Tuesday, December 21, 2010

جولة فى ربوع الجبل الأخضر

         الجبل الاخضر رمز الإباء و الشموخ و العطاء، رمز الخير و البركة و رمز الكرم و الجود الذى لا ينقطع، كلما مررت به اتذكر قوافل الشهداء فترابه ارتوى بدماء الشهداء و عطاء أرضه دائم طوال العام. تفوح منه روائح الزعتر و الاكليل و البطوم و على مر العصور الشمارى و تتخضب هضابه بالتفاح و الخوخ و العنب و المشمش؛ أنه فى الحقيقة حديقة ليبيا الفيحاء و كل ما يحتاجه هو القليل من الماء و بعض الجهد الجاد و من جد وجد و من زرع حصد.


 من خيرات الجبل الاخضر صيف 2010م

و الجبل الأخضر غنى بالآثار مثلما هو غنى بالثروات و الموارد الطبيعية، و قد يمر المرء مرات عديدة من مكان و لا يتعرف على ما يحتوى عليه منها إما لانعدام التعريف بها أو لسرعة التحرك  خلال المكان. و لقد مررت على المواقع التى سأتحدث عنها مرات و مرات و لكننى لم اكتشفها إلا هذا الصيف، فبينما نحن فى الطريق إلى درنة تعرفت على الاخ اجويده العوامى الذى دلنى عليها و رافقنى فى هذه الجولة و هذا كرم كبير منه.
نبع القبة
        نبع القبة يقع فى مدينة القبة و ينبع من بين الآثار، ماؤه عذب زلال بارد. تحيط بالنبع العديد من الآثار المهملة رغم جمالها و يتضح عليها آثار العبث و الاستخفاف بالتاريخ الليبى و بالآثار و ما تمثله من تراث إنسانى. و هذه المنطقة تعتبر معلم تاريخى بالرغم من عدم التعريف بها و لا زالت تخفى الكثير من دررها تحت التراب.


الماء يصب فى جابية مفتوحة



جانب من الآثار حول النبع

العبث بالآثار
فى غياب أية مراقبة يقوم بعض الشباب بغسل سياراتهم من النبع، بينما يبقى الخزان الرئيسى مفتوحا مما يشكل خطرا على الاطفال و قد يتلوث الماء بسقوط بعض الحيوانات.


خزان النبع مفتوح
      فى الحقيقة المكان جميل جدا و تحيط به مجموعة من الاشجار مما يجعله مناسبا لاستحداث مقهى أو استراحة للسواح و الزوار لو توفرت بعض الخدمات و تمت العناية بالآثار و تم تنظيفها.


المنطقة المقابلة لنبع القبة
جانب من آثار كرسة
تقع قرية كرسة الى الغرب من مدينة درنة و تتميز بشاطئها الجميل حيث يتعانق الجبل و البحر، فتمتزج خضرة الجبل بزرقة البحر فى جو متوسطى جميل صيفا و شتاءا. و من أبرز معالم كرسة الأثرية مجموعة من الكهوف القديمة المنحوتة فى الجبل و التى يرجع تاريخها إلى أمد بعيد ربما يعود إلى قدماء سكان ليبيا من القبائل الليبية القديمة. و يطلق  سكان كرسة على هذه الكهوف اسم" حقاف القرود" و ربما يرجع هذا إلى أن بعض القرود كانت تسكنها فى التاريخ القريب. و يتضح من تصاميم هذه الكهوف وجود منصات أو مساطب للنوم و أبواب و أماكن تعليق القناديل أو المصابيح و هذا يدل على حياة حضرية مستقرة. فهؤلاء القوم ينحتون من الجبال بيوتا منسقة و مزودة بما يحتاجونه من فراغات و ليست كهوفا طبيعية تكونت بفعل العوامل المناخية. كما أن اختيار موقعها يشير إلى دورها كمحطة بحرية، أما مواقع تعليق المصابيح الخارجية فتدل على دورها كمنارة بحرية.

شاطىء كرسة أمام الكهوف مباشرة


كهف فى كرسة

و فى الجانب الخلفى من هذا التجمع العمرانى نرى مشروع إعداد ما يبدو عليه أنه حوض سباحة أو مدرج صيفى تحت الإعداد و لم يتم إتمامه و ربما يرجع هذا إلى حدث أخلى القرية من سكانها.

مدرج أو حوض لم يتم حفره
و استقامة الجدران و شكل المداخل و الفراغات يظهر حرفية و دقة فى النحت و الحفر تحتاج إلى آلات جيدة و مناسبة لهذا العمل.
هوى أحجرى



صورة من الجانب الشرقى للهوى
الهوى باللهجة العامية أو التجويف هو  عبارة عن هبوط أو إنزلاق صخرى عميق فى سطح الارض ذو فوهة كبيرة، و الإنخفاض عند أطرافها شبه عمودى؛ فلا يستطيع المرء الاقتراب من الفوهة خوفا من السقوط فيها إلا إذا كان مزودا بمعدات مناسبة لمثل هذا العمل. و تعيش فيه أسراب من الطيور وبه العديد من الاشجار و قاعه مملوء بالماء فعندا يقذف  فيه المرء حجرا يسمع صوت الماء.

صورة من الجانب الغربى للهوى
 و يقع هوى أحجرى بالقرب من مطار الابرق و توجد إشارة بسيطة تدل عليه عند مدخله مباشرة.  شكله بيضاوى و يقدر أطول محاوره بحوالى خمسين إلى ستين مترا. و هو معروف بين سكان المنطقة القريبة منه و قد جعلوا له مدخل خاص و تم تسييج منطقته.

علامة المكان عند المدخل
 و لقد ألقينا فيه ببعض الاحجار ثلاث مرات و كل منها استغرق نزوله إلى القاع حوالى سبع ثوانى و علي هذا يمكن تقدير عمقه بحوالى 240 متر تقريبا. و هذا الموقع كظاهرة طبيعية جدير بالدراسة من الناحية الجيولوجية من حيث أسباب و تاريخ تكونه و إمكانية الاستفادة منه.
          مثل ما نرى هذه مجموعة غير مشهورة من المعالم و حرى بالمتخصصين فى علوم الآثار و التاريخ و اللغات القديمة أن يسلطوا بعض الضوء على تاريخ  مثل هذه المناطق من خلال مشاريع التخرج و بحوث الدراسات العليا بالجامعات الليبية و تعميم نشرها كى تعم الفائدة من هذه الدراسات.

2 comments:

  1. كل مافى ليبيا مهمل ومنسى خلال الحقبة القذافية التى تشبه السنوات العجاف ، لنتأمل ونصلى لتكون السنوات القادمة خضراء مثمرة تحمل الكثير من التقدم والازدهار لكل ربوع بلادنا

    ReplyDelete
  2. اتمنا بعد نجاح الثوره نهتم ببناء ليبيا ولانهتم بالصراع من اجل الكرسى

    ReplyDelete