Tuesday, March 1, 2011

الواجب الوطني للمثقفين


          لقد قام أهالينا في المناطق المحررة بالدور الأساسي في هذه الثورة المباركة و تحققت نتائج طيبة على أرضنا الحبيبة و التي تتمثل في خروج معظم المناطق من تحت سيطرة النظام الظالم. و هذا بطبيعة الحال لا يحقق الهدف المنشود في تغيير المفاهيم العامة للناس في الحياة و المعاملات، فالثورة ليست تخلص من سيطرة النظام فقط و لكنها تعني قيم جديدة في الحياة و أنماط جديدة في التعامل. فالهدف السامي هو تحقيق الحريات العامة و الحقوق العامة لكل إنسان و الواجبات المترتبة على كل واحد بعد هذه المرحلة. و هنا يبرز دور المثقفين و المثقفات و المتعلمين و المتعلمات من أبناء و بنات الوطن في توعية جميع المواطنين بمعاني التغيير الذي حدث في حياتنا بهذه الثورة الشعبية الحقيقية. و هذا يمكن أن يحدث من خلال الدورات التدريبية و المحاضرات العامة و الدروس و الوعظ في المساجد ومن خلال البرامج و الأنشطة الثقافية و الاحتفاليات و حملات التعبئة الشعبية من خلال وسائل الإعلام المتوفرة. و يمكن أن تشمل هذه البرامج الآتي:

ولا:  أول خطوة على هذه الطريق هي بفتح المدارس من جديد، فعودة التلاميذ للمدارس تساهم في عودة النمط الحياتي الطبيعي و يمكن أن يساهم هذا في حملات التوعية المطلوبة.

ثانيا: تنظيم دورات تدريبية مكثفة لرجال الشرطة لتوجيه قدراتهم إلى حفظ الأمن و توفير الأمان من خلال تفعيل قيم حقوق الإنسان، و دعم هذا القطاع بنوعيات مثقفة و متعلمة مثل المحالين على القوى العاملة.

ثالثا: تنظيم دورات مكثفة للوعاظ و أئمة المساجد و توعيتهم بدورهم في المجتمع الجديد من خلال تسخير الخطب و الدروس للتوعية و رفع المشاعر الإيمانية و الوطنية لدى المواطنين.

رابعا: تنظيم دورات تدريبية للضباط و الجنود و المتطوعين للعمل العسكري لترسيخ قيم العدالة و الحرية و المساواة بين جميع أبناء الوطن.

خامسا: تنظيم مهرجانات شعبية بصفة دورية للترفيه و من خلالها تتم التوعية العامة بقيم الثورة.

سادسا: تنظيم دورات لإعداد الناس للعمل التطوعي العام للمساهمة في التغلب على مشاكل كل قرية و مدينة، في شكل أعمال إغاثة و تفقد المصابين و توزيع المعونات.

أما الظواهر التي يجب محاربتها و بكل الوسائل و بأسرع ما يمكن فتتمثل في الآتي:


أولا: التسيب الأمني
  
التسيب الأمني قد يترتب عليه  تمادي بعض الأفراد في الإنتقام من بعض الناس تحت غطاء مكافحة من تعاون مع النظام السابق و هذا خطأ فادح فلا نريد تكرار مآسي الظلم و الإعتداء على الناس. و هنا يجب التـاكيد على أن القانون هو الذي يحدد جرم أي إنسان من خلال محاكم عادلة. كما أن التسيب الأمني قد يقود إلى الإعتداء على الأعراض و الممتلكات. و الشرطة دورها هام جدا هنا و بالتالي يجب إعادة الإعتبار لها و إحترام أفرادها.

ثانيا:  الإشاعات

نعلم أن بث الإشاعات هو أحد وسائل الحرب النفسية و خير وسيلة لمواجهتها هي بتوفير المعلومات الصحيحة لعامة المواطنين من خلال وسائل الإعلام المختلفة. و توعية الموطنين بخطورتها و الإثم الشرعي المترتب عن نشرها فهو في الواقع نشر للفتن.

ثالثا: نقص المواد الغذائية

بالرغم من المجهودات المبذولة من عدة جهات لتوفير حاجات الناس اليومية نرى ضرورة تقنين و تنظيم توزيع المواد الغذائية و ترشيد الإستهلاك. و يمكن إعطاء تعليمات لأصحاب المحلات بتقنين كميات المبيعات بحيث تكفي لمدة أطول مع تكفل الدولة في المستقبل أي عجز مالي ينتج عن عدم قدرة المواطنين على الدفع. أي أن صاحب المحل يبيع بالدين و الدولة تضمن المواطنين فتدفع إذا عجزوا عن الدفع.

رابعا: نقص الأدوية

لتلافي عدم توفر العلاج على لجان الإدارة المحلية الاتفاق مع الصيدليات على صرف الدواء بدون مقابل و تسجيل الفواتير تحت إشراف منظم و تتكفل الدولة بتسديد المبالغ المستحقة بعد أن تستتب الأمور.

خامسا: البطالة
و تتم محاربتها بتوجيه العاطلين عن العمل إلى الانخراط في المواقع الشاغرة بمغادرة العمالة الأجنبية و بضمهم إلى المجهود الحربي و قطاع الأمن أو برامج العمل الإغاثي بأسرع ما يمكن.

No comments:

Post a Comment