Tuesday, February 21, 2012

ليبيا تحتضر من حب أبناءها

من ينقدك يا ليبيا من حب أبناءك ، لقد صدق من قال ، ومن الحب ما قتل ، فأنت اليوم يا ليبيا  تئنين تحت وطأة حب أبناءك ، الذين دفعوا الغالي و النفيس من اجلكِ ، فهم اليوم من يحبسون أنفاسكِ  (طبعا بدون قصد) ، و لا يمنحوكِ الفرصة لتلملمي جراحكِ ، ولا يمهلوكِ لتردي لهم الجميل ، فقد استحوذوا على معسكراتكِ و مقراتكِ ، و جعلوا من معداتها و آلياتها غنائم ، و لا يريدوا إرجاعها لكِ لانهم يحبونكِ يا ليبيا ، ومنهم من يتلكأ في الانضمام لمؤسساتك حتى لا تفلتي من قبضتهم  لانهم خائفون عليك  يا ليبيا ، و ها هم عشاقك كذلك من أعضاء المجلس الانتقالي مزجوا بين السلطة التشريعية و المناصب التنفيذية ، و نسوا الشفافية ، و تولى السيد المستشار كامل المسؤولية على طريقة المشيخة العربية ، فكل صغيرة و كبيرة في مجلس قبيلة ليبيا هي اليوم في قبضة الشيخ المستشار، و من ينقدك يا ليبيا من حب المتيم بك رئيس الحكومة و الذي يطبق أعتى أنواع المركزية من شدة خوفه عليك  و أنا على يقين أنه صادق في ذلك ، فلا يترك المجال لمن اختارهم في حقيبته حتى في إتخاذ قرار حك رؤوسهم بدون الرجوع اليه ، لانه ليبي أصيل لا يؤمن بعمل الفريق حتى ولو كان امضى عمره كله خارجك ، فلن يتخلى عن مبدئ الاستفراد والتفرد المتوطن في عقول اهالي ديارك يا ليبيا ، اما قضاتك  يا ليبيا ، و وكلاء نياباتك ، فهم في غفلة من امرهم ، وهائمون في حبك ، لذلك  لم يجدوا الوقت ليحركوا ساكنا ضد ازلام الهالك الذين يمرحون بدون ادنى ملاحقة قانونية ، ونحن جميعا نعلم ان اولئك الازلام يتنعمون اليوم بما سرقوا ، و ربما يتأمرون علينا في الداخل وفي الخارج ، اما وزارة عدلك يا ليبيا ، فأظن ان رئيس حكومتك قد نسى ان يعين لها وزيرا !!؟
 الكل يحبك يا ليبيا ، فها هما محمود جبريل و علي الترهوني تركا جامعتيهما و يجوبان مدنك و قراك ليعيدان تسويق نفسيهما  بكل حرفية و يتملصان بدهاء من مسؤولية إخفاقات المكتب التنفيذي في الداخل إبان حرب التحرير أليس هذا هو قمة التجلي في التعبير عن الحب لك يا ليبيا  !، و كذلك لا تنسي يا ليبيا أبناءك من حداق تولي المناصب الذين استبدلوا لون الجماهيرية بلون حبك في الوقت الاضافي لمعركة التحرير و بذلك حافظوا على مناصبهم الادارية ليخدموك بصدقهم و إخلاصهم المنقطع النظير  يا ليبيا ، أما من وثبوا و وأستحوذوا على مجالسك المحلية فلا يرون ضرورة لإعادة تشكيل المجالس بطرق ديمقراطية لانهم يدعون أن ذلك سوف يزعزع استقرارك ياليبيا، الكل يحبك يا ليبيا فعبدالله ناكر يطلق تصريحاته  في وسائل الاعلام ناطقا بإسمك لانه حامي ديارك يا ليبيا ، ومن اجلك يا ليبيا استثمرت الاموال الرمادية في قنوات تلفزيونية خارج الوطن المحرر وأغرت مذيعيك الوطنيين برغد العيش خارج حدودك فأعذريهم يا ليبيا و اطمئني يا ليبيا  القائد الاخضر يأمن لك مطارك العالمي و نصب نفسه أعلى سلطة في المطار حرصا عليك يا ليبيا  و حتى من جلبهم المقبورفي آواخر أيامه من دول الجوار ومنحهم الجنسية فأصبحوا بقدرة قادر يعشقونك و يقاتلون أبناءك في الجنوب من أجلك يا ليبيا ،  كذلك يا ليبيا من لم يلتحق بعمله و من يقطع أشجار غاباتك و من يستغل انشغالك و يبني على الطرقات العامة فهو يمازحك لانه يحبك و يحب غياب قانونك يا ليبيا و لا تنسي أنك محظوظة يا ليبيا فلولا دهب أحشائك الاسود فلن تستطيعي إرضاء أبناءك فالجميع اليوم نفذ صبرهم رغم انهم صبروا على المقبور عقود وعقود اليوم يريدونك ان تنحني وتحني و تعطي وتحلي مشاكل اربعة عقود في رمشة عين يا ليبيا فكل ما فعله المقبور طيلة أربعة عقود عليك أن تتحمليه وحدك يا خزانة ليبيا و آه كم يحبونك يا ليبيا اولئك الذين تسللوا و اندمجوا مع جرحى ثوارك في علاجهم في الخارج ففي ولائمهم في مطاعم الخمس نجوم و في غسل جواربهم في مغاسل الخمس نجوم يرددون نحن نحبك يا ليبيا أما حب الشركات الوسيطة و سماسرة العلاج لك فحدث و لا حرج فانت محظوظه يا ليبيا لأننا نحن شعبك .
كلنا نحبك يا ليبيا فتركنا أعمالنا و تعليمنا وجلسنا نمدح و نذم  و ننتقد و نتهم  ونغني لك و نغازلك يأحلى ليبيا و اخيرا انا لا أشكك في وطنية و صدق حب كل من ذكرت و من لم اذكر و لكن علينا تصحيح طرق حبنا لهذا الوطن  ونقتدي في حبنا  بجنود ليبيا المجهولين في قطاعي الكهرباء و النفط الذين استطاعوا بسواعدهم المعطأة أن يصنعوا المستحيل ويفاجئوا العالم بما انجزوا في وقت قياسي فلكم الشكر يا من عرفتم كيف تحبون ليبيا .


د . العارف عكعك

1 comment:

  1. احبك حبين حب الهوى وحب لما فيك من مغريات
    فأما الذي هو حب الهوى فإنك روحي وملك لذاتي
    وأما الذي فيك فالكل لي طوال بقائي وبعد مماتي
    سأحميك من نظرة في العيون فأنت هواي وأنت حياتي

    ReplyDelete