Saturday, December 25, 2010

الإبداع في تعليم السياقة

     خرجنا من طرابلس قاصدين الشقيقة تونس، حيث قضينا عدة أيام في منطقة جربه و جرجيس. كان الجو جميلا و معالم الربيع بادية في كل مكان، فالخضرة و النظافة و التنسيق العام يبعث على السرور و خاصة أشجار الزيتون الغنية بثمارها و ذلك بفضل كرم الله و عناية الإنسان و عمله.


شجر الزيتون في جربه ، ما شاء الله

في مدينة جرجيس أو زرزيس حسب ما يقول أهلها، تعرفت على مواطن من جرجيس كريم له تعلق خاص بليبيا و أهلها على الرغم من أنه لا يزورها كثيرا و لكنه له صداقات و علاقات طيبة مع الكثير من الليبيين ؛ أسمه عبد الغنى السماعلى و هو من أبناء عكارة  جرجيس و يملك مدرسة لتعليم السياقة كما يقولون في تونس خلافا لما هو متعارف عليه في ليبيا بالخطأ تعليم القيادة .
 و في اليوم الثاني طلبنا مساعدته في التعرف على مكان في المدينة فدعانا للقائه بمقر مدرسته.


مدخل المدرسة

ذهبنا إلى المدرسة وكان علينا أن ننتظره حتى يأتي، و مع دخولنا إلى المكان لفت نظري أسلوب الدعاية و الرسوم التوضيحية فى قاعة الانتظار و كذلك التجهيزات التقنية الحديثة.


صالة الانتظار
  
 بعد ذلك لاحظت وجود فصل تعليمي بالداخل، و هذا أمر غريب بعض الشيء في مثل هذه المدارس، فطلبت أن أطلع عليه، و عندما دخلته كانت المفاجأة السارة.  و تتمثل هذه المفاجأة في استخدام التقنية الحديثة في التدريب على السياقة ، فكما تشاهدون في الصورة يوجد جهاز حاسوب و جهاز محاكي و لوحات تعليم يتم من خلالها إعداد المتدرب للتحكم  في السيارة والتعود على  التصرف في مواجهة حركة المرور قبل الخروج إلى الشارع.


فصل تعليمى مجهز تقنيا

       مثل هذا الأسلوب في تعليم السياقة يوفر الكثير من الوقت في التدريب ، و يوفر جهد المدرب كما ييسر على المتدرب استيعاب الدروس في جو آمن و مريح، و خاصة إذا كان المتدرب من النساء.

 إن هذه الفكرة العصرية في التدريب تدلنا على تفانى السيد السماعلى في إتقان عمله و سعيه لإرضاء الحرفاء أو الزبائن كما نقول نحن . إنها إرهاصات التقدم ، فتحية لكل مبدع مهما كان حجم إبداعه صغيرا و حرى بالعاملين في هذا القطاع في ليبيا أن يستفيدوا من مثل هذه التقنية في تعليم السياقة و ذلك باستحداث مدارس نموذجية لتعليم السياقة في طرابلس و بنغازي تسخر فيها إمكانيات الشباب التقنية في مجالات الحاسوب لتعليم المتدربين بأسلوب عصري.

No comments:

Post a Comment