Tuesday, May 15, 2012

تعليم طب الأسنان في ليبيا الجديدة

      طب الأسنان علم وفن ومهنة إنسانية يشترط في الطالب الذي يرغب في دراسته أن يكون ذو خلفية علمية قوية قدرت في الشهادة الثانوية بنسبة 85% وما فوق، وأن تكون له الرغبة في دراسة هذا التخصص. بالإضافة إلي هذا تختبر قدرات الطالب الفنية في المهارة اليدوية بأن يطلب من الطالب أن يرسم مجسم لأي من الأسنان الطبيعية أو يقطع رقماً أو حرفاً في مسطح من الشمع أو ينحت رقماً أو حرفاً بواسطة مثقاب الأسنان الكهربائي في قطعة من البلاستك ، لقد عمل هذا في السنوات الأولي في بنغازي ولم يعمل به في أي من الكليات الأخرى بعد ذلك.
       دراسة طب الأسنان مكلفة ومهنة الطب فيها تختص بصحة وحياة الإنسان، وإن لم يكن المتخصص فيها متمكناً وأميناً وصادقاً فإن العاقبة لا تحمد والخسائر المادية لا تقدر. وعندما نفكر في فتح كلية لطب الأسنان علينا أن نعرف احتياجات وزارة الصحة لأطباء الأسنان لتغطية الخدمات المطلوبة في هذا المجال وعليه نحدد عدد الطلبة الذين سيدرسون بهذه الكلية وفق الشروط المتفق عليها مع مراعاة  التوزيع الجغرافي.
ولقد سبق أن نُقِش موضوع الاحتياجات أي عدد الأطباء الذين نحتاجهم لأداء الخدمات في العيادات الحكومية بحيث يتناسب مع عدد السكان في السنوات الأولي لفتح الكلية في بنغازي، وكان الرأي بأننا في ليبيا لا نحتاج إلا لكلية واحدة علي أن تكون دفعة الطلبة والطالبات في حدود80 طالبا وعليه يجب توفير وتجهيز المكان المناسب المصمم هندسياً ليفي باحتياجات تعليم هذا العددمع توفير أعضاء هيئة التدريس وفني الأسنان ذوي الخبرة والمؤهلات العالية قبل قبول الطلبة.
ولكن الذي حدث في ليبيا هو قبول الطلبة أولاً ثم يترك الحال علي ما هو عليه إلي أن تحقق تدني تعليم طب الأسنان إلي المستوي الذي لم نكن نتوقعه.
ممارسات خاطئة وخطيرة
 في العام الدراسي 74- 75 تم قبول أول دفعة لدراسة طب الأسنان 24 طالب وطالبة بدأت الدراسة في كلية العلوم ( إعدادي طب أسنان ) ثم السنة الأولي في كلية الطب . خلال هذه الفترة أشترت الجامعة عمارة سكنية في وسط المدينة وحورت لتصبح كلية طب الأسنان المؤقتة ، هذا ما تم الاتفاق عليه مع إدارة الجامعة وأستمر الحال هكذا حتي عام 2006 حيث تم تنسيب قرابة 1000 طالب وطالبة بناء على توجيهات الطاغية وضغوط أزلامه، ثم انخفض هذا الرقم في السنوات التالية ليصبح 400 إلي 500 طالب وطالبة في كل سنة وأحتج الأساتذة ولكن لا حياة لمن تنادي.
      تم تخصيص قاعة للمحاضرات في الجامعة الطبية تسع 250 طالب وطالبة في حين الدفعة تزيد عن 400 طالب وطالبة. العيادات أي كراسي الأسنان معظمها معطل وكذلك المعامل لاتسع هذا العدد الكبير وعدد أعضاء هيئة التدريس لا يتناسب مع عدد الطلبة وأصبح تعليم طب الأسنان نظرياً لبعض الطلبة والآخرين منتسبين يترددون علي الكلية في فترة الامتحانات وهكذا ضاع علم وفن الأسنان وتكدس الكم الهائل من الخريجين ولكن بدون جدوى.
قمت بزيارة كليات طب الأسنان في غريان – الزنتان وكذلك زليطن فوجدت الحال أسوأ بكثير من الكلية طب الأسنان في بنغازي، أما كلية طب الأسنان في سرت فهي أفضل ما زرت ولكن لا ترتقي لمستوي الكلية في بنغازي.
أما كلية طب الأسنان في طرابلس والتي زرتها كممتحن خارجي فهي بنفس المستوى ، ففي أحدي السنوات تم تنسيب حوالي  2000 طالب وطالبة في الدفعة واحدة بالرغم من عدم وجود المكان الذي يكفي لهذا العدد ولا إمكانيات ولا عدد كاف من أعضاء هيئة التدريس المؤهلين.
توزيع كليات طب الأسنان
تنتشر كليات طب الأسنان في عدد من المدن الليبية بشكل غير علمي أو منطقي، بل عشوائي على النحو الآتي:
1- بنغازي     2- طرابلس      3- سبها  4- مصراته    5- مصراته 6 – زليطن   7- الزواية، إضافة إلي هذا العدد يوجد عدد من الكليات الخاصة في بنغازي واحدة وفي طرابلس اثنان أو ثلاثة.
كثير من الطلبة الدراسيين الآن في كليات طب الأسنان مستواهم العلمي ضعيف ولم يتحصلوا على التدريب الكافي الذي يؤهلهم لمعالجة المرضي بعد التخرج وهناك من لم يتدرب في أي فرع من فروع طب الأسنان. وبالرغم من هذا فعلينا الاستمرار في تدريسهم وتدريبهم بقدر المستطاع، بشرط أن تطبق اللوائح المتفق عليها بالكليات فمثلا في بنغازي تنص اللائحة بأن يعطي الطالب فرصتين للإعادة في أي مرحلة أي من هذه المراحل الثلاثة ثم ينصح بتغير تخصصه ويترك كلية طب الأسنان.
  توصيات للمستقبل
بعد التحرير يجب علينا الإهتمام بالكيف وليس بالكم وذلك بوضع مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار ولأجل هذا نوصي بالآتي:
1- بالنسبة لعدد السكان في ليبيا لا نحتاج إلا لكليتين أو ثلاثة علي الأكثر بشرط أن لا تزيد دفعة الطلبة المقبولين بكل كلية عن 80 طالب وطالبة من ذوي المجاميع العالية أي بنسبة 85% فما فوق مع إجتياز المهارات اليدوية، ويراعي في التنسيب التوزيع الجغرافي وحاجات المدن المختلفة.
2- بناء كليات جديدة في المناطق التي يتفق عليها حسب المواصفات العالمية،
 في بنغازي الكلية مصممة وفق هذه المواصفات وتم تنفيذ المبني ولكنها لم تستكمل بعد من حيث التجهيز.
3-  يتم التجهيز بأحدث وارقي التقنيات المتوفرة وكذلك مواد وأدوات التشغيل التي تكفي لعلاج المرضي وتدريب الطلبة.
4- المعامل الخاصة لصناعة الأسنان تنقسم إلي نوعين معامل إنتاجية ومعامل تعليمية وتحتاج إلى توفيرمعدات وأدوات ومواد تشغيل.
5- المكتبة والتي يجب أن تجمع بين الكتب والوسائل الالكترونية الحديثة.
6- أعضاء هيئة التدريس وهم العنصر الأساسي  في التعليم، يجب أن تعطي الأولوية للعنصر الوطني الكفؤ ويجب تشجيع العناصر  الليبية المنتشرة في كثير من بلدان العالم للعودة لأرض الوطن ومن الأشياء التي تشجعهم علي العودة هو توفير السكن والمركوب بأقساط مريحة.
7- في حالة الاحتياج لأعضاء هيئة تدريس أو فني أسنان من ذوي المؤهلات العالية والخبرة الكافية فيمكن الاستعانة بالعناصر الأجنبية  من الدول المتقدمة في هذا المجال.
الدراسات العليا
إذا ما تحقق كل ما سبق ذكره فان برنامج الدراسات العليا سيبدأ بكل يسر وسهولة وخاصة إذا توفر العدد المناسب من أعضاء هيئة التدريس والمكان المعد لذلك .
النوع الأول ( الماجستير ) لإعداد الأكاديميين الذين ينتمون للكليات ويمكنهم الانضمام لأعضاء هيئة التدريس.
 النوع الثاني ( شهادة تخصص ) لأعداد الاخصائين الذين سيعملون في عيادات وزارة الصحية أو القطاع الخاص ولكل منها برنامجه الخاص.
كليات العناصر المساعدة لطب الأسنان وهي
1-كلية تمريض طب الأسنان 
أ‌-     ممرضات في طب الأسنان :-
ويتم التعليم في مكان قريب من كلية الطب الأسنان لان بعض أعضاء هيئة التدريس سيقوم بالتدريس وكذلك الطالبات الدراسات لهذا التخصص سيتم تدريبهن  من خلال التدريس في كلية طب الأسنان.
ب‌-       ممرضات في صحة الفم ( ORAL HYGIENIST) ويقمن بتنظيف الأسنان للكبار والصغار وشرح أهمية  ذلك في الحفاظ علي سلامة الفم والأسنان لكل من يتردد علي العيادات.
ج- فني وفنيات الأشعة ( شعبة الأشعة ).
2-كلية فني صناعة الأسنان  
وهذه الكلية يجب أن تكون أيضاً قربيه من كلية طب الأسنان لان بعض أعضاء هيئة التدريس سيقومون بالتدريس ومطلوب معهم فني أسنان ذوي مؤهلات عالية وخبرة كافية.
المناهج النظرية والعملية وتوزيع الساعات كلها جاهزة.

لقد سبق وأن فتحت كلية للتقنية الطبية في درنة وأخرى في مصراتة وكذلك هناك معهد عالي أو كلية تقنية في بنغازي في مبنى لم يعد لهذا الغرض والمستوى التدريبي متدني عليه يجب أن نبدأ البداية الصحيحة وأن نقيم كليات تقنية تفي بحاجة تعليم هذه التخصصات على مستوى عال من الجودة وهذا يبدأ من المباني و التجهيزات أي الأجهزة  والمعدات والأدوات والمواد ثم اختيار أعضاء هيئة التدريس وأخيراً قبول الطلبة الحاصلين على درجات عالية في الثانوية وأن تكون لديهم الرغبة الأكيدة للتعليم.
                     
الأستاذ الدكتور : عبد الفتاح السنوسي الغرياني
عميد كلية طب الأسنان ببنغازي سابقا

1 comment:

  1. الاستاذ الكريم
    بعد التحية
    يمكنكم الان استخذام الانترنت في اعطاء محاضرات قي مجال تخصصكم لطلابكم من خلال قاعة تعليمية مدعمة بالوسائط المتعددة ( فيديو - أوديو - عرض شرائح - مواقع الكترونية - سبورة الكترونية للكتابة والرسم
    أسعار منافسة وامكانيات هائله للاستفسار او الطلب يرجى مراسلتنا على الايميل التالي :
    businessman@umail.net
    ميزات هذا النظام من التعليم امكانيات افضل وتكاليف اقل على الطالب وعائد مجزي للأستاذ
    تقبلوا تحياتنا
    احمد ابراهيم - طرابلس
    0927929949

    ReplyDelete