Wednesday, January 26, 2011

أنجيل النهضة العربية

مثل ما كان أنجيل عيسى في أصله الصحيح نداء لقومه كي يرتفعوا فوق الظلم و الظلام و بشرهم بالإنعتاق و الخلاص من جور الحكام فها هو أبو القاسم ألشابي يبشر بني قومه و يهديهم إلى سبيل النهوض من سباتهم و الاندفاع في دروب الحياة من أجل البناء و الحرية و السعادة في الدارين. و هذا واضح جلي في أبياته في قصيدة الإرادة أو إرادة الحياة.
قصيدة إذا الشعب يوما أراد الحياة
إذا الشعب يوما أراد الحياة
فلا بد أن يستجيب القدر 
ولا بد لليل أن ينجلي 
ولابد للقيد أن ينكسر 
ومن لم يعانقه شوق الحياة
تبخر في جوها واندثر 
كذلك قالت لي الكائنات 
وحدثني روحها المستتر 
ودمدمت الريح بين الفجاج 
وفوق الجبال وتحت الشجر  
إذا ما طمحت إلى غاية 
ركبت المنى ونسيت الحذر
ومن لا يحب صعود الجبال 
يعش ابد الدهر بين الحفر
فعجت بقلبي دماء الشباب 
وضجت بصدري رياح أخر 
وأطرقت أصغى لقصف الرعود 
وعزف الرياح ووقع المطر
وقالت لي الأرض لما سالت: 
يا أم هل تكرهين البشر ؟:
أبارك في الناس أهل الطموح

ومن يستلذ ركوب الخطر
وألعن من لا يماشي الزمان 
ويقنع بالعيش ، عيش الحجر
هو الكون حي يحب الحياة 
ويحتقر الميت مهما كبر
وقال لي الغاب في رقة 
محببة مثل خفق الوتر
يجيء الشتاء شتاء الضباب 
شتاء الثلوج شتاء المطر
فينطفئ السحر سحر الغصون 
وسحر الزهور وسحر الثمر
وسحر السماء الشجي الوديع 
وسحر المروج الشهي العطر
وتهوي الغصون وأوراقها 
وأزهار عهد حبيب نضر
ويفنى الجميع كحلم بديع 
تألق في مهجة واندثر
وتبقى الغصون التي حملت 
ذخيرة عمر جميل عبر
معانقة وهي تحت الضباب 
وتحت الثلوج وتحت المدر
لطيف الحياة الذي لا يمل 
وقلب الربيع الشذي النضر
وحالمة بأغاني الطيور 
وعطر الزهور وطعم المطر
حري بنا أن نترنم بهذه القصيدة و نحفظها عن ظهر قلب و نجعلها دستور حياتنا، فهي بحق إنجيل النهضة العربية و حرى بنا أن نعلمها لأولادنا و بناتنا فى المدارس 

No comments:

Post a Comment