Monday, December 13, 2010

جمال بلادي

قد حبانا الله سبحانه و تعالى بجمال الأرض واتساعها و خيرة الموقع بين الإخوة و نعمة العطاء من خيرات الأرض و السماء، و طيبة القلوب فى السراء و الضراء و كرم الأهل اصلا و فعلا و تمام الدين يسرا و عدلا ، ووعدنا بالمزيد إذا كنا من الشاكرين . و لقد عرف أجدادنا صعوبة العيش و قهر الأعداء و كانوا من ا لشاكرين الصابرين ولا زلت اذكر ما كانوا يقولون" الحمد لله على عطاه و رضاه"رغم إنهم لم يملكوا شيئا مما نراه كل يوم . فجمال الطبيعة نعمة من الله على الفقراء من عباده خاصة، فانك حينما تجلس بجوار الشلال أو الوادي أو شاطئ البحر يلفك جو من السعادة والراحة لا حدود له.


و شلال درنة رغم صغره و قلة مائه الا انه يمثل امتدادا تاريخيا بين اجيال ابنائها عبر العصور ، فلا تتم الزيارة دون رؤيته مرورا بواديها الشهير والذى توالى عليه الصالحين من انصار عيسى عليه السلام الى انصار محمد صلى الله عليه و سلم وصولا الى عمر المختار و رفقائه . ناهيك عن حدائق الرمان و العنب و التين التى تحيط بمجرى الوادى من الجانبين . أما اذا توجهنا جنوبا الى الشاطىء فمنظرا لبحر و هويلتحم بالجبل منذ آلاف السنين بلا ملل و لا كلل يعلمنا كيف يكون يزيد التدافع بينهما المنظر جمالا .


 ففى هذا المنظر بالقرب من الاثرون نرى كيف يسترخى الجبل على ضفاف البحر . حتى اذا وصلنا الى حوض رأس الهلال نجد ان الجبل الاخضر بدا و كأنه يحتضن البحر فى رقة و حنان .


و تبدو فى الصورة بعض ملامح احد المنشآت السياحية فى المنطقة ، فهذا الشريط يمتاز بجمال الطبيعة و حلاوة الطقس صيفا و شتاءا و اذا توفرت به الخدماتكماو نوعا سوف يساهم فى تنشيط السياحة الداخلية .
أما اذا سرنا غربا فسوف تلتحم معالم الجغرافيا الطبيعية مع التاريخ الموغل فى القدم . و اول ما نجد  مدينة سوسة حيث يتوقف الزمان فى المكان من خلال المنظر الخلفى للميناء .


أما اذانظرنا شمال هذا الشاطىء فسنرى ميناء سوسة صاحب التاريخ الطويل حيث توالت على أعتابه أساطيل الحضارات من غزاة و فاتحين و مدافعين عبر آلاف السنين .


حتى إذا صعدنا الجبل من جديد بانت علينا شحات بأطلاله و ظلالها و جمالها ا لأخاذ، حيث ترتفع أعمدة جامعات شحات العتيقة و مبانيها ن ولعلنا نعود في مقال خاص بهذه المنطقة التاريخية .


فلقد عرفت هذه المدينة نشاطا علميا و حضاريا كبيرا، و كانت تضم عدد من الفلاسفة الكبار. و تلك الأيام يداولها الخالق سبحانه و تعالى بين الناس  ، فهل سترى هذه الديار يوما ما جامعة شحات أو جامعة قورينا للعلوم الإنسانية؟.

No comments:

Post a Comment