Saturday, May 1, 2021

جوانب من حياة يهود تغرنّه

د فتحي رجب العكاري

عاشت مجموعة من يهود ليبيا في تغرنة مئات السنين وتكونت لديهم تقاليد وعادات مثل بقية الليبيين الذين يعيشون في منطقة غريان وبعضهم قدم من طرابلس والبعض الاخر اتى من جنزور، وقد حافظوا على عاداتهم ولباسهم حتى بعد هجرتهم الى اسرائيل خاصة في الجيل الاول.

 في العادة يقودهم وينظم امورهم  "شيخ تغرنة" وهو بمثابت شيخ القبيلة عند العرب فيخاطب الجهات الخارجية ويجمع الضرائب ايام العثمانيين ويتواصل مع يهود المناطق الاخرى وخاصة يهود طرابلس.

 يتكون سكان تغرنة من عائلتين أحداهما تدعى عائلة حجاج وهي اصيلة في تغرنة وتمثل حوالي 65% من عدد السكان اليهود والاخرى تدعى عائلة حسن وهي قادمة من جحيشة وتمثل حوالي 35% من عدد السكان، بينما يسكن قرية بن عباس القريبة عائلة تدعى عائلة غويطة حيث يمثلون حوالي 75% من سكانها.

يقطن الكثيرون من سكان غريان في بيوت منحوتة في الصخر يقوم بحفرها عمال مهرة من فزان، وتسمى كل واحدة منها حوش وبه مجموعة من الحجرات قد تصل الى ثمانية وتسمى ديار والواحدة تسمى دار. يملك اليهود حوالي 22 حوش في تغرنة وحوالي 6 حيشان في بن عباس والباقي لسكان من المسلمين وعادة ما يعيش اليهود في منطقة تسمى حارة اليهود.

 تشترك عدة اسر في السكن في الحوش الواحد بواقع دار لكل اسرة بعضهم ملاك وبعضهم يستاجرون. وقد نجد خليطا من عدة عائلات في نفس الحوش، احيانا تعيش كبيرة اي الاب واولاده المتزوجين متجاورون في نفس الحوش.

يتم حفر البيوت الجبلية او الكهوف تحت الارض لكل حوش ردهة مفتوحة من الاعلى تسمح بدخول ضوء الشمس وله مدخل مائل يبدأ من السطح العلوي خارج البيت ويوصل الى الردهة وبه عادة مخزن للادوات. في العادة المطبخ مشترك بين كل الديار أو الحجرات، بينما تحتوي كل دار على الاتي:

اركان لتخرين الغلال والملابس وبعض المعدات وفتحات للاضاءة وبالطرف المقابل لمدخل توجد سدة منحوتة في الصخر امامها بعض الدرجات ووسط الدار تمثل منطقة الجلوس والمعيشة

No comments:

Post a Comment