Tuesday, January 11, 2011

عبد الله محمد سكته.. أنموذج للوطنية



عبد الله محمد سكتة
مقدمة

         كم كان بودي أن أكتب هذه الكلمات في حياة المرحوم بإذن الله الحاج عبدالله سكته والذي أكن له أسمى آيات الود والاحترام من خلال معرفتي به لأكثر من أربعة عقود، فهو والد أحد أعز رفاقي الدكتور فتحي عبد الله سكته، ولقد توطدت بيني وبينه علاقة خاصة أعتبرها جسرا بين الأجيال في الحياة الوطنية. لقد استفدت من لقاءاته ونقاشه وكنت أحرص على لقائه كلما سنحت الظروف وبالفعل تعلمت منه الكثير وعرفت منه الكثير من المعلومات عن الحياة في الجيل الذي سبقنا. كانت له كلمة مشهورة عندما يحتد النقاش في دوائر الدولة الليبية يقولها: أنا رأس مالي نظارتي وقلمي. فهو لم يكن مدعوما من القصر أو الحاشية أو قبيلة أو حزب بل كان يعتمد على كفائته و قدراته. كان نزيها ونظيفا ماليا وشريفا في تعامله يحبه كل من تعامل معه في السلك الوظيفي وكان  الكثير منهم  يحرص  على زيارته في بيته بعد تقاعده. تدرج في السلك الوظيفي من موظف بسيط كاتب بمصلحة الزراعة بدرنة إلى وزير للدولة لشؤون الخدمة المدنية، ثم سفيرا للبلاد في إيطاليا ومالطا حيث أحيل إلى التقاعد بقرار من مجلس قيادة الثورة بتاريخ 26 أغسطس 1970 وهو في سن الواحدة والخمسين مما حرم قطاع الدولة من خدماته وخبراته في العمل الإداري.


اثناء تقديم اوراق اعتماده كسفير لدى مالطا 
و بعد ذلك استمر يعمل في مجال البحوث والدراسات ونقل المعلومات من المصادر الإيطالية حول تاريخ الصراع الليبى الايطالى متعاونا مع مركز بحوث الجهاد الليبى. و قد تعرّض للتحقيق أكثر من مرة ولكنه كان يخرج بسجل ناصع البياض في كل مرة. وأذكر حادثة حكاها لي؛ حدثت عندما كان سفيرا في إيطاليا خلال زيارة الملكة فاطمة لها و كان من المفترض إعداد هدية للملكة بمناسبة الزيارة، فكان رأي السفير عبدالله سكته أنه إذا كانت هى الملكة وأنا سفير المملكة فكيف أهدي لها من مال الدولة؛ فقرر أن يهدي إلى الملكة باقة ورد من ماله الخاص وتم تقديمتها لها عند وصولها.
        لقد كان لي شرف الاطلاع على مذكرة أعدها الحاج عبدالله سكته عنوانها اعتبره كافيا لمعرفة المضمون واستهلها بالعبارة التالية
" مذكرة للذكرى والتاريخ أحررها أنا المواطن الحاج عبدالله محمد سكته عن وقائع ما قاسيته من تضحيات وشدائد وما قدمته من خدمات وأعمال في سبيل حرية وطني ليبيا وازدهارها "
 وحررها بتاريخ 6 أبريل 1981م في ذكري مرور أربعين عاما على محاولة اغتياله رميا بالرصاص من قبل الاستعماريين الإيطاليين الفاشست. فكان من أغلى ما يصبو إليه الحاج عبد الله أن يكون مواطنا خادما لوطنه مهما كانت الشدائد والتضحيات والتي بلغت حد الشروع في قتله بإطلاق الرصاص عليه في مدينة البيضاء ولكن الله كتب له أن يعيش ليرى بلاده مستقلة ذات سيادة ويشارك في بناء صروحها متنقلا بين ربوعها.
       في هذا المقال سوف أتناول أبرز معالم سيرته وأترك التفاصيل لكتاب عن حياته و اعماله قيد الإعداد.


نشأته وتعليمه

    ولد السيد عبد الله سكته بمدينة درنة بتاريخ 19 أبريل 1919م وأتم دراسته الابتدائية سنة 1934 ثم التحق بالعمل الوظيفي سنة 1935 م. لديه إلمام جيد باللغتين الإيطالية والإنجليزية وحصيلة طيبة من الثقافة العامة، ولقد كان لذكائه النادر وقدرته على تنظيم حياته الدور الأساسي في بناء خبرته من خلال الممارسة العملية وبعض الدورات التدريبية والنشاط الثقافي والسياسي بجمعية عمر المختار بدرنة والبيضاء، كلها كان لها الأثر الكبير في تكوين وتنوع عطائه عبر السنين. بالإضافة إلى ما تقدم فإنّ الاحتكاك والتفاعل مع أبرز القيادات الوطنية والعيش في ظل إدارات أجنبية مختلفة ساعد على توسيع أفقه وإثراء تجربته. إنّ جيل الرعيل الأول لم يعرف الجامعات ولم يتعود على مساعدة أحد، كانوا يقفزون من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الرجولة رغم قسوة الحياة وقلة الإمكانيات.

نشاطه السياسي

     كان عبد الله سكته من العناصر النشطة في جمعية عمر المختار حيث شغل منصب أمين عام فرع الجمعية في البيضاء ثم أمين عام فرع الجمعية ذاتها في مدينة درنة بانتخابه في مجلس إدارتها مع الشاعر الوطني الكبير إبراهيم الأسطى عمر في شهر مايو 1947 م وساهم في وضع النظم واللوائح الإدارية للجمعية بدرنة ومن أبرز أعماله المذكرة المقدمة للجمعية الوطنية البرقاوية بتاريخ 20/06/1947 م والمذكرة المقدمة إلى الأحزاب الطرابلسية بتاريخ 23/09/1947 م والمذكرة المقدمة إلى لجنة التحقيق الدولية شرحا ودفاعا عن أهداف الجمعية الوطنية في الوحدة والاستقلال بتاريخ 23/04/1948 م والتي رفعت جميعها باسم الجمعية في درنة. ولقد قابل  السيد عبدالله من ضمن وفد خاص لجنة التحقيق الدولية في شهر مايو 1948م وكان لمجهوداته الأثر الكبير في اللجنة مما أثار ثائرة الإدارة البريطانية حيث أصدرت قرارا بإبعاده من مدينة درنة إلى مدينة طبرق في وظيفة أقل وعند اعتراضه على هذا القرار تم فصله من عمله. علما بأنه لم يشترك في أي حزب سياسي بعد ذلك ولم يترشح في الانتخابات ولم يدخل البرلمان. 

نشاطه الثقافي

      عمل كمراسل لجريدة برقة الجديدة من الأول من أكتوبر 1946 إلى نهاية عام 1949 م. كما شارك في النشاطات الثقافية لجمعية عمر المختار بمدينة درنة من خلال برامج المحاضرات والمناظرات و نشر العديد من المقالات الجيدة ومنها على سبيل المثال:
1- جريدة "برقة الجديدة العدد" 661 بتاريخ 17/11/1945م الموضوع "درنة درة برقة"
2- جريدة "برقة الجديدة العدد" 662 بتاريخ 19/12/1945م الموضوع "درنة درة برقة"
3 -جريدة "برقة الجديدة العدد" 677 بتاريخ19\ 12\1945م الموضوع"مستقبل برقة الاقتصادى" الجزء الاول
4 - جريدة "برقة الجديدة العدد"678 بتاريخ21\ 12\1945 م الموضوع"مستقبل برقة الاقتصادى" الجزء الثانى و الاخير.
5- جريدة "برقة الجديدة العدد"728 بتاريخ19\ 4\1946م الموضوع" وحدة ليبيا و استقلالها و نظام حكمها".
6- جريدة "برقة الجديدة العدد740 بتاريخ17\ 5\1946م الموضوع"كلمة صريحة حول موقف ليبيا السياسى".
7- مجلة الفجر العدد 2 بتاريخ15\3\1947م الموضوع"ما لنا و ما علينا من حقوق و واجبات".
8- جريدة "برقة الجديدة العدد875 بتاريخ4\ 4\1947م الموضوع" وضع الامور فى نصابها حول مفاوضات الوحدة و الاستقلال".
9- جريدة "برقة الجديدة العدد892 بتاريخ23\5\1947م الموضوع"جمعية عمر المختار بدرنة تدخل الميدان السياسى على أساس قانونى".
10- جريدة الوطن العدد 91بتاريخ16\9\1947م الموضوع" كيف نقابل لجنة التحقيق الدولية" في ما نرغبه من مصير لوطننا ليبيا العزيزة.
11 - مجلة الفجر العدد15 بتاريخ 20\2\1948 الموضوع" مؤهلات استقلالنا".
 و يتضح جليا من هذا العرض المحدود لعدد من المقالات الحنكة السياسية فى التدرج فى الطرح و مواكبة الاحداث وصولا إلى الهدف  وهو الاستقلال التام لليبيا الموحدة. و بالاضافة الى هذه المقالات له مشاركات ادبية و لقاءات صحفية و ندوات لا يتسع المجال لذكرها. كما يتضح دور الصحافة الحرة فى تناول قضايا المجتمع و تقريب وجهات النظر و خلق وعى شعبى عام يدعم الحراك السياسى على أساس الفهم و الوعى بعيدا عن العواطف.
     وسوف نسلط مزيدا من الضوء على مناظرة محكمة من قبل لجنة مكونة من أربعة أشخاص جرت بتاريخ 9/11/1946م وذلك في الندوة الأدبية التابعة لجمعية عمر المختار بدرنة بينه وبين المرحوم الأستاذ الشاعر الكبير إبراهيم الأسطى عمر رئيس الجمعية آنذاك, وموضوعها:
"الحكومة تستعد لإنشاء مدرسة أو مستشفى في قرية ما، فأيهما تفضل؟"
 وتبنى السيد عبدالله مشروع  المدرسة والدفاع عنه بينما تبنى الشاعر الكبير مشروع المستشفى والدعوة إلى إنشائه. ولمن لا يعرف أذكر أن الندوة الثقافية كان يحرص على حضورها جل شباب درنة في ذلك الوقت, وفي معظم الأوقات يضيق المكان بالناس من كثرة الحضور. وتعتبر هذه الندوات مدرسة و أكاديمية شعبية مفتوحة لطرح الآراء ووجهات النظر في جو ودي يقبل بالاختلاف فى وجهات النظر ويبحث عن الأفضل. وكان الفوز حليفا للمناظر المناصر لمشروع المدرسة. وكأني بالشاعر الكبير يذكر بما عاناه شعبنا من ويلات الحرب والاستعمار وحاجته إلى المشافي لعلاج الجرحى والمرضى والمصابين بالعاهات من جراء الحروب وهو يستحث المشاعر من أجل دعم مشروع المستشفى، بينما يرد عليه رجل الدولة من خلال الحاجة إلى إعداد الأطباء والمهندسين والمعلمين من خلال برامج التعليم، فالمدرسة هي نواة البناء ونحن عندما نعالج مريضا قد يشفى ولكنه يبقى على حاله بينما تعليم الإنسان يرقى به وينمي قدراته. المهم كانت النتيجة انتصار مشروع المدرسة وتخللت المناظرة بعض الأسئلة وتعليق وتصفيق الحاضرين وكان الدرس عظيما في فكرة التخطيط الاستراتيجي قبيل الاستقلال. والدرس الأهم هو في انتصار عضو من الجمعية على رئيس الجمعية أمام الجميع. والدرس الأعظم من هذا كله أنه وقبل المناظرة عند توزيع الأدوار اقترح السيد عبدالله على الأستاذ إبراهيم أن يتولى الرئيس الدفاع عن المدرسة بحكم أنها الأولى بالنجاح فرد عليه إبراهيم الأسطى عمر "يجب ألا نعود الناس أن الرئيس على حق ويجب أن ينتصر في كل مرة" ولقد ذكر هذا الأمر الحاج عبدالله في حديث خاص منذ سنوات قليلة ولا يعرفه الكثير ممن حضر الندوة رحمهم الله جميعا.

محاولة الايطاليين قتله

        عندما دخلت القوات البريطانية لمدينة البيضاء للمرة الأولى بعد هزيمة القوات الإيطالية استقبلهم عبدالله سكته بالهتاف "لقد أذاقنا الإيطاليون مر الجوع ثلاثين عاما أما الآن فكفى" ثم اقترح على البريطانيين أن يطلبوا من البلدية شهادة الوضع العائلي لكل مستوطن إيطالي موجود بالمنطقة وذلك بسبب اختفاء بعض الجنود الإيطاليين بين المستوطنين هروبا من الوقوع في الأسر، وبناء على هذا الإجراء أعدت القيادة الإنجليزية جدولا بأسماء من يجب إرسالهم للاعتقال. ثم تنقلب الكفة لصالح الإيطاليين مع دخول القوات الألمانية إلى ليبيا وانسحاب القوات البريطانية من البيضاء. فخرج الإيطاليون الفاشست في مظاهرة صاخبة أقيمت بالمدينة يوم 6 أبريل 1941م وفي تلك الفترة كان السيد سكتة مديرا لمدينة البيضاء فقام اثنان من المستعمرين الإيطاليين بعد مواجهته وجها لوجه مع المظاهرة المذكورة و قاما بفرز السيد عبدالله والإمساك به وهم يقولون "أنت خائن، أنت خائن" وأخذوا في ضربه ضربا مبرحا بالأيدي والأرجل والحجارة ثم اخرج أحدهما مسدسا وأطلق منه عدة طلقات. أصابت إحداها عظمة الفك الأسفل من الفم فكسرتها كما كسرت بعض أسنانه، وأصابته رصاصة أخرى في ذراعه الأيسر قرب المرفق أما الرصاصة الثالثة فأصابته في صدره تحت الثدي الأيمن حيث سكنت حتى أخرجها الطبيب. سقط عبدالله سكته على الرصيف مضرجا بدمائه فاقدا للوعي مما جعل المجرمان يعتقدان أنه فارق الحياة فتركاه في الشارع مطروحا على الأرض، ولم يفق السيد عبدالله إلا بين يدي الطبيب وهو يضمد جراحه بعد أن أخرج الرصاصة من صدره. ونظرا لعدم وجود مستشفى في البيضاء وضعه الطبيب في سكن الممرضات الراهبات لتلقي العلاج وبقي هناك ما يقارب من شهرين تحت حراسة رجال البوليس خوفا من هربه أو تكرار الاعتداء عليه. ثم تم تقديمه للمحاكمة ولكن لغياب المعتدي لم يصدر عليه حكما كما كانت تتمنى السلطات الإيطالية فنقل إلى طرابلس ووضع في السجن قيد التحقيق باعتباره من العناصر الخطيرة على الأمن الإيطالي. فبقي هناك حتى انهزمت القوات الإيطالية والألمانية في شهر يناير 1943م حيث أطلق سراحه فكانت آثار هذه الرصاصات في جسده تحمل في طياتها أعظم وأجمل وسام حمله عبدالله سكته في حياته وبالفعل كانت الوسام الوحيد حيث لم يحظ بأي وسام ليبي طوال عمله في الدولة الليبية. وسنحت له فرصة السجن في طرابلس للتعرف على بعض الشخصيات الوطنية فيها وعلى الحصول على بعض الوثائق الإيطالية الهامة التي نسخها سرا رجل وطني شجاع من طرابلس هو الحاج رمضان بن معتوق من شارع الظل، الذي كان يعمل في قسم المحفوظات بالإدارة السياسية بحكومة ليبيا المستعمرة وأهمها الرسالة السرية الخطيرة رقم 409943 المؤرخة في 23 أغسطس 1941م الصادرة عن نائب حاكم ليبيا العام إلى والي محافظة بنغازي يعترف فيها بالكثير من الأعمال الإجرامية التي اقترفها الطليان في ليبيا. واستخدم الوفد الليبي إلى الأمم المتحدة هذه الوثيقة للتدليل على جرائم إيطاليا في ليبيا مما ساعد على رفض طلب إيطاليا العودة لحكم ليبيا بعد الحرب وساهم في إصدار قرار باستقلال ليبيا.

أهم الإنجازات

     لقد كانت حياة السيد عبدالله سكته حافلة بالإنجازات على جميع المستويات ولكن يبقى أهمها ما يتعلق بالمصلحة العامة ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
1) وضع مشروع قانون الخدمة المدنية الصادر سنة 1954م ومشروع جميع اللوائح التنفيذية لهذا القانون بعد ذلك.
2 )وضع مشروع التقاعد المدني وقانون تقاعد أصحاب المناصب العامة الصادرين سنة 1956م.
3) بينما كان مكلفا برئاسة مجلس إدارة مؤسسة الكهرباء بطرابلس نجح في تأميم الشركة وإخراج المساهمين الإيطاليين وإدارة مشروع إنشاء محطة طرابلس الوطنية.
4) إعداد مشروع جديد لقانون الخدمة المدنية صدر سنة 1964م.
5) وضع مشروع قانون التقاعد العام الذي صدر في عام 1967م.
6) المساهمة الكبيرة في وضع ومراجعة العديد من أنظمة الوزارات والمصالح في دوائر الدولة المختلفة.


وقد قام بكل هذه الأعمال خلال توليه العديد من المناصب الرسمية حيث شغل مناصب وكيل وزارة العدل، ثم وكيل وزارة برئاسة مجلس الوزراء ثم وكيلا لوزارة التخطيط والتنمية ثم وزيرا للدولة لشؤون الخدمة المدنية، و تلقى العديد من رسائل الشكر من عدة مسئولين فى الدولة. و بقى منظما الى آخر يوم فى حياته يحتفظ بكل اوراقه و كتاباته بشكل منسق و منظم فترك موسوعة من المعلومات فى المجالات التى تعامل معها.

عبدالله سكته سفيرا في روما

     عندما كان سفيرا في إيطاليا استطاع أن يحصل على موافقة سلطات مدينة روما لبناء أول مسجد في روما وهذا يعتبر نجاحا منقطع النظير في روما عاصمة الفاتيكان.كان سفيرا يحب أن يظهر بمستوى يليق ببلاده وشخصه فكان يحرص على مستوى طيب من المعيشة، كما كان يجتمع بالطلاب الليبيين الدارسين في إيطاليا ويقدم لهم النصح ويتعرف على مشاكلهم، وقد قال لي احدهم وهو الدكتور بشير حمودة "كان اللقاء به كاللقاء بالوالد، كنا نشعر بحرصه علينا وعلى مستقبلنا".


ولقد كان لوجوده سفيرا أثرا طيبا في نفوس الكثير من المهتمين بالشأن العربي والليبي في السياسة الإيطالية مما أكسبه احتراما خاصا في إيطاليا حتى بعد تنحيته من منصب السفير.

وفاته

      بعد عمر ناهز التسعين عاما انتقل الحاج عبدالله سكته إلى جوار ربه في شهر سبتمبر 2009م يوم عيد الفطر المبارك بمدينة طرابلس و تم دفنه فيها، والله ندعو أن يكون من أصحاب الجائزة فقد رحل إلى ربه يوم عيد عند المسلمين، والله لطيف بعباده كريم يجود برحمته على عباده في كل حين.
وأذكر هنا أنه عندما ذهبت لعزاء أسرته وتحدثت مع السيدة الفاضلة زوجته وهي تعرف مكانته في نفسي، سالت دمعة في عينها فقلت لها " يا عمتي الحاجة لا تبكي على الحاج فهو عاش عزيز ومات عزيز فانتقل إلى ربه يوم عيد"، اللهم اجعله خير عيد مر به في ظل رحمتك ورضوانك.

خاتمة

       و فى الختام لا يسعنى الا ان اختم مقالتى هذه بما ختم به السيد عبد الله سكتة مذكرته حيث قال:
 الآن و على الدوام فانه يكفينى شرفا و مكافأة و تعويضا ان اعيش ايام تقاعدى هذه متمعا بموفور الصحة و الكرامة فى بلادى ليبيا العزيزة؛ و قد نالت بفضل الله تعالى كامل حريتها و استقلالها و غمرها الله جل شانه بنعم الثراء و التنمية جزاء ما قاساه شعبها من المظالم و المآسى وما تكبده من الخسائر و التضحيات، و الله تعالى لا يضيع اجر من احسن عملا و الله مع الصابرين. الحاج عبد الله محمد سكتة، طرابلس فى 6 ابريل 1981م.
          و هكذا يكون الوطنيون الاحرار، فهم لا يرجون من احد جزاءا و لا شكورا، وسعادتهم تكمن فى خدمة الوطن الحبيب مهما كانت التضحيات و مهما كان الثمن. و لقد اردت من هذا المقال أن أزف الى المهتمين بالشأن الليبى باقة عطرة من تاريخ الكفاح الوطنى الليبى تجسدت فيها الوطنية فى أسمى صورها فى حياة السيد عبد الله محمد سكتة رحمه الله.




4 comments:

  1. منور و الله متعتنا الله يحفظك و الحاج سكتة على حد علمي من سكان بن عاشور. و عندي صديقي إسمه زكريا سكتة

    ReplyDelete
  2. الحاج عبدالله سكتة كان من سكان حي الاندلس و اخوه الحاج عبدالغني سكتة من سكان بن عاشور و ابنه زكريا.

    ReplyDelete
  3. بارك الله فيك أخى فتحى وكثر الله من أمثالك

    ReplyDelete
  4. 0نعم، أنا من أبناء آل سكتة ولي الفخر بهذا النّموذج الضّخم الّذي قدّم لعصره ماقدّم. فقد أعطى نفسه للوطن فأعطاه ربّنا قبولا عند جميع النّاس. نسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك له في أولاده وأن يجزي صاحب هذا القلم خير الجزاء.
    وما من كاتب إلا سيفنى ويبقي الدّهر ما كتبت يداه - فلا تكتب بكفّك غير شي يسرّك في القيامة أن تراه

    ReplyDelete