Saturday, December 11, 2010

البيوت الجبلية بغريان

         البيوت الجبلية في غريان تتكون من حجرات منحوتة حول ردهة محفورة بالجبل و مفتوحة على الهواء الخارجي و تسمى محليا الممشى، و لها مدخل واحد مشترك لكل بيت. و في العادة يضم البيت مجموعة من الأسر من نفس العائلة. و يتميز هذا الطراز من البناء بملائمته لظروف البيئة فهو دافئ في فصل الشتاء و بارد في فصل الصيف، أي أن درجة حرارته شبه ثابتة مع درجة حرارة باطن الأرض. و أذكر أنى عرفت بهذا النوع من المساكن من خلال قراءة كتاب بعنوان" قاطني الكهوف زارعي الحمضيات" يتحدث عن يهود تغرنه الذين هاجروا إلى فلسطين و يقطنون الآن في كريات يوشا و كتبه أحدهم باللغة الإنجليزية، فتغرنه بمنطقة غريان كانت مركزا لتجمع اليهود في المنطقة. و هذا العام خلال تواجدي بغريان في زيارة خاطفة يوم الجمعة الموافق 29 أكتوبر 2010 م قصدت منها التعرف عن كثب على هذا الإرث الحضاري العمراني الليبي و ذلك بزيارة حوش تغليسة السياحي. و يقع هذا البيت داخل مدينة غريان بالقرب من شارع الخياطين، و لحسن حظنا أنه كان يوم الجمعة و بعد الصلاة فلا يوجد أحد بالمكان.

شعار الحوش
الخيمة
عند المدخل توجد خيمة العائلة و التي تستخدم عادة في فصول الربيع و الصيف أثناء مواسم الحرث و الحصاد. و هي مطابقة لبيت الشعر العربي التقليدي و الذي يناسب طبيعة العرب و الرحل في التنقل بين المناطق في المواسم و المناسبات المختلفة.



سائحة في استراحة أمام الخيمة
ردهة البيت أو الممشى
إذا اقتربت من البيت ترى الردهة الرئيسية من الأعلى أو وسط الحوش، و تبدو منها بعض الحجرات و يتوسطها في العادة بالوعة أو الحفرة يضاف لها ملح كي يجعلها هشة و بالتالي تقوم بالتخلص من مياه المطر في فصل الشتاء.


ردهة البيت وسط الحوش من أعلى
ثم إذا نزلت  من السلم تجد نفسك على أرضية الممشى و هي تحيط بوسط الحوش أمام الحجرات و تظهر لك أبواب الحجرات المختلفة، بعضها تقيم فيه عائلات و بعضها منافع مثل المطبخ و المخزن المتصل بسلم خشبي و غرفة الأدوات.

غرفة نوم
غرفة النوم هي في العادة غرفة المعيشة و الأكل و الحياة. بداخلها منطقة مرتفعة قليلا مثل مرتبة و تعرف بالسدة ينام عليها الأبوين، و الأطفال ينامون على الباشيك أي السرير الهزاز أو مرتبات على الأرض. و قد يحتوى البيت على عدة غرف مثل هذه لعدة أسر أو قد تستخدم غرفة للأولاد الكبار و ثانية للبنات الكبار. و الحجرات فسيحة و تصميمها جيد ن النواحي المعمارية من حيث الأبعاد و الأركان و الجدران و توحي بنمط عمراني متقدم.




غرفة أسرة مجهزة و مزينة بشكل جميل
المطبخ
يتكون المطبخ من عدة حجرات واحدة لطهي الطعام و ثانية يوجد بها فرن عربي أو تنور لأعداد الخبز.


غرفة الفرن التقليدي التنور


غرفة إعداد و طهي الطعام على الطريقة القديمة


التنور و به  نماذج للخبز
 و في أحدى الحجرات يتم عرض نماذج لبعض الأطعمة الليبية التقليدية مثل البازين و العصيدة و بعض الأدوات 
         في شكل جميل، أما الميزان فربما يكون لوزن ما يبيعه العارضون من زميتة أو سويقة و بسيسة للزوار.

  

 
 نماذج رائعة لمأكولات و أدوات ليبية

أما الحبوب و الغلال فيتم حفظها في مخزن مرتفع يسمى الغرفة يتم الوصول إليه بسلم خشبي و متصل بسطح الأرض لكي يتم صب الحبوب من أعلى.


غرفة التخزين أو الغرفة متصلة بالسقف بفتحة لصب الحبوب من أعلى
غرفة أدوات الزراعة و الحرث أو المدور
يتم تخصيص غرفة لأدوات الزراعة و الحرث و النقل و التخزين.



مخزن الأدوات و يسمى المدور
كما توجد حجرات لأغراض أخرى حسب حاجة الأسرة، و تحصل كل الحجرات على قسط جيد من ضوء النهار من خلال فتحة وسط الحوش.


الممشى كما تبدو من داخل أحدى الحجرات
و آخر كلامنا أن الحمد لله رب العالمين الذي خصنا و حبانا بهذا الوطن الجميل، جميل في قدمه و جليل في تاريخه، و جميل في سهله و جبله و ساحله و صحرائه، طيب التربة و عليل الرائحة، لكننا نبدو غافلين عن هذه النعمة.

No comments:

Post a Comment