Monday, May 23, 2011
مَنْ يرفض الاصلاح و المصالحة الوطنية ؟
استدراك
لقد نشرت هذا المقال على موقع ليبيا وطننا بتاريخ 9 ديسمبر 2003م، و أنا الآن أضيفه إلى مدونتي للتوثيق. و للتاريخ أحب أن أقول أنني كنت من مؤيدي و مشجعي المصالحة مع توقعي أنها قد لا تنجح، و لكنها ستمكن عددا كبيرا من المعارضين من دخول البلد و تساهم في خروج أعداد كبيرة من السجناء السياسيين و كان لدي شعور بأن الوضع قد ينهار في أي لحظة و وجود معارضين بالداخل سيخدم مصالح ليبيا.
هل هي مصالحة وطنية شاملة أم مصالحة مصالح مرحلية ؟. أم هي مصالحة بين النظام والشعب ككل ؟ وذلك بتسليم السلطة إلي صاحب الحق وهو الشعب الذي دفع الثمن عبر الأجيال تضحيات و دماء و دموع. وذلك في شكل يحمي مصالح كل الناس أي كل الفئات ويضمن الاستمرارية ويحقق التقدم والازدهار . وإذا كان هذا هو المطلوب فماذا يمكن لكل مواطن حسب موقعه أن يقدم ليحقق هذا الهدف السامي؟
في هذا الإطار يمكن تحديد ثلاثة فئات لها أدوار مختلفة وذلك حسب قدرتها وموقعها من الإعراب السياسي، وقبل أن نتكلم عن هذه الفئات علينا أن نتفق على أسس للتعامل يلتزم بها الجميع:
1- نبذ العنف و إتباع الأساليب السلمية في التعامل سواءً كان ذلك تعاوناً أو صراعاً سياسياً معارضة ونظاما.
2- نبذ العمل السري والاتجاه إلي العمل العلني بما يبني الثقة ويصقل التجارب ويكشف العيوب.
3- احترام القوانين والشرائع والأعراف الدولية خلال مراحل الانتقال من الخلاف إلي المصالحة الشاملة.
4- الاحتكام إلي رأي الأغلبية وإجماع الشعب على المستوى العام والاحتكام إلي المحاكم على مستوى الأفراد والحقوق الشخصية.
5- إخراج القوات المسلحة والأجهزة الحكومية من اللعبة السياسية بالكامل.
6- احترام الرأي الآخر مهما كان مختلفاً.
7- جعل مصلحة الوطن فوق جميع المصالح الشخصية والقبلية والحزبية.
8- نبذ الأحقاد الشخصية واحترام حق الجميع في المشاركة في العمل السياسي وبناء المستقبل.
9- الاستعداد لتقديم التضحيات والتنازلات إيثاراً لمصلحة الوطن وتحقيقاً للصالح العام للشعب.
وأهم أهداف المصالحة و الإصلاح يجب أن يكون تحسين مستوى المعيشة داخل الوطن وصولاً إلي تحقيق الشرعية الدستورية فى نهاية المسار.
ويمكن تحسين مستوى المعشية داخل الوطن بالخطوات التالية:
1) توفير فرص عمل لكل مواطن.
2) دفع الرواتب والأجور في موعدها المحدد.
3 ) تحديد سعر صرف الدولار لايزيد عن 300 درهم .
4) توفير خدمات صحية لائقة.
5) توفير خدمات تعليمية مجانية لكل أفراد المجتمع .
يوجد خارج ليبيا مئات الألوف من المواطنين الذين دفعتهم ظروف البلد إلي الانتقال إلي الخارج ومهما تعددت الأسباب فالحال واحد، ويوجد شبه إجماع على الإحساس بالواقع المر والمستقبل المظلم لكل ليبيا وكل الليبيين إذا تركنا الحبل على الغارب ولم نفعل شيئاً على طريق الإصلاح . ولكن واقع الليبيين في المهجر حالياً لا يساعد كثيراعلى أية مساهمة إيجابية وبناءة في خدمة مصالح الوطن. فالغالبية العظمى موقفها سلبى و غير ايجابي وقد يكون السبب هو انعدام تهيئ الظروف الملائمة للمساهمة الايجابية وذلك لغياب الرؤية السليمة والبرنامج العلمي والعملي المناسب لتحقيق شأ ملموس على أرض الواقع بشكل عقلاني و واضح المعالم والأهداف والوسائل. ولا يمكن لليبيين في الخارج لعب دور أساسي في المعادلة الليبية بل يمكنهم لعب دور مساعد في إظهار المظالم وإبراز الحقوق والاتصال بمن يمكن أن يكون له دور في القضية والاستعداد دائماً لتقديم الخبرات لتذليل الصعاب و إدارة الحوار بنزاهة و حيادية.
المقصود بالليبيين في الداخل عامة الشعب الذي فقد القدرة على التأثير فقرر الانسحاب من الميدان ورضي بالقليل. ويمكن تلخيص دور هذه الفئة في استرجاع حقوقها من خلال المؤسسات الرسمية في المجتمع وذلك من خلال التكاتف والتعاون. ونقطة البداية في عملية المصالحة الوطنية ستكون بتفعيل الحوارات الوطنية بين المؤسسات والهيئات ، من خلال منتديات سياسية وفكرية وثقافية وطنية ، وذلك بالحضور والتفاعل الايجابي الصادق والشجاع . وتفعيل النقابات و الاتحادات والروابط المهنية وجعلها الحامية لأعضائها . والوقوف إلي جانب المظلومين من فئات وأفراد المجتمع .
ومن خلال الممارسة سوف تبرز قيادات شعبية تصقلها التجارب كما سيتم تطوير وبلورة الحلول ووضع التصورات للمستقبل والجميع يعلم أن من دفع ويدفع الثمن الأكبر ويعاني في كل الأحوال هو شعبنا الطيب، فهو صاحب المصلحة الحقيقية في المصالحة و الإصلاح. والجميع يجب أن يراهن على صدق هذا الشعب وعلى صبره وشجاعته وعلى حكمة أبنائه وبناته في كل المواقع و بدون استثناء.
ولقد أنجبت ليبيا عبر العصور رجالاً أشاوس كان لهم دور بارز وهام في تاريخ المنطقة والعالم ولا زالت تنجب كل يوم. إنما هي التجارب التي تصقل الرجال، والشاعر الليبي قال:
1- إطلاق سراح جميع السجناء السياسيين.
2- إصدار عفو شامل وإلغاء أي حكم صادر في حق الليبيين في الداخل والخارج.
3- حل مكتب الاتصال باللجان الثورية وإنهاء علاقته بالدولة، ويمكن له أن يكون تياراً سياسياً إذا توفرت لدى أعضائه القناعة بذلك.
4- حل جهاز الأمن الخارجي وتسخيرجهاز الأمن الداخلي لحماية المواطن و الوطن.
5- إطلاق يد المؤتمرات الشعبية لصياغة المستقبل بشكل ديموقراطى حر.
6- فتح قنوات الحوار الهادف مع جميع الفئات في الداخل والخارج في شكل جمعية وطنية تأسيسية لوضع دستور دائم .
Labels:
الإصلاح
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment