Monday, December 13, 2010

من معالم مدينة شنقهاى الصينية

         تتحدث وسائل الاعلام خلال عام 2010م بشكل متكرر عن مدينة شنقهاى بالصين، و خاصة مع الأعداد للمعرض الدولي بها الذي افتتح هذا العام بمشاركة معظم دول العالم. هذا بالإضافة إلى الدور التاريخي لهذه المدينة التي تعرضت للاحتلال من الأوربيين و اليابانيين و كانت بمثابة نقطة التلاقي مع العالم الخارجي بالنسبة للصين بسبب موقعها الجغرافي على البحر و النهر بحيث ارتبطت بالداخل و الخارج. و اجتماع التاريخ و الجغرافيا و الاقتصاد و المعارض و النشاط الاقتصادي في هذه المدينة يستحث  المرء على زيارتها.

محطة القطارات و القطار السريع



جانب من محطة القطارات بمدينة نانجين

       كنا بمدينة نانجين الصينية و هي تقع على بعد حوالي 300 كم من الساحل أي من مدينة شنقهاى، و كان أمامنا خيارين إما  السفر جوا أو برا، فقررنا الذهاب إليها بالقطار لان ذلك سوف يعطينا فرصة لرؤية الريف الصيني كما يمنحنا فرصة لتجريب القطار الجديد من نوعه. فكانت البداية من محطة نانجين للقطارات و التي 
.تستوعب أعدادا كبيرة من المسافرين يوميا و طوال ساعات اليوم



صالة أخرى بالمحطة بنانجين
      
كان حجزنا على القطار السريع و المباشر إلى ىشنقهاى، و يعد هذا النوع من القطارات آخر صيحة في مجال      
صناعة القطارات من حيث التجهيز و سرعة السير و الراحة فى العالم أجمع.




القطار السريع في المحطة

و قد بلغت أقصى سرعة لقطارنا في هذه الرحلة حوالي 345كم في الساعة. كان القطار مريحا طوال الرحلة  فلم نشعر باهتزازة واحدة طوال الرحلة؛ و يمكن القول بصدق انه أريح من السفر بالطائرة فقطعنا المسافة في ساعة و عشرة دقائق. كانت الطريق جميلة المناظر و كل المسافة معمورة بالسكان و المباني الحديثة و المزارع و لحسن حظنا لم تنزل أمطارا خلال زيارتنا كلها.




أقصى سرعة للقطار في رحلتنا على شاشة البيانات داخل العربة رقم 2




عربة القطار من الداخل
شنقهاى بالليل

بعد الوصول ذهبنا مباشرة للفندق لاتمام إجراءاتنا ثم خرجنا لرؤية المدينة بالليل. فشنقهاى معروفة بجمال منطقة النهر بالليل خاصة حيث تكتظ بالزوار من الداخل و الخارج. كانت أعداد الناس كبيرة جدا على طول النهر و في كل الشوارع بمركز المدينة، و كل المباني الشاهقة و العمارات مضاءة و بديعة الألوان.



العمارات الشاهقة و الأبراج خلف النهر

في جميع الاتجاهات ترى العمران البديع و الألوان الزاهية و الجموع الغفيرة من الزوار و السواح.



جانب من المباني على يمين الطريق و حشود الزوار
المدينة بالنهار

في صباح اليوم التالي و هو السبت 18سبتمبر 2010 م، رأينا أن نعيد الكرة و نتفقد نفس المكان لنرى شكل المباني في ضوء النهار فالليل دائما يضيف بعدا على الصور خاصة مع كثرة الإضاءة و الزحام. و في طريقنا إلى المكان مررنا على ميدان به لوحة معبرة تجمع تماثيل لبعض الخيول البيضاء. المشهد جامد و لكنه يوحى بالحركة و يبرز  جمال الخيل و يذكر بخير الخيل  و جمال الحرية، أما اللون الأبيض فيوحى بسلام متجانس مع الطبيعة، في لمسة فنية رائعة تظهر الحنين إلى الفطرة.




تماثيل الخيول على جانب الطريق

في الصباح كان عدد الزوار قليل جدا و الفرصة أفضل للاستمتاع بجمال الموقع و جمال الجو حيث كان الجو مشمسا مع برودة و لطافة في الهواء بسبب تلاقى مجرى النهر مع ساحل البحر.





منطقة الأبراج على ضفة النهر



المباني التي على يمين الطريق بالنهار
زيارة المسجد

بعد أن تجولنا في المدينة مررنا على أحد مكاتب معلومات و خدمات السياح و طلبنا منهم أن يدلونا على أقرب مسجد لزيارته فرفيقي ليس مسلما و أحببت أن أطلعه على مسجد في الصين، كما أننا بحاجة إلى طعام حلال يناسبني و شرقي كي يجربه رفيقي. و صلنا إلى المسجد الذي لم يبعد كثيرا عن مكاننا سيرا على الإقدام، و هذا المسجد يقع في الحي القديم وسط المدينة.


مسجد للنساء بشينقهاى

و كانت المفاجأة حيث كان المسجد البارز على الطريق يخص النساء، ففي كثير من المدن الصينية يبنون مساجد خاصة بالنساء و ذلك لتوفير استقلالية لهم فبعضهن قادم من الريف للعمل بالمدينة. ووجدنا بجانبه من جهة اليسار مسجد كبير للرجال و هو الأقدم  بهذا الموقع و مجهز بكامل الخدمات و به متحف صغير لتعريف الزوار بالإسلام و تاريخهم العريق في هذه المدينة و صور لأهم زوار المسجد من الداخل و الخارج و أبرز علماء و شيوخ المسجد عبر السنين.



لوحة على جدار المسجد


مسجد الرجال حيث البساطة و جمال التصميم

دخلنا المسجد و تحدثت مع بعض الإخوة من المسلمين الذين يتحدثون العربية و عرفت موعد الصلاة، ثم قررنا أن نذهب لتناول الغداء في أحد المطاعم الإسلامية و يديرها أخوة من اليغور المسلمين. كانت الجلسة شرقية أو أشبه بالتركية و الطعام  كان حلال و لذيذ .


مطعم اسلامى في شينقهاى
الطرق المعلقة

في العديد من شوارع المدن الكبرى يبنى الصينيون طرقا معلقة فوق الطرق الأصلية لتيسير مرور السيارات في شكل هندسي بديع، و جمال المباني و روعة الطرق تدل على تقدم الصين في مجالات البناء و الهندسة المدنية و تسخير العلم لتوفير حياة أفضل للشعب الصيني.


عدة مستويات من الطرق عند الغروب



طريق معلق

    ثم بعد الظهيرة ذهبنا إلى حديقة الشعب الشهيرة في مركز المدينة و بها عدد من المتاحف سوف نتحدث عنها في مقال قادم بإذن الله تعالى في المستقبل القريب.
         و من هذه الجولة السريعة بين بعض معالم المدينة يتضح جليا مدى تقدم الصين في زمان يتراجع فيه العالم الغربي، بل بدأ يتنازل عن بعض الأشياء التي كانت تعتبر من المسلمات في حياته. و كلنا يذكر منذ سنين قريبة عند ما كانت الناس تستشهد بالصين حين ما تتحدث عن مشاكل التخلف و التضخم في عدد السكان و انخفاض مستوى المعيشة، فسبحان مالك الملك الذي يرفع أقواما و يضع آخرين بما كسبت أيديهم.

No comments:

Post a Comment