Thursday, January 20, 2011

ملامح من الحياة في الصين

لكل شعب بصمات أو ملامح ترتسم من أسلوب حياته تجدها في الشارع و البيت و العمل و المعبد و العلاقات و طريقة التحية و أسلوب التفاهم و طريقة حل النزاعات. و هذه الملامح تحمل في طياتها عمقا زمنيا و حضاريا و ثقافيا و عقائديا تميز هذا الشعب عن غيره و بالتالي تتحول إلى عرف يقدسه الجميع و تتوارثه الأجيال.

الشاي الأخضر

تنتشر زراعة الشاي في الصين بشكل واسع فحيث ما توفرت الأرض و خاصة على سفوح الجبال ترى صفوف شجيرات الشاي  و كأنها شعر فتاة مظفور في سطور بديعة منسقة و مقلمة على مدار الأيام. و الشاي في الصين درجات بحسب النوع و حجم الوريقات  فمنه غالى الثمن و منه أنواعا رخيصة و في العادة يباع في علب فاخرة و مزينة للدلالة على النوعية.

مزارع الشاي
كما تنتشر عادة إعداد الشاي الأخضر و عرضه في مختلف الأماكن بشكل جميل يليق بالمشروب المفضل لدى الشعب الصيني. و حيث ما ذهبنا في الأسواق و المتاحف و المطاعم تجد جلسة مميزة لبائع الشاي. و تناول الشاي الأخضر بالذات يعتبر من التقاليد الاجتماعية العريقة لدى الشعب الصيني و حول جلسة الشاي تناقش كل لأمور الحياة العامة و الخاصة، و في العادة توجد حجرة أو جلسة خاصة به.

بائع الشاي، جرب قبل أن تشترى
الخصوصية و الهدوء

في معظم المطاعم و الفنادق الراقية تتوفر جلسة خاصة لكل مجموعة سواء كانت عائلة أو مجموعة أصدقاء أو وفودا زائرة، بحيث يتمتع المشاركون بالانفراد في الجلسة في غرفة مستقلة يخدمها شخص أو أثنين و بالتالي يدور الحديث على الوجبة في هدوء و خصوصية.

مائدة في حجرة مستقلة
قيمة التاريخ

تلاحظ في الصين اهتمام الخاص و العام بالعمق التاريخي للحضارة الصينية، فتجد المحافظة على مقابر مؤسسي الدولة الصينية الإمبراطورية فهى محفوظة بنفس الدرجة أو أكثر مع أحدث قبور الزعماء. و قد يفترض بعض البسطاء أن الثورة الشيوعية إنما قامت لتزيل معالم الثراء و العظمة الصينية؛ فبالرغم من غياب الوازع الديني الذي يحرم نبش القبور تجد احتراما و اعتزازا بدور السابقين في بناء الحضارة الصينية. و لا زالت مجالس الحكام محفوظة في شكلها الأصلي و كذلك مكتب آخر رئيس للصين قبل انتصار الشيوعية، ناهيك عن المقابر و القصور و المعابد.

عرش إمبراطور الصين مزين بالذهب

مدخل المقبرة الإمبراطورية
و لو نظرنا إلى مكتب رئيس الجمهورية الصينية قبيل انتصار الثورة الشيوعية لرأينا البساطة و التواضع في مساحة المكتب و الأثاث المستعمل لرئيس دولة بحجم الصين خرجت من الحرب العظمى من المنتصرين بعد حرب دامية مع اليابان و كأني به يقول العبرة بالأعمال و ليست بالأشكال.

مكتب الرئيس تشان كاى تشيك

المعابد الصينية

تنتشر في الصين المعابد البوذية و الكنفوشية و هي تمثل مزارات سياحية من الداخل و الخارج و تتميز بأنواع من العمارة الصينية القديمة و بعض المعتقدات الأرضية، و يكثر فيها حرق أعواد البخور و شجيرات الأماني حيث يقول الزائر ما يتمنى و يعلقها بالشجرة.



مدخل معبد كونفيشوس

شجرة الأماني أمام المعبد

معبد بوذا

ملامح من العمارة الصينية

يوجد في الكثير المعابد أبراج من عدة طوابق عددها فردي و منسقة في شكل بديع و جميل، يمكن منها رؤية المنطقة في منظر خلاب.



برج قديم
كما تزين الأسقف الداخلية للمباني بإشكال و رسوم جميلة تتناسب و مكانة المبنى، و ترصف الممرات بالحجر الصخري و تزدان الحدائق بالمركبات المائية. و يتم تزيين المركبات المائية بحجارة ذات تجويفات طبيعية تصدر أصوات جميلة عند هبوب الرياح.


سقف المقبرة الإمبراطورية

أحد ممرات قصر الحكومة العتيق مزين بالحجارة

مبنى تاريخي في أحد المعابد

حديقة مائية في بيت أحد الأثرياء
و يبدو العبور بين العصور في صورة التقطتها من داخل قصر الحكومة في نانجين تظهر المباني العصرية.



بين الماضي و الحاضر
  عام 2009م كان عام الثور في التقويم الصيني وهذا يعنى موسم زراعى جيد ويرى في الصورة الآتية مجسم للثور في الشارع.

مجسم لثور أمام فندق نانجين
سياحة نهرية بالليل




و بالرغم من انشغال الناس في الصين بالعمل من أجل البناء و البقاء إلا أنهم يجدون فسحة في الليالي الجميلة لممارسة رياضة التاى شى في الشارع على أنغام الموسيقى من اجل سلامة الأجسام و العقول.
   هذه الملامح من جوانب الحياة في الصين التي سجلتها و أهديها لكل من يبحث عن العبرة في الصورة و الحكمة من الإحداث و الخبرة من تاريخ الشعوب و صدق من قال "ما أكثر العبر و ما أقل الاعتبار".

No comments:

Post a Comment