود و المتطوعين للعمل العسكري لترسيخ قيم العدالة و الحرية و المساواة بين جميع أبناء الوطن.

خامسا: تنظيم مهرجانات شعبية بصفة دورية للترفيه و من خلالها تتم التوعية العامة بقيم الثورة.

سادسا: تنظيم دورات لإعداد الناس للعمل التطوعي العام للمساهمة في التغلب على مشاكل كل قرية و مدينة، في شكل أعمال إغاثة و تفقد المصابين و توزيع المعونات.

أما الظواهر التي يجب محاربتها و بكل الوسائل و بأسرع ما يمكن فتتمثل في الآتي:


أولا: التسيب الأمني
  
التسيب الأمني قد يترتب عليه  تمادي بعض الأفراد في الإنتقام من بعض الناس تحت غطاء مكافحة من تعاون مع النظام السابق و هذا خطأ فادح فلا نريد تكرار مآسي الظلم و الإعتداء على الناس. و هنا يجب التـاكيد على أن القانون هو الذي يحدد جرم أي إنسان من خلال محاكم عادلة. كما أن التسيب الأمني قد يقود إلى الإعتداء على الأعراض و الممتلكات. و الشرطة دورها هام جدا هنا و بالتالي يجب إعادة الإعتبار لها و إحترام أفرادها.

ثانيا:  الإشاعات

نعلم أن بث الإشاعات هو أحد وسائل الحرب النفسية و خير وسيلة لمواجهتها هي بتوفير المعلومات الصحيحة لعامة المواطنين من خلال وسائل الإعلام المختلفة. و توعية الموطنين بخطورتها و الإثم الشرعي المترتب عن نشرها فهو في الواقع نشر للفتن.

ثالثا: نقص المواد الغذائية

بالرغم من المجهودات المبذولة من عدة جهات لتوفير حاجات الناس اليومية نرى ضرورة تقنين و تنظيم توزيع المواد الغذائية و ترشيد الإستهلاك. و يمكن إعطاء تعليمات لأصحاب المحلات بتقنين كميات المبيعات بحيث تكفي لمدة أطول مع تكفل الدولة في المستقبل أي عجز مالي ينتج عن عدم قدرة المواطنين على الدفع. أي أن صاحب المحل يبيع بالدين و الدولة تضمن المواطنين فتدفع إذا عجزوا عن الدفع.

رابعا: نقص الأدوية

لتلافي عدم توفر العلاج على لجان الإدارة المحلية الاتفاق مع الصيدليات على صرف الدواء بدون مقابل و تسجيل الفواتير تحت إشراف منظم و تتكفل الدولة بتسديد المبالغ المستحقة بعد أن تستتب الأمور.

خامسا: البطالة
و تتم محاربتها بتوجيه العاطلين عن العمل إلى الانخراط في المواقع الشاغرة بمغادرة العمالة الأجنبية و بضمهم إلى المجهود الحربي و قطاع الأمن أو برامج العمل الإغاثي بأسرع ما يمكن.