Wednesday, February 2, 2011

قصر الحاج أو قصر أولاد الحاج




قصر الحاج منظر عام من الخارج

لقد عرفت ليبيا القصور منذ زمن بعيد ، و لكنها لم تك قصور ملوك أو قصور كبر و تعال على الناس بل كانت قصورا شعبية بكامل معنى الكلمة . فهي كانت لخدمة الناس ، ففيها يخزن الناس أثمن ما لديهم من متاع و غلات و زيوت ووثائق. فهي كانت مستودع الأمانات أو لنقل بنوك المقايضة. و هي منتشرة في ربوع ليبيا و كامل الشمال الأفريقي، بعضها مصان و البعض الآخر مهمل.

و نحن اليوم بصدد الحديث عن أحدها ألا و هو قصر الحاج، بل لنقل قصر أولاد الحاج فهم من عاشوا حوله و حملوا اسمه. يقع قصر الحاج على الطريق بين  بئر الغنم و كاباو و تحيط به قرية قصر الحاج أو ديار بنى الحاج .  يطل على هضبة عالية ليسهل الدفاع عنه عند الحاجة.

          و قد أفادنا الدليل السياحي  المتواجد بالقصر السيدعلى محمد القمودى بأن الذي شيد هذا القصر شخص يدعى الشيخ الحاج عبد الله بن محمد بن هلال بن غانم أبو حطيلة وهو الذي ينتمي له أولاد الحاج الذين يعيشون بالمنطقة. و يوجد بالقصر مئة و أربع عشر غرفة على عدد سور القرآن الكريم  لتخزين الحبوب، كما يوجد به ثلاثون سردابا على عدد أجزاء القرآن الكريم لحفظ و تخزين الزيوت، و تبلغ مساحته ألف و مئة و ثمانية و ثمانون مترا مربعا . و يبدو جليا من هذا السرد أهمية المنظور الاسلامى في بناء القصر بالإضافة إلى الزخارف و الأقواس الإسلامية. و قد استخدمت في بنائه المواد المحلية و قد تم تأسيسه في منتصف القرن الثاني عشر الميلادى و لا زال يقاوم الظروف الطبيعية من دون صيانة تذكر لثمانية قرون.
و تبدو في الصورة التالية الحجرات و قد فقدت معظم أبوابها و السلالم المؤدية إليها، كما تظهر مداخل بعض السراديب في الأسفل. و عادة ما يحفظ الناس أشياءهم في القصر تحت الحراسة في غرف خاصة بهم يملكون مفاتيحها و يقوم حارس القصر برعايتها في غياب الناس في الحرث و الرعي و التجارة.


منظر داخلي لقصر الحاج يبين الحجرات و الساحة الداخلية

و يقع قصر الحاج على ملتقى الطرق بين المدن و الساحل ، و لقد كان محطة لعابرى السبيل و استراحة للحجيج ، و هو يتوسط المسافة بين الجبل و سهل الجفارة و هي مواقع الحرث و الزراعة و تمر خلالها طرق القوافل القديمة بين شمال أفريقيا و الصحراء الكبرى .
وتوجد في بعض حجرات القصر العديد من المقتنيات القديمة و التي تركها أهلها مع تطور سبل العيش في المنطقة، معروضة في حجرات الحارس عند المدخل بشكل عشوائي.


بعض الأدوات القديمة المعروضة بالقصر عند المدخل

و يلاحظ وجود عينات من الشعير عمرها أكثر من أربعين عاما في الصورة العليا، بينما نرى بعض المفاتيح التي تركت ببعض الأبواب و بعض الأدوات القديمة فى الصورة التالية.


بعض مفاتيح الغرف و الأدوات القديمة

و بالرغم من قلة السواح من الداخل إلا أن القصر يجذب اهتمام بعض السواح الأجانب كما هو جلي في الصورة التالية.


زوار القصر من الأوربيين

و في ختام الزيارة قابلنا بعض أهالي المنطقة و الذين أتحفونا بكأس من الشاي الأخضر بالزعتر مع كلمات الترحيب و كانوا مجتمعين في جلسة أخوية ليبية على الطبيعة و بدون رتوش، و هم يقدمون الشاي بالمجان لجميع الزوار، فهم يعتبرون الزائر ضيف عليهم.


استراحة أولاد الحاج بجانب القصر

والقرية تبدو من بعيد عامرة بأهلها و تنعم بهدوء و جو جميل فوق التلال و تتطلع إلى مستقبل أسعد.


قرية أولاد الحاج كما تبدو من أمام القصر

وأملنا كبير في أن يحظى قصر الحاج و أهله بالتنمية و الصيانة و التطوير على طريقة غدامس.

2 comments:

  1. أني نبي إنصلح معلومة هي ان بوجطلة مش بو حطيلة صححو معليشي

    ReplyDelete
  2. هما قريتان أو مدينتان في ليبيا تم تهجير أهلهما و وضعهم في معتقلات لمدة عامين تماماً كما حدث في نفس الوقت مع بادية الشرق في ليبيا حيث تم اعتقاهم في معتقلات العقيلة و البريقة. كانت الحملة الفاشية ضمن تطهير خط عرض 29 وكانت من صمن بنودها. ضرب المجاهدين أينما تجمعوا وباستعمال كامل القوة المتوفرة و ملاحقة الفارين منهم بالبر والجو و الإجهاض عليهم ثم توقيع عقوبات الإعدام على شيوخ و رجال المناطق املدنية التي كانت تأويهم أو تساندهم مع وضع بقية أهلها في معتقلات.
    القريتان هما "هـون " و أولاد الحاج
    تم تهجير أهل هون إلى معتقل في مصراتة و آخر في الخمس و إعدام 19 رجلاً شنقاً و رجلين رمياً بالرصاص ولم يسمح لهم بالعودة قبل عامين كاملين..

    ReplyDelete