Wednesday, December 15, 2010

رموز الأمل

الأمل هو أكسير الحياة الروحي و الحياة بدون أمل كجسد يلفظ أنفاسه الأخيرة و لا حياة ترجى فيه. و قد علمتني الحياة أن أبحث عن الأمل في أركان الدنيا لعله ينير الطريق لمن يرغب في العيش بكرامة، وهو لا يقيم بكثرته و لكن بوجوده فكما الزيت في المصباح يكون قطرات قليلة قبيل بزوغ فجر النهار فكذلك تبدو رموز الأمل. و الأمل قد يبعث من حلم أو من شدة الألم و سر بقائه هو حب الحياة فهنيئا لمن يبعثون الأمل و يصنعون الحياة. و قد تناولت هذا الموضوع في العديد من المقالات.
المرأة الليبية


فتاة ليبية بريشة الفنان بشير حمودة
   
تمثل المرأة في ثقافة كل الشعوب رصيد العمق الحضاري و عنوان البقاء و الاستمرارية و قديما قالوا: وراء كل عظيم امرأة. و كذلك الحال في ليبيا تبقى المرأة الليبية عنوان للصبر و خزانة للتراث و التاريخ و رمزا للأمل، و رغم بساطة وسائلها إلا أنها دائما تحضا بنصيب الأسد في الأثر. و كلنا يذكر كلمات الأم عند ما تقول: الراجل ما يبكيش، حين ما تريد أن تلقن وليدها درسا في الصبر. و كل البنات يذكرن قولة الأم: عيب، حرام، أيش يقولوا علينا الناس، حين ما تنهاها عن سوء التصرف. تحملت جداتنا الظلم الاجتماعي و الكبت العائلي و الحرمان من التعليم أيام الترك و الاستعمار، و كان يحيرني دائما ثلاثة أشياء لم يجبني عليها أحد إلى أن كبرت و فهمت الحقيقة؛ ألا وهى الحجب الكامل بالجرد أو الفراشية الذي يظهرها كشبح، و الوشم الذي يجعل شكل وجهها أقرب إلى شكل السلحفاة، و الزواج المبكر في سن الطفولة الذي يحرمها حلاوة الطفولة. الآن عرفت السبب، أنه تجروء المستعمر على بنات الليبيين، حيث كانوا يعتدون على أي بنت جميلة تقع عليها أعينهم، بل كانت مجموعة من الليبيين العملاء يدلون الطليان على بيوت الفتيات الجميلات في المدن و القرى المختلفة.
 علينا أن نكرم المرأة في مجتمعاتنا كي ترضع أجيال المستقبل أنبل القيم و أكرم الأخلاق و شيم الرجال وأن تزرع فيهم الأمل.

النخلة


نخلة بنغازي

لقد كانت النخلة عبر العصور رمز للعطاء في ثمرها و رمز للإباء في علوها عن الدنايا و رمز للحلم إذ ترمى بحجر فترد بأطيب الثمر. اعتمد عليها الليبي في الفقر و الغنى و كل عام تزداد قيمتها. و كل جزء فيها يستفاد منه و يصنع منه الليبي ما يحتاجه. و قد لفت نظري عدة نخلات في الشكل و مقاومة ظروف الطبيعة و القدرة على البقاء لكن أجملها ما رأيته في بنغازي في نخلة أمام فندق البرنيق المهجور حاليا على الكورنيش و وسط ملوحة التربة و الماء ترفع رؤوسها الثلاثة في عنان السماء، إنها نخلة بنغازي رباية الذايح، نخلة بنغازي رمز الكرم و الانفتاح و العطاء، و جدير بالمدينة أن تجعل هذه النخلة شعارها فكلاهما  يجتمع فيهما خير الصفات.
الشجرة المباركة


زيتونة فرعونية

عرفت ليبيا أشجارا مثمرة كثيرة، لكن أفضلها على الإطلاق و في العموم هي شجرة الزيتون. كانت مصدر الزيت و الزيتون و الخشب و الحطب و رمز البركة و الخير. و إذا مررت بالجبل الغربي تجد أنواعا فريدة تسمى بالزيتون الفرعوني للدلالة على طول عمرها، و يقول أهل الجبل أن عمره يربو على آلاف السنين فتحولت إلى حوش زيتون. إنها تمثل رمزا للبقاء في أعالي الجبال و رمزا للأمل بين الأجيال. و هي تصلح أن تكون شعارا لأهل الجبل الغربي في الصبر و التحمل و العطاء.
الخروف الوطني


الخروف الوطني

يتميز الخروف الليبي في المنطقة الشرقية من تاورغاء غربا و إلى امساعد شرقا بشكله العام الذي يوحى بالمهابة و لحمه ذي الطعم الفريد و جنسه الأصيل. و هو سلالة خاصة بهذه المنطقة و قد بنى أجداد الليبيين القدماء له التماثيل. و هو الوطني الوحيد الذي يزداد قيمة مع الأيام و حبا في نفوس المواطنين و هو ثروة وطنية يجب الحفاظ عليها. و لو اخترت شعارا للحزب الوطني الليبي في يوم من الأيام لكان الخروف الوطني هو الرمز و الشعار.

No comments:

Post a Comment